| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

الأثنين 17/1/ 2011



القرد وغزال الإسلاميين

مالوم ابو رغيف

العراق وحالته البائسة الآن هو محل رضا الإسلاميين وبهجتهم، فلا يوجد في مخيلتهم ولا في برامجهم السياسية أشكال ونماذج أفضل مما عليه العراق الآن، وإذا جاز لنا القياس بالمثل القائل بأن القرد في عين أمه غزال، فان نموذج العراق الإسلامي اليوم، على ما فيه من خراب ودمار وتخلف حضاري وتعليمي، هو غزال بنظر الإسلاميين.

فلقد حققوا ما يصبون إليه أكان على الأصعدة الشخصية أو على الأصعدة الدينية والعقائدية. فعلى الأصعدة الشخصية قد خصوا أنفسهم بالمناصب والرواتب العالية والقصور الفخمة وامنوا على حياتهم ماليا وصحيا وأمنيا كنخبة خصها الله بدرجات هي أعلى بما لا يقاس من درجة الرعاع أو الرعية، هذا إن كان للرعية درجة، فدرجتها مؤجلة لما بعد الموت، وليس بدون حساب وعقاب وصراط مستقيم، يعني (وراها حصبة وجدري) مثل ما يقول المثل العراقي. أما على الأصعدة العقائدية فقد شرعوا قوانينا لما يعتبرونه من صلب العقيدة وجوهر الإيمان، ففرضوا الحجاب وهم بطريقهم إلى فرض النقاب وحرموا الموسيقى والأغاني والفنون بجميع أنواعها، وحطموا التماثيل وأغلقوا دور السينما والنوادي الاجتماعية ومحلات بيع المشروبات الروحية ونكلوا بباعتها مقتدين بشيخ الإرهابيين ابن تيمية. واضطر الفنانون والممثلون والموسيقيون والمبدعون إلى مغادرة العراق لانعدام فرص العمل ومجالات الإبداع.

وافرغوا العراق من كل ما هو جميل وفرضوا ذوقهم المتدني على الناس وعلى المدن. وكنموذج لذوق الإسلاميين الرفيع!! استيرادهم من إيران آلافا من النخيل البلاستكية لتثبيتها على جوانب الشوارع لتزيين المدن بدلا من زراعة الأشجار والزهور، ربما الزهور حرام بشرعهم. أو إن الزراعة غير محببة لهم فهم جماعة وزارة التجارة!!
وتكاثرت الجوامع والحسينيات ومدارس تحفيظ القرآن وفاقت أعدادها على أعداد المعاهد والجامعات والمدارس وأصبح لكل مئة مواطن ملا بدلا من إن يكون لهم طبيب.

ونجح الإسلاميون في ترسيخ الاعتقاد بان المؤمن مبتلى وهذا البلاء هو إرادة الله التي يختبر بها عبادة، فالإرهاب ونقص الخدمات وانعدام الماء والكهرباء والدواء وتلوث الجو والغذاء هو بلاء يختبر به الله صبر عبادة، لكن الله يستثني من بلاءه الملالي والمراجع والمسئولين الكبار، فعششوا وتريشوا وأصبحوا من أصحاب الثروة والجاه وزاد وكبر حجم تأثيرهم وانتشرت خرافاتهم وأصبحت حقائق وأحاديث يحاسب من يشك بصحتها على ما فيها من سذاجة. وها نحن نرى الملايين، أطفال ونساء ورجال تمشي مئات الكيلومترات لأيام طويلة قاصدة لزيارة الحسين وكأن ركوب السيارات رجس من عمل الشيطان يجب اجتنابه، ولن يستطيع احد محاسبة أو حتى مساءلة المتخلفين عن الدوام الرسمي أكانوا طلاب أو تلاميذ أو عمال أو موظفين، لان ذلك يعتبر مساسا بقدسية الشعيرة.
لعلهم يفضلون غلق الكليات والمعاهد المختلطة لأنها مراكز تجمع الشياطين حسب حديث ما اختلى رجل وامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما.

لو لم تكن هذه الحالة البائسة التي يعيشها العراقيون هي محل رضا الاسلاميين لسارعوا وعزموا على تغييرها، ولأشاعوا جو من البهجة والفرحة والأمل في نفوس المواطنين، حتى أنهم غيروا عادتهم وصمتوا عن العهود والوعود بتحويل العراق إلى….
حقا إلى ماذا؟!!!
فكل الدول المتقدمة و الجميلة والحضارية هي في نظر الإسلاميين مدن للعربدة والمجون والميوعة والتخنث.. بما فيها المدن العربية كدبي والكويت..

ربما سيعدون الشعب بتحويله إلى مدينة تشبه مدينة قم.
 

 

 

free web counter