الثلاثاء 14 /2/ 2006

 


 

محاكمة صدام وضعف الادعاء العام

 

مالوم ابو رغيف

استطاع القاضي القدير رؤوف عبد الرحمن ان يفرض هيمنته وسيطرته على مجريات المحكمة رغم المحاولات المتكررة لشلة الاجرام والسفالة والنتنانة البعثية المقرفة، القابعة في اقفاص خزيها ومهانتها، الراجعة الى اصولها، قرودا لا تخجل ولا تستحي . لم يفلت احد من حبله لينبش مخالبه في اجسام الضحايا من جديد، يد ليس بباردة ولا مهتزة مثل يد الخائب رزكار الذي لهزالته وخوره لم يقوى على حمل مطرقة للتنبيه ولا عصا ليهش او ينش لكي يعطي انطباع ولو كاذبا بانه القاضي وليس شيئا اخر، فضل ان يستمع ببلاهة ورعونة الى قرف صدام والتمتع بوساخة طه رمضان، والاستحابة لطلبات القرد برزان.

وذا كنا راينا اداءا جيدا من القاضي رؤوف، فان فريق الادعاء العام برئاسة جعفر الموسوي، لا يزال يعاني ضعفا شديدا، في الاسلوب وفي التحضير يدل عليه عدم الفطنة وغياب البداهة ونقص باسلوب المحاصرة الاستجوابية وعدم التهيؤ الجيد للمواجهه، وبطي في توجيه الاسئلة وعدم دقتها وغياب التركيزفيها. تنتابه الغفوة الفكرية او المهنية بين الحين ولاخر، فيبدوا وكأنه لا يعرف ماذا يفعل. بعض الاحيان يضيع في النبش بين اوراقه غير المرتبة حسب تسلسل الاسئلة، فيبدو وكانه تلميذ كسول لم يحضر الواجب المدرسي.

لم يوفق السيد جعفر الموسوي،كعادته، في جلسة هذا اليوم في انتزاع اعتراف او معرفة شئ من اسرار المؤامرة الاجرامية التي ذهبت بارواح 148 من الابرياء وحولت حياة مئات اخرين الى جحيم لا يطاق لا زالوا يعانون منه الى هذا اليوم، رغم ان امامه صيدا ثمينا، ووثائق جديرة بان تجعل من الشاهد محشورا في احد الاقفاص. وثائق عليها توقيع الشاهد ومذيلة بشروحاته وتعليقاته واوامر بتنفيذ حكم الاعدام شنقا بمجموعة من الضحايا. واذا كانت ذاكرة الشاهد متعبة الى الحد الذي ينسى فيها المجزرة وهو الوزير السابق ومسؤول ديوان الرئاسة والموقع على امر تنفيذ الحكم، فلماذا لم يحاول الموسوي انعاش ذاكرة الشاهد، ولماذا لم يحال ان يعرف اذا كان الشاهد لم تسعفه ذاكرته حقا او انه ادعاء كاذب لحجب الحقائق عن المحكمة.؟

لم يحاول الموسوي معرفة ذلك واكتفى باسئلة بسيطة عن اذا كان هذا الخط هو خطه ام لا او هل عرض الرسالة على صدام ام لا. طريقة السؤال لم تكن احترافية ولا مهنية، وخلت من اي تضمين اعتاد المدعون العامون الناجحون على تحميله للولوج الى المخفي والمستتر في قلوب مريضة سوداء مثل الشاهد السامرائي الذي بدا عدوانيا، خبيثا، غارقا باثم الجريمة عارفا باسرارها، مصمما على عدم البوح بها الا اذا انتزعت منه انتزاعا، لكن الموسوي ليس بتلك المهارة ولا الجدارة على القيام بهذه المهمة اطلاقا.

لا زال السيد جعفر الموسوي مستفزا مستثارا، فاقدا لاعصابه منذ اتهامات المجرم برزان له بالرفاقة البعثية. فلا يستطيع السيطرة على اعصابه، يستنفر بتهيج واضح يرتسم على قسمات وجهه كامتعاض مكظوم وحنق مكتوم لمجرد سماع استفزاز وقح، واتهام ضحل يقال من مأبون ، او قذر من مخابرات صدام او ازلامه الساقطة.، بانه كان عضوا في البعث او في الاستخبارات، فينسى القضية الاساس ويبدأ بالدفاع عن نفسه وعن سمعته، ربما لم يقرأ السيد الموسوي الشعر وإلا لعرف البيت الشهير لشاعر العصور العظيم المتنبي

                     اذا اتك مذمتي من ناقص        فهي الشهادة لي باني كامل

والعكس صحيح، فاذا امتدح السافل الساقط رجل او فلانا، فانه دليل على، ان ثمة حماقة او خراقة، او عته، او سذاجة عند الممدوح.

على السيد الموسوي ان يعرف ان السمعة لا تلطخها براثن وسخة ولا السن اعتادت على تلميع احذية مجرميها، مثل ما يفعل الشاهد العبيدي او محامي الدفاع المأبون خليل الدليمي او العار موطي، فهؤلاء مجرد حثلات ونفايات لا احد يهتم لكلماتهم ولا لاتهاماتهم، ليس لانهم اختاروا الدفاع عن المجرم صدام وزمرته الضحلة، فمهنة المحاماة والنظام الحقوقي في كل العالم يبيحان ذلك، ولكن لكونهم لا زالوا يعلقون صورة الساقط صدام على حيطان غرفهم ولا زالوا يخاطبونه بسيادة الرئيس.

اذا لم يستطع الادعاء العام ان يتدارك زلاته، وهناته، واهماله، وعدم تحضيره الجيد، فعليه مثل ما فعل الخائب رزكار الاستقالة وان يترك الامر لمن هو اجدر منه.

قليل من الجهد يا فريق الادعاء العام فانها محكمة الشعب، انها محكمة سوف لن ينساها التاريخ ولا العراقيون. فانتم تمثلون الحق العام، الالم العام، الحسرة واللوعة ليس لشهداء الدجيل فقط بل لجميع من تجرعوا العذاب على يد عصابات البعث الاجرامية.


موقع الناس     http://al-nnas.com/