| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

الأحد 14/6/ 2009



هذه الحكومة فاسدة

مالوم ابو رغيف

الفساد بكل فروعه واشتقاقاته هو السمة الرئيسية للحكومات العراقية التي تشكلت بعد سقوط نظام صدام وخاصة حكومات الاسلام السياسي واشخاصه المتنفذين، لكن الفساد لم يبرز بهذا الشكل الكبير والمقرف والمكشوف الا في عهد المالكي وحكومته.

والسبب واضح ولا يحتاج الى الكثير من الجهد لادراكه، فالمالكي لا يهمه ان شرّق البلد وان غرّب، ان احترق او دُمر، ان اكله الفساد فالتهم لحمه ونخر عظمه.

ما يهم المالكي وكل ما يسعى اليه وما يريد بلوغه، هو اعادة انتخابه واستمرار بقاءه بالسلطة. لذلك تجده مجاملا للجميع متملقا للجميع، كلامه يبقى كلاما انشائيا وامنيات لا تأخذ طريقها الى التطبيق، مجرد شعارات فارغة لم يعد المواطن يعيرها هي واياه انتباها ، تحول المالكي وكلامه مثل بوستر عتيق اطاح بصبغه المطر ولم يبقى الا لونه الباهت.

المالكي بصفته رئيس الحكومة التنفيذية يتحمل المسؤولية الاولى عن الفساد الاداري المنتشر في كل انحاء حكومته التي يحتل الاسلاميون اغلب دوائرها ووزاراتها المهمة. لكننا نرى بدلا من مساءلة المالكي على تقصيره وتهاونه في محاسبة وزرائه وتركهم يختلسون وينهبون ويعيثون فسادا في مرافق الدولة، بدل ذلك نرى مدحا له واشادة بمواقفه، والتي لم نرى منها اي من مواقفه، عملا واجراءا ضد الفساد والفاسدين، بل مجرد تصريحات وكلمات هلامية واجادة لمهنته الاسلامية في توزيع بيوت وحدائق غناء لهم بها ما يشتهون، لكن اين؟؟.... بالطبع في الجنة او في المشمش.

هذه هي سمات الانظمة الدكتاتورية والشخصيات السياسة الانتهازية ويبدو ان الاسلاميين مثل الشعراء يتبعهم الغاوون يقولون ما لا يفعلون.

المالكي كإسلامي قديم هو من التجار الخبراء في بيع بضاعة الكلام، مثله مثل الجعفري الذي انكشفت بضاعته المغشوشة فلم يعد احد منبهرا بسفسطته ولا بفطحلته الكلامية، ولا بجمله المزوقه المزركشة لكن الفارغة من مدلولاتها، الذي تحوّل من ضيف على فضائيات الدرجة الرابعة المرحومة ANN الى صاحب فضائية تقدر تكلفتها بملايين الدولارات سنويا، فمن اين لك هذا ايها الموعظ المصلح والاسلامي الزاهد؟

هل يُمتدح المالكي لكونه قال بضع كلمات ينتقد بها الفاسدين والمفسدين!! مع انه ومع كل السلطة التي بين يديه ، لا يتخذ قرارا لازاحة الفاسدين وطردهم من مناصبهم، او على اقل تقدير فضحهم وتسليط الضوء عليهم وعلى افعالهم القبيحة وهذا اضعف الايمان,

فما جدوى الانتقاد بدون العمل وما جدوى الوعود دون التنفيذ وما فائدة الكلام العام وبقاء الفاسدين في الدولة التي نخروها وصيروها مجرد اراضي ينعق فوقها البوم واطلال تذكر بماضي لن يعود اذا كانت بضاعة من يحكم هي الكلام.

نعم المالكي هو المسؤول، ولا معنى للتشكي والتظلم والتمني ان يكون النظام رئاسيا حتى يستطيع القيام بالمهمة المناطة به، فان وجد المهمة ثقيلة، لا تستطيع اكتافه الرخوة ان تنهض بها، وان كواهله لا تستطيع تحمل تبعاتها فلماذا الاستمرار بتحمل مشاقها.؟

لكن

هل اكتشف المالكي صعوبة النهوض بالمهمة الان فقط ولماذا لم يصرّح بذلك في بداية توّليها.؟؟

لماذا قبل ووافق على تحمل مسؤولياتها.؟ لماذا كانت وعوده وعهوده وتبجحاته بالقضاء على الفساد والفاسدين والذين اغلبهم من حزبه بل ربما من المقربين اليه.؟

وما هي المحاولات التي بذلها في كشف الفساد والفاسدين ناهيك عن القضاء عليهم والتي عطلها النظام البرلماني او اعاقها.؟

ان ما نراه وما نسمعه وما نقرأه هو ان الدوائر القريبة من المالكي وافراد حزبه هم الذين يسعون الى عرقلة اجراءات المساءلة والاستجواب بحجة انها تسقيطات سياسية!! وانهم شنوا حملة كبيرة لدعم فاسد ملعون هو وزير التجارة الدعوي عبد الفلاح السوداني المطلق سراحه بكفالة سيدفعها من مسروقاته، ولم نجد المالكي فارس مكافحة الفساد المزعوم يقول ولو كلمة معلقا على ذلك؟

ولنفرض انها تسقيطات سياسة! فهل الشعب يهمه ترف اجسامكم ام نعومة اياديكم ام يحرص على مصيركم!

الى حيث القت رحلها بكم ولا اسف عليكم مهما كان تعس مصيركم فلم نعرف اسوء ولا افسد منكم .

حكومة المالكي حكومة فاسدة، وهو المسؤول الاول عنها، فبدلا من اضاعة الوقت بأستجواب الوزراء وتبدّيه في التلكأت بين الكيانات الحزبية والتماطلات والصراعات الرعناء بينها، وبين ضجيج الكتل البرلماينة وصياحها وعياطها، بدلا عن كل ذلك استجوبوا المالكي فهو المسؤول عن كل هؤلاء الفاسدين..هو رئيس وزراء حكومة فاسدة وعلى البرلمان محاسبته....ان لم يكن البرلمان نفسه فاسدا.؟

وعلى الله العوض
 


 

free web counter