| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

الخميس 16/7/ 2009



ازلام النظام السابق وازلام النظام اللاحق

مالوم ابو رغيف

تبدو عملية سن القوانين الجديدة ضرب من العبث، فليس من معنى ولا مغزى لسن قوانين لا يحترمها من شرّعها ولا يطبقها من اتخذها شعارا لجبهته الانتخابية، ليس لها قوة ولا زخم ولا سيادة. فالبرلمانيون الذين مهمتهم الاساسية هي تشريع القوانين ومراقبة تنفيذها والتقيد بها، لا يتقيدون بما يشرّعونه ويصطفون مع احزابهم اذا ما اخترقت القانون وانتهكت حرمته وحنثت بتعهداتها وقسمها، او قام وزير او نائب او سفير بسحق الدستور او القانون بحذائه.

لم يتغير شيئ في العراق، فقد كان ازلام النظام السابق يتغنون بالوطن ويشعلون فيه الحرائق، ويمّجدون الشعب ويدفنونه حيا في المقابر الجماعية ويبيدونه بالاسلحة الكيمياوية.

اما ازلام النظام اللاحق فهم يتغنون بحب الوطن ويوّزعونه حصصا فيما بينهم مثلما توزع لحوم الاضاحي.

يدّعون انهم جاءوا لخدمة الشعب، بينما الشعب يموت امام اعينهم من الحر والبرد والجوع والعطش والتشرد والارهاب وعدم الاحترام والاستصغار.

فالشعب من دون قانون يعرفه يحميه، من دون حقوق مصانه يعاقب من ينتهكها، من دون دستور يقيد يدي الرئيس من التلاعب بالمال العام ، تصبح كلمة الشعب مثل الشعارت والوعود الانتخابية ليس لها مدلول ولا مصداقية تجد طريقها الى ألسنة المرشحين ايام الانتخابات فقط.

لم يتغير شئ اللهم الا وجوه اللصوص، فمعظمهم كانوا ملطا، واليوم بلحايا وذقون، قد كانوا بثياب زيتونية واليوم بمظاهر دينية.

في العراق، كان المنصب وما يزال اقوى من القانون و الدستور ومن الشرائع ومن الاعراف. من يجلس على كرسيه يستطيع لي اذرع القانون والدستور والشرائع والتقاليد الوطنية والدينية والدولية، كرسيه يتعالى حتى تصبح كل النواميس من دون استثناء تحت اقدامه. هو الحاكم والامر الناهي الكل يهتف باسمه ويحمل رسمه  ...

بالروح بالدم نفديه يا هو اليحكم.

فالسيد رئيس الوزراء نوري المالكي حفظه الله ورعاه، حسب ما يُشاع، ولا يوجد دخان من دون نار، يقف حجر عثرة بطريق محاسبة الفاسدين، وسداً منيعاً امام كل محاولات سوق عبد الفلاح السوداني الى ساحات القضاء ليلاقي جزاءه العادل.

ولا نعتقد ان هذا الامر اشاعة او تشويه لموقف المالكي، حفظه الله ورعاه، فلو كان العكس لرأينا موقفا اخر من المالكي، لطالب هو بنفسه بمحاسبة المقصرين، لسارع الى ازاحة كل المعوقات التي تقف بطريق رفع الحصانة واقالة ومحاسبة الفاسدين. لو كان الامر مجرد اشاعة الهدف من وراءها تسويد صفحة المالكي ، لكنا رأينا عبدالفلاح السوداني وراء القضبان، لرأينا المالكي محاسباً ومعاقباً كل الذين ساهموا بمحاولة هرب وزير التجارة السابق.. فلربما بالنسبة له :

- حزبه اقدس من الوطن
- واعضاء الحزب اليه اهم من ابناء الشعب
- ومصالح الحزب لها السبق على مصالح الوطن

رئيس الوزراء هو اقوى من القانون واقوى من الشعب واقوى حتى من ايمانه الذي يتبجح به و يدّعيه..فلا يستطيع احد محاسبته ولا مساءلته ولا القول له اف حتى. فاذا عجز البرلمان والشعب عن معاقبة فاسد مثل السوداني فهل يستطيع مساءلة فاسد اكبر.؟

الا يؤمن السيد المالكي بما نص عليه القرآن.؟
الم ينص القرآن على : ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب.
الم يقل النبي محمد (ص): من غشنا ليس منا.؟

فلماذا يتستر المالكي على الفاسدين والغشاشين
ولماذا يمانع بمحاسبتهم؟
فهل هو منهم؟

ليس المالكي وحده من يوقف عمل القوانين ويحول دون تطبيقها والتلاعب بها وسحقها بالاقدام...كل الرؤساء الثلاث ونوابهم لهم نفس الحق بوقف العمل بالقوانين واعاقة اجراءات التنفيذ، مهما بلغت خطورة الامر.

طارق الهاشمي مثلا، يعارض تنفيذ حكم الاعدام بالمدانين الثلاثة ومنهم المجرم علي الكيمياوي.
خالد العطية يقف معطلا استجواب وزير النفط.؟
الدايني تم تهريبه امام سمع وبصر السلطات العراقية.
الدليمي هرب الى الاردن مع ان يداه وثيابه ملطخة ومغموسة بدماء العراقيين.
وزير الثقافة امام المسجد الارهابي اسعد الهاشمي هربه او اخفاه خاله نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي..
فمن يساعد منتهكي القوانين على الهرب والاختفاء او عدم وقوفهم امام ساحات القضاء .

الا يجب اقالته.؟
الا يجب محاسبته.؟
والا!

ما هو اختلاف العراق او نظامه الجديد الذي يتغنى به البعض اذا كان للمنصب صلاحية الدكتاتور!
اذا كان القانون مجرد حبر على ورق!
اذا كانت رغبة الحاكم اقدس من قانون السماء واقوى من قانون الارض.
اذا كانت نزواته وسقطاته هي القانون!!


 


 

free web counter