| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

الجمعة 17/12/ 2010



انشودة الماكو الخالدة

مالوم ابو رغيف

هذا الكلام الممل عن التحالفات والكتل والوزارات، عن نظام الحصص والنقط، عن الوزارات الخدمية والسيادية، عن كبار الرؤوس وصغارها قد الحق بالناس السأم والسقم والضجر وجعلهم ينامون وهم في عز صحوتهم.

لقد بتنا نعرف ماذا سيقول هذا السياسي أو ذاك بمجرد إن يفتح فمه. الأسماء تتكرر والوجوه تتكرر والأقوال تتكرر، مسلسل مصري بائس لا يوجد غيره، تتكرر حلقاته بنفس الوتيرة الطويلة المملة ولا احد يعرف متى ينتهي.

ما الذي سيحصل عليه العراقي إن كان فلانا أو علانا وزيرا أو سفيرا أو رئيسا، كلهم سواء، ليس فيهم فطحل اقتصادي ولا عقل عبقري ولا سياسي محنك ولا خبير اختصاصي ولا جريء يكشف الغطاء عن المستور من الفضائح، ولا من ممتنع محصن لا يصاب بالفساد.

كل هذا الكلام والنقاش المعاد والمعاد للمرة الألف، الاسطوانة المشروخة التي منذ إن اسقط الجيش الأمريكي النظام ألصدامي و لحد الآن تسمعنا نشاز العزف، هذا اللغو الدائم عن توزيع المناصب والمراتب وعن المحاصصة والخلافات بين الكتل وبين مكوناتها، هذا اللغو الذي في بعض أجزاءه نشتم منه رائحة الخراب الواقع بالمصلحة العامة، لا يعبر إلا عن طمع وجشع هذه الأحزاب والكتل التي لم تحقق للناس في كل سنواتها المنصرمة ما كانت تعدهم به وبقى الواقع كما هو، مظلم، مؤلم متخلف حتى تحول الحديث عنه بدوره ولكثرة ما كتب عنه في مقالات الصحفيين والكتاب والمحققين والمصورين لزخمه ولكثرة ما تكرر منه في أدعية الناس لله وشكواهم إليه ومناشداتهم للمسئولين، تحول إلى لغو هو الأخر، فليس من استجابة من الله فيزلزل الأرض تحت إقدام السياسيين أصحاب الكروش التي تشبه أكياس معبأة شحما، ولا صاعقة من السماء تسقط على رؤوس الراكعين الساجدين لملايين الدولارات المسروقة من المال العام والمهربة للخارج والموظفة في بناء القصور وشراء الفنادق وشراء الذمم والضمائر.

اتسائل لماذا لا يكفونا شر لغوهم وهذرهم، فلا احد يهتم بهم ولا يأبه بآخر اتفاقاتهم.

ليوفروا على الناس تصريحاتهم التي فقدت مصداقيتها ولم يعد لها قدرا ولا قيمة!

ليصمتوا أو يخرسوا حتى يصلوا إلى اتفاق ما شاء له إن يكون، على أربعين أو خمسين أو ستين وزارة ، على مثنى أو ثلاث أو رباع من النواب، على وزيرا للموت وآخر للفساد!

الشعب صمت وسكت عن تكرار الثلاثية الخالدة :

ماكو ماء .. ماكو كهرباء ... ماكو دواء!

يئس الناس وملوا وفقدوا الأمل لذلك سيشغلوا أنفسهم ولو عبثا بصلاة الاستسقاء، فلعل الله يرحمهم ويسقط المطر.

عندما تتحول السياسة إلى لغو خطابي وليس إلى فعل وعمل ممنهج، عندما تتحول من وسيلة لخدمة الناس والوطن إلى وسيلة للحصول على منافع شخصية، عندها يصاب الناس بالإحباط ويعزفون عن المشاركة بالعملية السياسية لأنهم يصبحون أو يحسون بأنهم تحولوا فيها إلى مجرد بيادق شطرنج على رقعة السياسة التي أصبحت ألان علاقات مالية ومنفعية وحقائب محاصصة وفرهدة بين الأحزاب وليست علاقة الأحزاب بالناس.

سيخرج جميع المتحالفين والمتخالفين من المولد وجيوبهم على قدر نقاطهم ممتلئة بالحمص، إلا الشعب سيخرج خالي الوفاض، لا في المعدة ولا في الجيب حمص وسيعاود عزف أنشودة الماكو الخالدة :

ماكو ماء
ماكو كهرباء
ماكو دواء










 

 

 

free web counter