| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

الأربعاء 14/4/ 2009



مبروك للبرلمانيين لعنات التاريخ والناس.!

مالوم ابو رغيف

رغم احترامنا لبعض الشخصيات البرلمانية في مجلس النواب العراقي، كونها شخصيات ذات ماضي سياسي نضالي لا يمكن غمطه او تجاهله، الا ان ما يؤخذ على هذه الشخصيات هو سكوتها عن الاداء الهزيل لمجلس النواب ، والسكوت من علامات الرضا، وصمتها عن التشريعات البرمكية التي بموجبها يستولي الاعضاء على رواتب وامتيازات واكراميات ومنح وايفادات وصفقات وممتلكات ضخمة جدا، حتى اسسوا احزاب خاصة بهم وامتلكوا فضائيات وصحف ومراكز للنشر والدعاية والاعلان، وبسرعة قياسية لم يشهدها العراقيون باي فترة سياسية سابقة بما فيها فترة الفساد البعثي، اصبح اعضاء البرلمان من المليونيرات، فهل للمليونير ان يمثل ابن الشعب الذي بالكاد يملك قوت يومه.؟

وهل يدافع عن فقراء الناس بينما احلامه تهيم في عوالم المال والتجارة والعقار وعقد الصفقات.؟

وبقدرة قادر ومن دون استثناء ورغم فقرهم المعلوماتي بالجغرافية تحول الجميع الى ابناء بطوطة، هم في سفر دائم لا تستقر مؤخراتهم المكتنزة على كرسي حتى تقفز وكأنها قد لدغها عقرب او اوجعها نتوء، فمن حج الى عمرة الى زيارة الى رحلة الى ايفاد الى مؤتمر، المؤتمرات لا تحلو الا اذا انعقدت في الاردن او في مصر، الى سفرات لرؤية العائلة التي فضلت ان تعيش عيشة الملوك في بلدان الخارج حيث السلامة ، ناهيك عن عطلهم التي لا يعرف عددها ومقدارها احد ، فهم من عطلة الى عطلة ومن اجازة الى اجازة ، وان تواجدوا في العراق يصعب جمعهم .

رغم التهم الكثيرة التي توجه الى مجلس النواب العراقي، الا ان احدا منهم  (فاسد او غير فاسد) لم ينفِ هذه التهم ولم يدافع لا عن نفسه ولا عن الاخرين، فالبرلمان العراقي اصبح بجد فضيحة عارية، خاصة تلك التي حصل فيها محمود المشهداني على راتب تقاعدي مقدرا بـ 40 الف دولار امريكي طوال حياته نظير اداءه الهزيل واسلوبه المقرف وعدوانيته التي لم ينجوا منها لا صحفيين ولا سياسيين ولا برلمانين لا ذكور ولا اناث لا حكومة ولا شعب.

على الاديب عضو حزب الدعوة الحاكم وعضو مجلس النواب حاول ان ينزه البرلمان العراقي عن ما لحق به من سمعة غاية في السوء وفي السقوط، فليس من انسان يرضى ان يتهم باللصوصية ناهيك ان يكون ممثلا للشعب ، وليس من انسان يرضى ان يشاع عنه انه انتهازي اناني محتال مزور، مثل ما تحاط هذه التهم بشخصيات البرلمان العراقي . ففي جواب على سؤال للاستاذ محمد الطائي مدير قناة الفيحاء الغراء بخصوص رواتب المسؤولين اجاب الاديب بان البرلمان العراقي لم يشرع رواتب اعضاءه ولا رواتب الحكومة ولا الوزراء ولم يطرح اي مقترح لمنح اعضاء البرلمان جوازات دبلوماسية طوال مدة الحياة لهم ولذويهم واستقطاعهم اراضي سكنية واعارتهم قروض مصرفية لبناءها.

انكار علي الاديب بحد ذاته فضيحة، فالعراقيون ومن دون استثناء يعرفون انه هو وغيره يستلمون رواتب لا يستحقونها لانها اكثر من راتب اي عبقرى ونابغة عراقي في اي مجال طبي اوعلمي او فني او تكنولوجي، فاذا كانت هذه الرواتب والمنح والنثريات لم يشرعها البرلمان فكيف تحددت نسبها ووفق اي سلم ووفق اي قانون و اي تشريع استندت وزراة المالية على صرفها لهم.؟

فاذا كان كلام علي الاديب صحيحا من ان الرواتب لم تستند على تشريع برلماني فان كل ما استلمه النواب والمسؤولون مخالف للدستور وللحق وللقانون وهي اموال حرام في العرف والتشريع والفقه الاسلامي لاسيما وهم يدّعون ان رأس مال المسلم مخافة الله.؟

ام على الناس ان تخاف الله بينما هم مستثنون من الخوف أكان من الله او من القانون.؟

و يبدو ان رواتب المسؤوليين حددت محاصصة، اي ان هؤلاء الذين يدّعون حرصهم على العراق وعلى ثروات العراق، تحاصصوا العراق وثرواته وتقاسموها فيما بينهم ولم يجودوا على ابناء الشعب الا بالفتات، حتى الفتات تندموا على اعطائها.

لقد استثقل وزير التخطيط علي بابان البطاقة التموينية لانها كما يقول اصبحت عبئاً ثقيلاً على كاهل الحكومة التي لا تعرف سوى توزيع الرواتب والاعلان عن قوانين لا تشهد التنفيذ ابداً ويكون مقرها و مستقرها ادراج المكاتب المهملة..

وان كان الاديب يكذب في محاولة لتبيض وجه البرلمان العراقي المتسخ، فانه ينطبق عليه المثل العراقي القائل اجا يكحلها عماها.

لان الناس قد فقدت الثقة بالبرلمان وباعضائه وبجلساته وبجلاوزته وبمعمميه وبمحجباته، واصبح من الصعب جدا ان يستعيد البرلمان ماء وجهه او يحسن سمعته عند الناس، وما الجوازات الدبلوماسية التي يبغونها لهم ولعوائلهم الا محاولة للهروب للخارج ، بعد انتهاء الخدمة والحصول على التقاعد الدسم، لتلافي احتقار الناس وازدرائهم لهم لاهمالهم الكامل لمشاكل الشعب العراقي الذي يدّعون تمثيله وتركيزهم على امتيازاتهم ومحاصاصاتهم وحماياتهم.

لقد ربح البرلمانيون المال والثروة والامتيازات لكنهم خسروا السمعة الطيبة والاحترام الاجتماعي والشعبي ولن يستطيعوا استعادة ما خسروه.

فالسمعة السيئة لا تفارق صاحبها حتى وهو في القبر، ستتحول الى لعنات وشتائم عند ذكر اسمه، السمعة السيئة دخان ازلي يسود الوجوه في الحاضر والماضي والمستقبل ،فلا يبقى لهم اثر ولا تاريخ حسنا الا تاريخا ملعونا معيبا مخزيا .

فمبروك لنواب الشعب العراقي ازدراء الناس ولعنات التاريخ.
 


 

free web counter