| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

 

الثلاثاء 14 /11/ 2006

 

 

حكومة الارهاب الخفية


مالوم ابو رغيف

يعترف علي الدباغ بأن عملية الخطف التي حصلت هذا اليوم بأنها عملية نوعية، اذ استطاعت مجموعة من الارهابيين، في عز النهار وبالعديد من السيارات البوليسية، اختطاف 100 موظف عراقي او اكثر، في عملية استمرت نصف ساعة منذ بدايتها الى سوق المختطفين الى مصيرهم المجهول.

لقد اخطا السيد علي الدباغ التعبير فوصف عملية غاية في البشاعة وفي الارهاب بأنها عملية نوعية، وان كانت هذه عملية نوعية فما اكثر العمليات النوعية التي حدثت وتحدث في العراق كان اخرها خطف اكثر من 80 عراقيا قرب اللطيفية بمفرزة وهمية. لم يلق القبض على احد من الارهابيين ولم يعرف مصيرالمخطوفين لحد الان الا تسعة ذبحوا على الرصيف.

السيد الدباغ حاول تجيير اطلاق الخاطفين لعشرين من المخطوفين لصالح وزارة الداخلية فقال بسبب سرعة رد الفعل الشرطوي لوزارة الداخلية ومداهمة بعض الاوكار ومحاصرة بعض المناطق اضطر الخاطفون الى اطلاق هؤلاء المحظوظين. لو كان لنا وزيرا متفهما لمسؤليته لما حدث الذي حدث، كان عليه ان يقيل نفسه لا ان يقيل او يحتجز امر شرطة الكرادة لانه المقصر الاول والمسؤول الاول، فأن كان ليس بمقدوره ضبط الامور، وهو بالفعل ليس بقادر، فعليه احترام نفسه والاستقالة الفورية.

السيد المالكي صرح تصريحا غريبا، فلقد قال ان العملية برمتها ليست عملية ارهابية، بل انها عملية صراع بين المليشيات المختلفة. ربما يكون هذا صحيحا لكن ان تكون هذه العملية ليست بأرهاب، فما هو الارهاب اذن.؟

البعض يحاول معرفة من هي الجهة الارهابية التي قامت بإختطاف الموظفين من دوائرهم، اهي جهة سنية ام شيعية، وبما ان الوزارة سنية، لان وزيرها سني، فإن الفاعل سيكون شيعي حسب التصور الطائفي وحسب ما يكتب ويصرح به بعض الحثالات السياسيين، متخذين من طابورهم الخامس ومن فضائياتهم الطائفية وسيلة وبوقا لا ينفخ الا بنار الفتنة، فقالوا ان الخاطفين اجروا عملية فرز بين الشيعة والسنة معتمدين على بطاقة الاحوال المدنية، وكأن كل شيعي اسمه علي او حسين وكل سني اسمه عمر او ابو بكر.

لا يهم من هي الجهة التي قامت بهذا العمل الارهابي، اكانت شيعية ام سنية، فالعملية غاية في الخسة والدناءة، حتى وان نفذتها ملائكة الله. المهم هو كيف استطاعت هذه الزمر السير بكل امان واطمئنان بعشرات السيارات والهجوم على بناية رسمية محاطة بالحرس ومجهزة بالتلفونات ووسائل الاتصال دون ان ينتبه الى هذا العمل لا شرطي ولا جندي ولا رجل امن ولا رجل مخابرات ولا استخبارت ولا شرطي مرور، ولم يحاول موظف الاتصال بأقارب او دوائر مسؤولة ولم يهرب اي احد ولم يطلق الحراس اي رصاصة ولم يتصلوا بالدوائر المسؤولة لمعرفة ادعاء الارهابيين بأنهم من هيئة النزاهة.

ماذا تعني اذن حالة الطوارئ في عرف الحكومة.؟

واين هي الخطط الامنية الاستراتجية التي وعدونا بها وقالوا انها ان لم تقض على الارهاب والارهابيين، فإنها ستضع حدا لهم وتقطع عليهم السبل.؟

وكما نرى الان لقد اختلط الحابل بالنابل، واصبح الانسان بين الحافر والنعل مداس عليه من كل الجهات، وعلا صوت الطائفيون، الذين يتصيدون في الماء العكر، واشتبكوا في عراك سخيف، هل الفاعل هي المليشيات الشيعية ام المليشيات السنية!! فهم لا يهتمون بالدم المراق ولا بمصير عشرات الناس المجهول، كل ما يهتمون به وما يسعون الى اجله هو توظيف دماء الابرياء لخدمة اهداف غير نبيلة بالتاكيد.

من ينظر الى هذه العملية الارهابية الكبيرة، والى غيرها من العمليات، الى عدد الارهابيين المشتركين بهذا الجرم، الى اعداد السيارت الكبير، الى اعداد المخطوفين، الى تصرف المجرمين بكل هدوء ورباطة جأش بحيث احتجزوا النساء في غرفة واوصدوا الابواب، ثم المغادرة بمثل ما جاؤوا بهدوء لا يثير الشك ولا الريبة، واخفاء هذا العدد الكبير من الرجال في مكان ما دون احداث ضجة او جلبة، من ينظر الى هذا كله بالتاكيد سيفكر ان هناك حكومة اخرى غير حكومة المالكي، لها جنودها وسيارتها وكراجاتها وبترولها واسلحتها ومشاجبها وسجونها وغرف اعدامها.

الذي اوصلنا لهذا الوضع هو التساهل الحكومي مع الارهاب ومشاريع النوايا الحسنة والنظريات الفارغة لبعض السياسيين والمنظرين، الذين يودون محاربة الارهاب باقلامهم الخشبية واحلامهم الوردية بينما اوردة الناس تصفد لتنزف اخر قطرات دمائها وتتكوبس احلامها وتتصحرامالها.

وبعد، هل يعجب البعض ان كانت هناك ردة فعل دموية قاتلة.؟

لقد قلنا مرات ومرات بان الحكومة ان بقيت مقيدة بمشاريع النوايا الحسنة، ان لم تحم الناس، ان لم تضرب على راس الارهاب وتسحق الافاعي والعقارب السامة، ان لم تطمر كافة اوكارها وجحورها، فان الناس، ستقوم بتحقيق ما تعتقد انها العدالة بيديها.. وعندها على العراق السلام.