| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

                                                                                    الجمعة 15/7/ 2011



ثورة تموز أول منجز عراقي رائع

مالوم ابو رغيف

الملفت في ثورة 14 تموز وفي شخصية زعيمها شهيد الشعب عبد الكريم قاسم إن كلاهما الثورة والزعيم بقيا خالدين في ذاكرة الشعب رغم كل محاولات التشويه المغرضة التي لم تنقطع منذ انقلاب البعث الأسود في 8 شباط إلى يومنا هذا.

خلود فريد من نوعه يندر إن يحظى به حدث أو شخصية من قبل أو من بعد. ، فالشعب العراقي بطبقاته الفقيرة العمال والفلاحين والطلبة والكسبة والموظفين ابقوا شعلة تموز متوهجة وكأنها الشعلة الاولمبية تتناقلها الأجيال من جيل إلى جيل، فالشعب قد ادرك عراقية الثورة وعراقية ثوارها فعلا وعملا وليس ادعاء ودجلا مثل ما هو الحال اليوم.

لقد كان عبد الكريم قاسم أول عراقي يصل إلى السلطة لم يحكم قبله غير الدخلاء والأجانب فمنذ الغزو البدوي الإسلامي ولحد ثورة تموز لم يكن العراق سوى بستانا لقريش أو حديقة و ضيعة للحاكم الإسلامي له وحده حق الانتفاع بها بأي صورة يرتئيها وما الشعب إلا لخدمة الغرباء الذين يمسكون السلطة، والسلطة في العراق لم تكن إلا سيوف ورماح وسياط للقتل والجلد وقطع الرؤوس وليس للأعمار والبناء.

إن ثورة تموز هي أول منجز عراقي يحققه الشعب وينتصر فيه للشعب ويستعيد السلطة من الغرباء الذين جاءوا معدومين لا يملكون شروى نقير، مطرودين من ديارهم غير مرغوب بهم في بلدان أخرى، فرضهم الانجليز على شعب لا ينتمون له ولا يعرفون عنه سوى تاريخ أسلافهم الدموي الذين حكموا العراق فلم يتركوا صرحا ولا عمارة ولا أثرا سوى أكاذيب عن عهود ذهبية لم نرى منها إلا تلفيقات التاريخ. أتوا وجيوبهم مثل عقولهم فارغة لا يملكون سوى نسب الانتماء إلى قريش القبيلة التي استعبدت الشعوب دون وجه حق لأكثر من إلف سنة وتسلطت على الرقاب ولم يرى الناس منها إلا ما يضر وليس ما يفرح أو يسر. وإذا بهم في فترة قصيرة يملكون الثروة والرقاب، فيصدرون أوامر الاستعباد والتملك ويصدرون أحكام الإعدام ضد العراقيين ويغتالون الناس بالشوارع ويواجهون التظاهرات والإضرابات السلمية بالرصاص الحي ويملأون السجون والمعتقلات بهم وما نقرة السلمان إلا تاريخ اسود لتلك الحقبة من الاستعباد الإسلامي الأعرابي.

ليس اعتباطا اشتداد حملة التشويه ضد ثورة تموز وضد زعيمها الخالد عبد الكريم قاسم، فهذه الحملة تقودها أيادي قذرة ونوايا خسيسة لإطفاء شعلة تموز المضيئة رغم كل العتمة التي يفرضها أنصار الظلام والطائفية والتقدم الحضاري، فثورة تموز بقيت ملهما للوحدة والحب وعمل الخير والبناء والتقدم كانت وما زالت رمزا للنور وشمسا للحرية. هي تاريخ رائع لكفاح ونضال الشعب وتاريخ مجيد لمقدرة هذا الشعب على البناء والازدهار إذا كانت السلطة وطنية.

ومثل الوهابيين الذين لا يجرأون على شتم الحسين ولا شتم علي بن أبي طالب لكنهم يتبعون طريقة خبيثة ودنيئة لفعل ذلك، فهم مثلا يترحمون على يزيد ويترضون على معاوية ويمتدحون أعمالهما، إما اليوم فان وهابيي السياسة يبذلون كل جهودهم في امتداح فترة الفقر والتعسف والإملاق والتخلف والأمية وهمجية الإقطاع والاستغلال والمرض والجهل والاضطهاد التي عاشها العراقيون في فترة الحكم الملكي الطفيلي في العراق قاصدين الطعن في ثورة تموز وشخصيتها الوطنية. كما تسخر العديد من المسلسلات الفنية في جهد كبير لتلميع صورة جلادي العهد الملكي مثل نوري السعيد وتقديمه على انه أب الديمقراطية وعرباها الوحيد في الشرق، ويقدمون العائلة التي تسيدت على العراق على أنها عائلة مسالمة غشيمة بريئة من كل القرف الذي سببه حكمها للعراق، فان كانت العائلة كذلك فبأي وجه حق تحكم العراق، فهل كان العراق ورثا لها أو حقا مضيعا فاستردته؟

أنها منقصة ومعيبة إن يحكم العراق غير العراقيين والأعيب والأنقص إن يقوم البعض بتمجيد تلك الفترة الظلامية والتهجم على ثورة تموز.

واذا كان شهيد الشعب عبد الكريم قاسم يمتاز بنزاهته وإخلاصه وتفانيه لخدمة الشعب والوطن فان أعدائه والحاقدين عليه ومن دون استثناء بالإضافة إلى عدم نزاهتهم وظلاميتهم كانوا ولا زالوا تسوقهم نوايا ودوافع مصلحيه وأنانية لا تجد وسيلة لتحقيقها إلا بتغليب مصلحة الدول الخارجية والجهات الأجنبية على مصلحة الوطن من اجل نيل الحظوة وتحويل العراق إلى كعكة يتعاركون على حصصها فيما بعد.

لقد منح الزعيم الشهيد الشعب إخلاصه وجهده وتفانيه في خدمته ومنحه الشعب الخلود الأبدي وحوّله إلى رمز للحب و الوطنية والشرف والنزاهة والأمانة والصدق.

مهما بلغت الطبقات والشرائح الطفيلية التي تستولي على الثروة وعلى المراكز المهمة أو تلك التي تقتسم العراق كحصص، مثل التي تحكم الآن، فإنها ومهما سعت وجهدت لن تستطع إن تخلق رمزا وطنيا واحدا أو تمجد شخصية وتمنحها الخلود، الخلود والبقاء هي صناعة وطنية للطبقات الكادحة وليس لشرائح الحرامية مثل التي تحكم هذا اليوم التي لم تخلق إلا رموزا للفساد وللدجل وللنفاق والحرمنة.









 

 

free web counter