| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

 

الأربعاء 15 /11/ 2006

 

 

رقص الاسلام السياسي على الحبال الايرانية

 

مالوم ابو رغيف

قبل الاطاحة بنظام البعث الاجرامي قال بوش قولته الشهيرة"" من ليس معنا فهو ضدنا"" قد يكون الرئيس بوش خاطئا او ابتعد عن الاعراف الدبلوماسية والعلاقات الدولية، لكنه اعرب عن طريقة تفكيره وسياسته الخارجية في التعامل مع الاحداث. هذه المقولة التي انتقدها الكثيرون بصفتها وقاحة وصلافة وغطرسة امريكية لا تحترم القرارات الوطنية ولا حرية الاختيار، اتبعها بوش في حرب الاطاحة بنظام الهمج البعثي، وكذلك فيما يتعلق بمكافحة الارهاب الدولي. وهي ليست بعيدة عن القول المشهور عدو عدوي داخل في صداقتي وصديق عدوي داخل في عداوتي.
وهي ايضا، اقصد المقولة، غير غريبة عن التعامل اليومي بين الناس، فالناس تقيم العلاقات على اساس المصالح و المشتركات والميول والتقاربات فيما بينهم. من النادر ان نجد انسانا هو صديق لعدوين بنفس الوقت، فالامر لا يستقيم ولا يمكن الاستمرار به الا اذا جهل احد الاطراف هذه العلاقة التي يمكن وصفها حينئذ بالمنافقة.
وعلى ضوء هذه المقولة او المبدأ، لنا ان نقيس العلاقات الايرانية العراقية قبل وبعد سقوط النظام الصدامي.
رغم الحرب الضروس التي استمرت ثمان سنوات بين نظام الملالي الايراني ونظام البعث الاجرامي وما سببته هذه الحرب من كوارث على الدولتين الجارتين، ورغم الكره المتبادل والحملات الاعلامية العدائية بين الطرفين بعد انتهاء الحرب، الا ان العلاقات بين هذين النظامين الهمجيين بدأت بالتحسن الى درجة تبادل الزيارات والمساعدة في تهريب النفط العراقي وبيعه في السوق السوداء ومضايقة اللاجئين العراقيين الهاربين من نار البعث الاجرب وارسال الطائرات العراقية الى ايران قبل حرب تحرير الكويت. كل هذا حدث بعد ان اعلنت الحكومة الامريكية عزمها على الاطاحة بالنظام الصدامي حيث وقفت ايران موقفا غير مشرفا وبذلت جهودا جبارة لمنع الحرب.
الموقف ضد العدو المشترك ، الولايات المتحدة الامريكية، قرب العلاقات بين النظامين المتعاديين ، نظام الملالي الايراني ونظام الهمج البعثي الاجرامي، وجعلهما ينسقان سياستهما لمواجهة السياسة الامريكية في المنطقة. وبعد ان سقط نظام البعث، عبثت ايران وماكنتها الاعلامية الكبيرة في شؤون العراق وجندت كل ازلامها واقزامها وحواريها ومعمميها في محاربة المشروع الديمقراطي وبث الاشاعات والدعايات والنفاق لاحداث الخراب والدمار في العملية السياسية العراقية، واثارة الناس على القوات المتعددة الجنسية وسحب الثقة منها. لم يهم ايران مصلحة الشعب العراقي الذي لا مصلحة له سوى حياة حرة ديمقراطية تستند على حقوق الانسان واحترام خيارته. كل ما يهم ايران ان لا ينجح المشروع الامريكي في العراق الذي ينسجم مع ما ناضلت القوى الوطنية من اجله، نعني الديمقراطية والفدرالية وحقوق الانسان. واذا كان النظام الايراني يعمل من اجل مصلحة ابقاء رجال الظلام على سدة الحكم ايراني، وصناعة القنبلة النووية، فماذا يستفيد العراقيون من تقوية العلاقات معها، وهي تعقد صداقات واتفاقات مع كل من يحمل للعراق شرا وبغضا وحقدا.؟
لننطلق من النوايا الحسنة، وان كان الاعتماد عليها نوع من الغفلة والسذاجة العقلية، ولنفترض ان ايران لا تحارب الشعب العراقي ولا تضمر له الحقد وتود له الاستقرار وتهمها مصلحته ويقلقها دماره وخرابه. فأن كان ذلك صحيحا فما هو سر علاقتها الحميمية مع سوريا البعث، واصدقاء ايران في العراق، نقصد احزاب الاسلام السياسي لا يخفون اتهاماتهم لسوريا بتصدير المفخخات والمجرمين الارهابيين من وهابيين وسلفيين وقوميين وبعثيين واستضافة كبار ازلام المخابرات والاستخبارت والامن البعثيين.؟
ما سر علاقتها الوطيدة مع حماس وتنسيقها معها، مع ان حماس شنت وتشن حملات اعلامية تشنيعية على الشيعة العراقيين من ناحية ومن ناحية اخرى تكيل الثناء وآيات الحمد والمدح للمجرم صدام وتعده الرئيس الفعلي والشرعي الوحيد للعراق، وتعتبر كل رجال السياسة العراقيين، بمن فيهم اصدقاء ايران من الاسلام السياسي، بأنهم عملاء للاحتلال، واحفاد بن العلقمي. ارتبطت حماس بعلاقات خسيسة مع النظام البعثي الصدامي الذي انفق عليها وموّلها بملايين الدولارات، حماس التي اقامت العزاء لابو مصعب الزرقاوي وبكته ولا زالت تبكيه بكل مرارة حسرة الفقدان تحتل المرتبة الاولى بالدعم الايراني بعد حزب الله كما كانت تحتل المركز الاول بالدعم والتمويل من نظام صدام الاجرامي.؟
وكيف لنا ان نفسر عدم محاربة ايران للقاعدة في بلدها ولا زال عدد من مقاتليها ومن ضمنهم ابناء اسامة بن لادن موجودين في اراضيها وحسب التصريحات الرسمية الايرانية انهم تحت الاقامة الجبرية، فما جدوى الاحتفاظ بهم وهم مطلوبون دوليا.؟
الحقائق والوقائع تؤكد، ان نظام الملالي الايراني لا يتردد بإتباع اسفل السبل واحقرها من اجل محاربة الامريكيين، بما فيها التعاون مع الارهاب والتكفيريين والبعثيين وكل الحاقدين القوميين الشوفينيين. والملالي الايرانية تحمل وتعمل على تحويل العراق الى مستنقع موحل للقوات الامريكية، ليس لالحاق الهزيمة فيها فقط، بل لافشال اي مشروع مهما كانت اهميته بالنسبة للعراقيين، وهذا ينسجم تماما مع دول العربان وانظمتهم الفاسدة.
فإن كانت ايران الاسلامية الشيعية المذهب تتعاون مع اخس الناس واحقرهم ومع اعتى الدكتاتوريات والانظمة الشمولية لافشال اي مشروع امريكي لصالح الشعب العراقي، واذا كانت شعاراتها وشعارات البعث والقاعدة والوهابيين والحماسيين وبقية العربان، متطابقة ، منسجمة، وان كانت كل اعمالها السياسية، اذا استثينا اعمالها الخبيثة بتمويل بعض المليشيات، السنية والشيعية، من اجل مصالحها ومصالح بقاء نظام الملالي وامتلاك القنبلة النووية، اضافة الى سمعتها المتدهورة على الصعيد العالمي نتيجة تصريحات رئيسها المعتوه احمد نجادي، اذن لماذا يصر الاسلام السياسي العراقي على الارتباط بهذه الدولة المارقة التي لا تفهم تحضرا ولا تمدنا ان لم يكن مرتبطا بالدين وخاضعا له.؟ لماذا تفرط هذه الاحزاب بمصلحة الشعب العراقي بالارتباط بدول التقدم والتحضر والدول التكنولوجية وتصر على الارتباط الوثيق بنظام التخلف والظلام الايراني، بينما النظام الايراني يرتبط بكل اعداء الشعب العراقي.؟
احزاب الاسلام السياسي العراقية التي ترتبط بوشائج قوية جدا مع ايران وتقوي علاقاتها معها على كافة المستويات والاصعدة السياسية والاقتصادية والتجارية، وتبشر بنظام اسلامي مقارب الى نظام الملالي، وتبعث الوفود الى لبنان للتضامن مع حزب الله الذي بدوره لعب ويلعب دورا خبيثا في اغلاق اي شباك يهب منه نسيم الديمقراطية ويعلن عداءه الصريح ضد الامريكيين ليس كقوات بل كمشاريع ومصالح اقتصادية، فهل يتوقع هؤلاء الذين يرقصون على اكثر من حبل، بأن الامريكيين بمثل هذا الغباء الذين يتمتعون هم به، سيستمرون على نهجهم ولا يغيرون سياستهم ويتباحثون مع البعثيين في سبيل اعادة نظام يعاديهم علنا ويعمل معهم في السر كسائر الانظمة العربية.؟
لا يهمنا رضى الولايات المتحدة الامريكية على احزاب الاسلام السياسي ولا غضبها عليها، لكن المشكلة التي تتولد والتي سيعاني منها العراقيون بأن التصادم بين الطرفين مباشرا او غير مباشر، سيذهب بالاف الضحايا الابرياء، وسيستمر الارهاب في غرز انيابه في اعماق الجسد العراقي ، وسيرجع البعثيون في حلة جديدة، ربما في دكتاتوريات عسكرية عن طريق انقلاب يقوم به من يرفض الحالة البائسة التي يشهدها العراق الان.
ولانها تنتهج نفس النهج الايراني، فلا يهمها مصالح شعبها ولا حتى طائفتها فالمهم بالنسبة لها هو ان يكون الولي الفقية راضيا عنهم مسبغا عليهم بركاته فاتحا لهم اسواقه من اجل تجارة لا يعرفها الا الله والراسخون بالعلم.