| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

 

الأربعاء 17 /1/ 2007

 

 

الجمهور مش عاوز كدة


مالوم ابو رغيف

كيف لنا احترام حكومة تدعي انها ستحارب الارهاب والمليشيات وتضرب بيد من حديد على رؤوس الارهابيين وامرائهم وهي عاجزة عن وضع حد لجرائم تحدث في وضح النهار في شارع وسط بغداد هو شارع حيفا.
الحقيقة اغرب من الخيال، بل ان الخيال في هذه الحالة يصبح قابلا للتصديق اما ان تكون حكومة ووزرائها واعضاء برلمانها وجيشها وشرطتها واستخباراتها ومستشاريها، حكومة بكل قضها وقضيضها تكلف الارض العراقية ومالكها الشعب العراقي مليارات الدولارات ومع هذا تقف عاجزة عن وضع حد لاستهتار شارع واحد قريب جدا من منطقتهم الخضراء، فهذا لا يمكن تصوره ولا تبريره ولا فهمه ولا استيعابه.
ان تغتال الناس وتخطف او تذبح وتعلق الجثث على نخيل شارع حيفا ولا يتم القاء القبض على قاتل واحد ولا يجبر الساكنين على اخلاء البيوت التي اصبحت مقرات للارهاب على عهدة الحكومة العراقية والمقربين منها، ولا يجري تفتيش دقيق ولا اسئلة ولا استفسارات عن نوعية السكان، ثم يخرج علينا ناطق رسمي او اعلامي او مستشار امني ليقول وبكل قباحة الوجه واللسان بأنه ضبط عشرات من مخازن الاسلحة والعتاد في الشارع وتم اكتشاف انفاق وممرات سرية وكأنه ليس شارعا بل منطقة او متاهة تقع في مجاهل الغابات او في اراضي وعرة عصية على المرور وليس في قلب بغداد او ان العراق يمر في حالة سلام وامان وليس في حالة حرب وارهاب، فهذا يعني ان هؤلاء المسؤولين بلغوا من العجز وعدم المقدرة الى حد السخف والابتذال وعدم الخجل في اللجوء الى اعذار غير مقبولة لا بالمنطق ولا بغير المنطق او انهم يعتقدون بأن الناس سذج ومغفلين واغبياء بحيث يصدقون سخف وقباحة ووقاحة هذه التصريحات الفجة.
كما ان المتتبع للاخبار والبيانات الرسمية سواء الصادرة من الغافي وزير الدفاع والنائم وزير الداخلية والنعسانين مسؤولي الاجهزة الامنية، يعتقد انه سوف لن يبقى اي ارهابي في غضون ايام قلائل، ففي كل يوم تحمل لنا الاخبار حملات اعتقال عشرات ومئات الارهابيين وهجومات رنانة على مراكزهم ومعاقلهم والقاء القبض على زعماء مشهوريين تنقطع اخبارهم فورا بعد الاعلان عن القبض عليهم ، كما انقطعت اخبار وكلاء ومساعدي السافل الزرقاوي الكبار والصغار ولا نعرف اين ذهبوا هل حوكموا ام اطلق سراحهم ام كل ما قيل واشيع هو محض كذب ودجل وضحك على الذقون ام ترى اطلق سراحهم في اطار صفقات سرية في ظل دولة الشفافية.؟
محير حقا امر هذه الحكومة، فلا هي قادرة على ضبط الامن والامان ولا ضبط وزرائها ولا التحكم بأعضائها. فهل هي خاروعة خضرة ام انها مفروضة بأمر الله واولياءه وظله على الارض.!!
عندما انتقدت الحكومة في بادئ الامر قيل ان الحكومة جديدة ولم يمض على تشكيلها الا ايام واسابيع قلائل، وها هي الايام والاسابيع والاشهر تمر وتنقضي ولم نرى لا حنطة ولا شعيرا لا كهرباء ولا ماء ولا بترولا ولا امنا ولا غذاء ولا رعاية صحية، ثم قيل ان الوضع سيكون على احسن ما يرام بعد اجراء مؤتمرات المصالحة الوطنية، وقيل ان المالكي مصمم على تبديل بعض الوزراء غير الكفؤوين وسوف لن تأخذه بالحق لومة لائم، فلا مصالحته فادت وافادت ولا اقدم على ما عاهد الناس عليه بتغيير الوزراء غير الكفوئين. في الحكم لا تكفي النيات الحسنة، انما التصميم والاقدام والجرأة.
منذ ان اسقطت القوات الامريكية نظام الهمج البعثي والى يومنا هذا اصبحنا وكإننا نشاهد مسلسلة مصرية، معادة لعشرات المرات، نفس الاحداث، نفس العقد، نفس المجرمين، نفس الوعود نفس وجوه الممثلين في ادوار مختلفة، لكن جميعها لا تحسن ولا تجيد اداء ادوارها، اما الشرطة والجيش فإنهم يقدمون بعد ان ارتكاب الجريمة وهروب المجرميين. واذا كانت الافلام والمسلسلات المصرية يحكمها شباك التذاكر وشعار الجمهور عاوز كدة، ففي حالة الحكومة العراقية الجمهور مش عاوز كدة اما شباك التذاكر فهو لقطع تذاكر السفر لمغادرة العراق خوفا من القادم من الايام .