| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

السبت 14/8/ 2010



اخر اخبار الحرمنة العراقية

مالوم ابو رغيف

المدعون المتشدقون بالوطنية والدين، معممون وأفندية، يحسبون إن الشعب العراقي غبيا وساذجا إلى درجة البلادة والبلاهة، فلا يصوغون كذبهم ليبدو في إطار المعقول، أو القابل للتصديق والتأمل، لا يكرسون وقتا لصياغة تلفيقاتهم، فيكذبون وكأنهم يخاطبون جلاس مأتم حسيني اعتادوا فيه على سماع الصلاة والسلام على النبي بعد كل كذبة أو تلفيقة يحكونها ككرامة أو معجزة لآل البيت. فاستساغوا واستمرأوا الكذب ودأبوا عليه وكأن الله سيجازيهم على كذبهم بإدخالهم فسيح جناته وينكحهم أجمل حورياته ويسكنهم أفخم قصوره.

لو كان الكذب والدجل مقتصر على رجال الدين لتفهمنا ذلك ولقلنا انه جزء لا يتجزأ من مهنتهم، ولو على الحزبيين لهان الأمر، فحتى الأنبياء والقديسين إن هم امتهنوا السياسة واحترفوها مثل آيات الله وكبار رجال دينه في العراق ، لكذبوا أيضا ونافقوا ودجلوا.

لكن الكذب في العراق لم يعد يقتصر على رجال الدين ولا على السياسيين فقط، بل على كبار مسئولي الحكومة والدولة، وعندما تبنى الحكومة والدولة على الكذب والدجل والنفاق، لا يعني هذا إلا الخراب واستقرار العفن في عمق أسس بناءها، لا يعني إلا زيادة في عدد اللصوص، زيادة في عدد المحتالين، زيادة في أعداد الطفيليين والفاسدين، فقر وانحطاط للقيم الوطنية والاجتماعية والأخلاقية، وما علينا لكي نرى صدق الكلام إلا النظر إلى حالة العراق ألان ، فلقد أصبح أطلال خربة واثار لذكريات حلوة كان أمل قد راود أذهانهم إن يحيوها مرة أخرى بعد إسقاط نظام البعث ألصدامي، فيحيوا جلسات سمرهم وسهرهم وعشقهم وينشدوا أشعارهم وأغانيهم ، حلم لم يتحقق أو حلم كاذب، إذ إن العملية السياسية لم تولد الحرية ولا الديمقراطية ولا النزاهة ولا المستقبل الأفضل، كل ما أتى في جعبة الشعب لغوا وحشوا وهذر كلام.

ولان الحكومة ليس لديها ما تنجزه وليس لها ما تعطيه، نسمع أخبارا حتى في الدول المتخلفة لا تذاع في نشرات الإخبار. فهل من المعقول إن تكون عناوين نشرات الأخبار الرئيسة هي إعادة تبليط شارع أو طلاء جدران مدرسة أو شتل حديقة أو بناء حسينية أو ترميم رصيف.؟

لكن ليس هذا هو الغريب في الأمر .

الأغرب منه أن تكون التكلفة الإجمالية لطلاء جدران بضع مدارس مئات آلاف الدولارات!!

الغرابة إن المبالغ المخصصة لشتل حديقة تفوق المبالغ التي بنى الله فيها جناته.!!

الغرابة إن نسمع عن بناء ملايين الشقق السكنية وتصرف ملايين الدولارات المخصصة لها لشركات نعرف بعدها إنها وهمية ولا نرى من الشقق إلا أعمال حفر تحال إلى شركات أخرى لطمرها بملايين أخرى من الدولارات.

يقول العراقيون

اسمع طگ استكاين چاوينه الچاي

نسمع أخبار المشاريع

نسمع بالمبالغ الهائلة المخصصة لانجازها

وفي نهاية السنة تطالعنا الأخبار إن هذه الملايين من الدولارات لم تصرف على أي مشروع لكنها لم تعاد أيضا لخزينة الدولة وليس هناك من يسأل وليس هناك من يحاسب وليس هناك من له الوقت للاستفسار فالجميع ملتهون بالحرمنة.

آخر أخبار الحرمنة :

الحكومة العراقية خصصت 300 مليون دولار لتأهيل ستة فنادق لاستقبال ضيوف القمة العربية التي سيستضيفها العراق في 2011 وستحال أعمال التأهيل إلى شركات أردنية... تركية....

إن حضر الملوك والرؤساء، وهو مشكوك فيه، فلن يبقوا إلا يوماً واحداً فقط، يعني مبيت ليلة لملك جلف أو رئيس عربي أجرب يكلف العراقيين الذين يكتوون بحرارة صيف وكأنهم يعيشون في جهنم وتفترسهم الأمراض وكأن الطاعون استوطن ربوعهم وتدمى جلودهم من قرص القمل والبعوض والذباب فلا ينامون ليلا ولا نهارا، 300 مليون دولار.

ستة فنادق لكل فندق خصص 50 مليون دولار لإعادة التأهيل فقط..

ترى ماذا سيكلف بناء فندق جديد.. ربما اقل من 20 مليون دولار مع افتراض فخامته وضخامته، فالعامل العراقي ماهرا أو غير ماهر لا يستلم إلا مرتبا ربما لا يكفي لتسديد كافة احتياجاته.

لكن اسأل عن المقاولين وعن السماسرة وعن المتعهدين وعن مالكي الشركات ستجدهم أقرباء الوزير الفلاني والمسئول العلاني. ربما ستجد السماسرة من المتطربشين بالعمائم المشوهة جباههم بزبائب الإيمان الذي يفتون بقطع يد الفقير إن سرق ويتمنون إن تكون لهم عشرة أيادي للغف واللهف من أموال فقراء العراق.

 

 

free web counter