| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

الأثنين 14/1/ 2008



زفوها لغيرنا فلم نعد شعب الغفلة

مالوم ابو رغيف

لقد اصبحت المصالحة الوطنية لغزا عصي على الحل، اختلطت اوراقها وخيوطها وغزلها ولا يُعرف ساسها من راسها، فلم يعد طرف سياسي، طائفي او قومي خارج العملية السياسية، ولم يعد طرف غير مدعو للاشتراك بالحصص الحكومية والوزارية والدبلوماسية والتجارية والبزنسية، وان قصرت الوزارات والمناصب ولم تعد كافية للمتصالحين استحدثوا لهم وزارات وزوروا لهم مناصب ومخصصات.
الكل مدعون والكل مساهمون والكل يقبضون ولا احد يشكر لا الله ولا الشعب ولا العراق الذي يفرهدون امواله ويجوّعون ويقتلون اهله ويتغوطون على نعمته.
احزاب السنة مشتركون، الارهابيون مشتركون، البعثيون مشتركون،احزاب الشيعة مشتركون، الصدريون مشتركون ، اليعقوبيون (جماعة اليعقوبي) مشتركون، ولكل هؤلاء نواب برلمانيون، ووزراء ومدراء ودبلوماسيون، وسيطرة على الاقتصاد والاستيراد والتصدير والتهريب كل حسب منطقته وكل حسب نسبته. لهم في الجيش وفي الشرطة وفي الامن وفي الاستخبارات، لهم مليشيات وعصابات، جيوش واوكار ومقرات. حتى الذين كانوا يعادون الحكومة ويرفعون شعار اسقاطها مع انهم فيها، عادوا الى دفئ احضانها في جوقة قومية عروبية، في جبهة تشتم منها رائحة العنصرية، جبهة مضادة للكورد عبّر عنها صالح المطلق بقوله لا تتركوا المالكي وحده. وتذكر الجميع قولا عنصريا منسوبا للنبي محمد ، انصر اخاك ظالما او مظلوما.
واذا تصالح الجميع مع الجميع وسُمح للبعثيين بالاشتراك بالعملية السياسية كبارهم وصغارهم باستثناء من يرفض الدخول لاسباب يعرفها الخالق فقط، او من اعادته قد تسبب بعض الاحراج لهم، وتكلل هذا الصلح باصدار العفو العام واجتثاث قانون اجتثاث البعث، فبعدها، ماذا يعني كل هذا اللغط المثار حول المطالبة بــ المصالحة الوطنية.؟!!
المصالحة الوطنية التي كتب حولها المحللون السياسيون والصحفيون والكتاب والمناضلون ورجال الدين العرب وغير العرب، والتي تغنت بها الاحزاب ورقص لها العربان وانشد لها المغنون ونظم لها الشعراء قصائدا وتغزلوا بها وكأنهم يتغزلون بفتاة في ريعان شبابها وروعة حسنها وجمالها، واذا بنا بعد كل هذا الشوق والغرام والتقلب على الجمر كالدجاج المشوي او في مقلاة المجهول اليومي، نرى وجها مألوفا ، وجها رأيناه وعرفناه، وجها كان السبب الاول في مصائبنا وبلائنا، وجها لعجوز شمطاء حدباء يجري تزويقها ومكيجتها واجراء عمليات تجميل لها ، ثم زفها الى الشعب، الى عريس الغفلة، في زفة وطنية. هل عرفتموها.؟
انها المحاصصة لا غيرها.
اعادة توزيعها، زيادة الحصص، استحداث وزارات، مشاركة في قيادة سفينة العراق الموشكة على الغرق في بحر الاطماع والجشع والنيات الخبيثة.
واذا لم تكن هذه العجوز الشمطاء هي المصالحة، او المحاصصة.
فهل يوجد شيئا لم تلبيه الحكومة للمطالبين بالمصالحة الوطنية بنسختها الشمطائية اللهم سوى الاعتذار لحزب البعث وارجاع عزة الدوري ويونس الاحمد الى منصبيهما واطلاق سراح جميع البعثيين المحتجزين، واعادة الاعتبار لصدام حسين واعتباره ليس بطلا للعربان والمسلمين فقط انما للعراقيين ايضا.
شيئ اخر
يبدو ان المصالحة الوطنية التي تجّوق فيها صالح المطلق وخلف العليان وحسين الفلوجي وحتى عدنان الدلميمي والصدر والجعفري وعلاوي والمالكي والعنزي وغيرهم، معقود ناصيتها باتخاذ موقف معادي لتطلعات الشعب الكوردي، لمعاداته، لغمط حقوقه ومصادرة حقه في التمتع بثروته واستثمارها بالوجهه التي تخدم مصالحه.
الم اقل انها عجوز شماء حدباء بوالة على عقبيها.
زفوها لغيرنا فلم نعد شعب الغفلة.

 

Counters