| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

الأحد 13/7/ 2008



14 تموز يا لهذه الكلمة الحلوة

مالوم ابو رغيف

هل يوجد في ذاكرة الشعب صباح اجمل من صباح 14 تموز، و شمس احلى من شمسه، وحدث اعظم من حدثه، وابتسامة اجمل من ابتسامة زعيمه وقائده، وفرحة اكبر من فرحة الناس بالانتصار على الظلم والغبن والقمع والتسلط و الملكية المستوردة.؟

ولأن الثورة منحت الشعب الحرية والعدالة والمساواة، منح الشعب الثورة ورجالها المجد والخلود والوفاء . فكل الاحداث مهما كانت عظيمة تصغر وتتضاءل اذا ما قورنت بثورة 14 تموز، معنى وحدثا، ملعون من يحاول تدنيسها ومنبوذ من يحاول الاساءة اليها ، غبي من لا يفهم معناها، جاحد من ينكر فضلها ، كل السهام ترتد الى نحور اعدائها فلقد منحها الشعب العراقي قدسية الالهة وعصمة الانبياء وطهارة الملائكة.

فهل يوجد حدث ابلغ في معناه ودلالته من ان يحكم العراق ابناءه بعد ان سيطر عليه ولازمنة طويلة حكام غرباء عنه فكرا، اجانب انتماءا؟

اليس هذا وحده كافيا ان يجعل الرابع عشر من تموز يوما وطنيا للعراق يحتفل به سنويا، ويعتبر يوم عطلة رسمية، ليس بمناسبة الذكرى الخمسين على الحدث، بل لانه كان اروع يوم عند اغلب العراقيين.

ام ترى ان البعض منا يهمه رضا دول الملكيات المتكلسة وجمهرة العربان الحاقدة ولا يهمه رضا الشعب وعظمة الحدث.؟

فهل بدأ تاريخ العراق الحديث الا مع صباح الرابع عشر من تموز.؟

لقد اصبح العراق في ظل الثورة، عراق الانتاج والبناء والعلم ، ىعراق المدرسة والجامعة والثقافة والمعرفة والفن والاطلاع والتحرر والمساواة, بعد ان كان في الحقبة الملكية عراق الظلام والجهل والامراض والاملاق والامية والحياة المزرية للعمال والفلاحين وتسلط رجال الدين، عراق الاسمال والاكواخ والبحث في النفايات. عراق قدم على طبق من ذهب، كهدية، كأقطاعية، كملكية خاصة لعائلة اجنبية طُردت من بلادها فجلبوها ليس كمستجيرة بل كمستملكة. اليست هذه سخرية التاريخ بأبشع صورها.؟

فبأي حق تتوراث العائلة حكم العراق وهي لم تنبت فيه زرعا ولم تغرس فيه نخلا ولم تسقيه دما. العراق هو صنيعة ماء دجلة والفرات وعرق ودماء وشقاء وجهود ابناءه، ولا حق لاخر مهما كان هذا الاخر في اي سيادة عليه اكانت السيادة بأسم القومية او بأسم الاله او بأسم النبي او بأسم الاسلام، لا سيادة الا سيادة الشعب، هكذا قال الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم وهكذا تقول دساتير العالم المتمدن!!

هل لنا يوما للفرح الا يوم الرابع عشر من تموز؟

بالاضافة لعودة الحكم الى العراقيين فان ثورة الرابع عشر من تموز تمتاز بشمولية المشاركة الواسعة المذهلة لكافة طبقات الشعب في فرحها وبهجتها والتفاف الناس عمالهم وفلاحيهم وكسبتهم ، جنودهم وموظفيهم ، مثقفيهم وبسطائهم، طلبتهم ومعلميهم و رجالهم ونسائهم حولها .

نحن لا نحتفل بميلاد ملك، ولا بصعوده على كرسي الحكم، ولا بختان امير وزواج اميرة، فـ الرابع عشر من تموز ثورة ككل الثورات العظيمة في التاريخ متفردة متميزة مثلها مثل الثورة الفرنسية مثل الثورة البلشفية هو ان الشعب اصبح صاحب الكلمة الحقيقية والواهب الحقيقي للشجاعة والوطنية ليس كنوط او مدالية او نيشان، انما حب ووفاء ومجد وخلود.

كل انواط الشجاعة تصبح هباء الا تلك التي يمنحها الشعب فأنها ازلية الوجود.


 

free web counter