| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

 

الخميس 14/9/ 2006

 

 


اخوان القاضي عبد الله العامري

 

مالوم ابو رغيف

يبدو ان القاضي عبد الله العامري منتج بعثي، سلوكا وتصرفا وقضاء، فهو لا يستطيع كبت عواطفه واحساسيه ومشاعره وهو يرى قائده الرقيع صدام وجلاوزته في قفص الاتهام، لا يستطيع اخفاء انحيازه وتعاطفه مع جلادين قذرين ساديين دمويين، امثال علي الكيمياوي المجرم الوضيع الذي رآه كل العالم من على شاشات التلفزة العالمية وهو يجهز على ضحاياه ركلا بالاقدام. يكفي ان لقبه اينما ذهبت في هذا الكون المترامي الاطراف هو كيمياوي. لكن هذا القاضي البعثي التربية والوجدان لا يتردد بان ينعته بالاخ علي المجيد مع ان اسمه على مجيد مضيفا على نكرة الــ الرفعة.
هل من قاضي شريف، نزيه يضفي على من صفته الخسة والنذالة صفة المجد والرفعة كما فعل هذا القاضي نمونة البعث وخريج مدارس قضائها القراقوشية.؟
يخفت صوت القاضي ويفيض رقه عندما يتحدث مع اخوانه لكنه يصيح بالشاهد الضحية ناترا مؤنبا ان قال بعد استذكار كل حوادث المآساة، انه يوجه التهمه الى علي الكيمياوي..
المجيد يصحح القاضي وليس الكيمياوي، فكل اهانة تلحق بزمرة القتل والانحطاط هي اهانة له حسب ما يقول.
يعلل هذا القاضي ذو الوجه الميت رغم انتفاخة، الوجه الذي تنعشه ابتسامة المسرة وهو يخاطب المتهمين برقة وعطف رفاقي. يعلل ذلك بقوله انه يستخدم التعابير القانونية في التعامل مع كل الاطراف. فاذا كان ذلك ما يحرص عليه، فلماذا يخاطب المتهمين بقتل مئات الاف الابرياء بالاخوان.؟ هل كلمة الاخ هي تعبير قانوني.؟!!!
وعلى الصعيد الاجتماعي، هل من احد يتشرف بأن ينسب اليه اخوانا صفتهم الغالبة هي الجرم، والخسة والبشاعة والاغتصاب، من اثبتت الوقائع والاحداث واشرطة الفديو ممارستهم للرذيلة والسقوط الاخلاقي والانساني، من هم حثالة في قعر بئر الفساد، من هواياتهم القتل والذبح ورش الابرياء بالمبيدات.؟
القاضي عبد الله العامري لم يجد ضيرا ولا حيفا ان يصرح وفي قاعة المحكة اثناء انعقادها بأن المتهمين اخوان له.!!!
لا احد يتخاوى مع عار التاريخ ولا مع انحطاط الاخلاق ولا مع السقوط الاجتماعي ولا مع الاجرام. من يفعل  ذلك فليس مكانه منصة القضاء، بل محله مكان اخر للتكسب لكن ليس على حساب دماء المنكوبين ومشاعر الضحايا .
لم يكتفي هذا القاضي الذي لا نعرف من نصبه وولاه واعطاه صولجان ومنبر و مسؤولية القضاء، اهو حظنا المنكود ام المحاصصة الطائفية التي لم تفد سوى بأراقة الدماء، وتضييع الحق، وقتل الضمائر والوجدان. لم يكتف هذا العامري بأن اتخذ له من رهط الانذال والاراذل اخوانا، بل زاد حده وتعدى حدود مسؤولياته وازال عن المجرم صدام لقب الدكتاتور، هكذا وبكل بساطة من دون عناء تفكير ولا تردد ووخزة ضمير..
انت ليس دكتاتور.
هل هو غباء ام بلادة ام وحي ام فلسفة ذهنية تفتقت في أنسجة هذا القاضي الخرافي الدماغية هكذا فجأة، فساح ذكائه الباهت على صدغيه الغليظين وارانا من ذكائه عجبا..؟
انت ليس دكتاتور!! اذن من هو الدكتاتور.؟!!
يجيب القاضي النزيه الا من النزاهة, انه الشعب الذي صنعك..اذن ليتحمل الشعب جرائم البعث وجرائم المحاصصة وجرائم الارهاب وجرائم المليشيات وجرائم عصابات الموت والاجرام وجرائم امراض القتل والسرقة والاغتصاب فالشعب المسكين المذبوح هو الذي صنع كل ذلك..
اذن ايها القاضي بأسم من تعقد محكمتك.؟ اليس بأسم الشعب.؟ فاذا كان الشعب هو الذي صنع السافل صدام فأن محكمتك انتفت ان تكون شرعية.؟
واذا كان الشعب العربي في العراق هو الذي صنع صدام فما ذنب الشعب الكوردي ان يعاني همجية دكتاتور صنعه شعب اخر.؟
لقد حول هذا القاضي العامري المحكمة الى مكان لذبح مشاعر واحاسيس وخنق لالام ولاوجاع الضحايا، مقصلة للوجدان والضمير، فهو يغضب وينتر ويفقد دماثة خلقه المعجونة بالسم ان لم يستطع الشاهد، المشتكي والضحية السيطرة على نفسه، ودعى الى الله ان يقتص من المجرمين.. يغلظ صوت القاضي وقلبه ان قام الشاهد من مكانه واومأ الى قفص الاتهام بسباته..القاضي الذي يحرص على راحة المجرمين من سلالة ال العوجة لا يأمر بقدح من الماء ولا بمنديل ورقي لتجفيف الدموع ولا باعطاء استراحة للشاهد ان هاج قلبه وجسده حزنا ووجعا على فقد الزوجة والاطفال، الاباء والامهات، انما ينهره بكلمات لا تصدر الا من نبضات قلبه فيها شيئ من البعث.

حقا يحتار الانسان ان يكون مثل هذا القاضي متربعا على منصة القضاء وهو لا يعرف ان قضية الانفال هي قضية ابادة جماعية وتطهير عرقي وليس كما يراها القاضي قضية قتل بضعة افراد.. الانفال ليس نتيجة صراع مسلح بين البشمركة وطغاة البعث بل انها صراع من اجل شعب يعض الحرية ويكافح من اجل البقاء ويقاوم الابادة والانقراض، محكمة الانفال ليس قضية تطبيق قانون واحترام بنوده، فنحن ليس كما يعتقد رائد جوحي في دفاعه غير الموفق عن خطيئة القاضي عبد الله العامري الكبرى، بان الحقوقين ليس لهم الا القانون.
الطامة الكبرى انهم لم يحاججوا حتى بالقانون ولا بمواده، ان كان رائد جوحي او القاضي العامري، فرحوا يسمعونا مواعظ اخلاقية وحوادث عدالة اسلامية عن عمر بن الخطاب ورسالته الى ابو موسى الاشعري واحكامه المختلفة بقضيتين متشابهتين.. نسوا ان عمر خليفة لا يجد ان اخطأ او اصاب الى الرضا والاشادة والتطبيل والتزمير..وليس من قانون في الاسلام انما اجتهاد حسب هوى القاضي ورغبته ومصلحته.
اقول نحن ليس مع نظرية القانون من اجل القانون بل القانون من اجل الناس. فالقانون الذي لا يميز بين الجلاد وبين الضحية بين القاتل والمقتول بين الظالم والمظلوم هو قانون السادة والعبيد هو قانون ليس له من العدالة حتى اسمها.. القانون الذي لا يفرق بين جريمة عادية وجريمة ابادة جماعية كما هي جريمة الانفال او جريمة المقابر الجماعية في الجنوب، قانون لا يستحق الاحترام والى الجحيم بقانون جوحي وقانون العامري وقانون رزكار وقانون البعث.