نسخة سهلة للطباعة
 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

 

الأحد 16 /4/ 2006

 


 

المتاهه

 

مالوم ابو رغيف

الكتل والاحزاب السياسية العراقية مثل الذين وجدوا انفسهم في متاهه واعياهم الخروج منها، يبحثون عن مخرج فلا يجدوه فما يكون منهم الا ان يلوم احدهم الاخر. يتخيل اليهم بعض الاحيان ، انهم وجدوا الطريق للخروج من هذه المتاهه اللعينة، لكن سرعان ما يكتشفون ان الطريق مغلق ايضا، فيرجعون خائبين للبحث عن منفذ اخر.
رغم ان الوقت بالنسبة للشرق اوسطي او للمسلم ليس بذات اهمية، فالمسلمون مثلا ينتظرون قيام الساعة منذ ان خلقوا ولم تحين بعد، واخرون يسألون الله منذ مئات السنين ليل نهاران يعجل بظهور المهدي ولم يُستجاب لهم. اقول رغم ان الوقت ليس له قيمة في عقلية شعوبنا التي عودوها على الانتظار، فأمنت ان في العجلة الندامة وفي البطئ السلامة، لكن بدأت ملامح ململة عند الناس،غضبا، احتقانا وربما ضجرا، فحركة السياسيين تبدو ساكنة، في المكان والزمان والنتائج، حصان ناعور، معصوب العينان لا يلتف رأسه من تكرار الدوران، بينما المراقب له لا يحصل الا على الدوخة ووجع الرأس.
تزداد المشكلة تعقيدا عندما نعلم بأنها لا تكمن في العلاقات غير الودية بين الكتل السياسية فقط ، بل ايضا في العلاقات بين مكونات هذه الكتلة او تلك ، فكل مكون يود ان يقتطع لنفسه اكبر جزء من الكعكة، ان يكون في موقع الصدارة. وليملأ حضنه وحضن اقاربه ذهبا وفضة، وللناس التراب.
واذا كان كل هذا اللغط ، والسجال، والاتهامات، والمؤامرات لاختيار ثلاثة رجال فقط ، رئيس جمهورية ، رئيس وزراء، رئيس برلمان، فكم سيستغرق الوقت لتشكيل الحكومة نفسها.؟ وهل ستشكلها الكتل ام ان رئيس الوزراء هو الذي يختار.؟ هل سيختار رغم انفه فرضا، ام سيكون حرا رغم ان حريته نوعا من الوهم.؟ وكيف سيكون الاتفاق على توزيع الحقائب ذات الحساسية الامنية والثقة مفقودة بين الاطراف.!!؟ وماذا عن نواب الرئيس ونواب رئيس الوزراء، هل يصلح طارق الهاشمي لاي منصب.؟ هل يصلح العليان لاي منصب.؟ ومن يوظف شيخا فقد كل شروط سوق العمل مثل عدنان الدليمي.؟ هل تصبح الحكومة مكانا للمتقاعدين والمعاقين فكرا وجسدا.؟
كل هذه القضايا مؤجلة، فالوقت الذي مضى وانقضى بددته الجماعات لاقناع السيد الجعفري بالتنحي وترك الفرصة لاخر ، ولحد هذه اللحظة لم يفلحوا بأقناعه. الائتلاف تنقصه الشجاعة في اقصاء الجعفري واختيار مرشح بديل لئلا تتشظى الكتلة وتتصدع ، قالوا ان السيد السيستاني قد همس بأذانهم ان وحدة الائتلاف مقدمة على اي وحدة.
بالطبع ليس السيد الجعفري بحد ذاته هو المشكلة، كما يبدو لأول وهلة، انما حزب الدعوة وكتلة الصدر نفسه هي المشكلة، اي ان المرشح يجب ان يكون من خارج هذا التجمع ، وهذا ما تعنيه قائمة التحالف الكردستاني بالقول ان الاعتراض ليس على شخص الدكتور ابراهيم الجعفري بل على البرنامج الحكومي.
البرنامج الحكومي لتجمع الصدريين والدعويين(اخوان المسلمين الشق الشيعي) لا يرضي احدا،

· فهو لا يضمن للشيعة فدرالية الجنوب ولا يأمنهم من الهجمات الارهابية.

· لا يضع حدا لنشاطات الصدريين الطامحين بسحب البساط من المرجعية النجفية.

· لا يؤمن بفدرالية كردستان ولا احقية الكورد في مدينة كركوك .وليس هناك ثقة بأقوالهم ، فلقد اثبتت التجربة الماضية ان سرعة التنصل من الالتزامات والتعهدات عند هذا التجمع هو ما ميز سياسته عن الاخرين.

· لا يستجيب لمطالب التيار السني بحل المليشيات، ولا طرد من توظف منهم في الاجهزة الامنية..

اما المليشيات السنية فهي مليشيات مقاومة حسب رأي ممثليها ، مجازة شرعا وقانونا وحقا وطنيا معترف فيه دوليا. ولعل هذا هو الاعتراض الوحيد للتيارات السنية في الوقت الحالي. مع ان برنامج التيارات السنية مشابه لتجمع الصدر والدعوة، في الاطار العام وليس الخاص الايدلوجي.
اذا تم التوافق على تشكيل حكومة ما، في وقت ما، وعلى نفس اسس المحاصصة الطائفية، فأنها ستكون حكومة قعيدة، عاجزة، مشلولة.
وعلى الشعب العراقي ان يهيئ نفسه من الأن لنتائج ستكون مخيبة للامال.