| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

الخميس 13/5/ 2010



بصمات الشر واحدة أيها السادة!!

مالوم ابو رغيف

بعد كل تفجير إرهابي كبير يظهر على شاشات التلفزه مسئول امني أو سياسي ليعلمنا بان الجريمة تحمل بصمات فلول البعث والقاعدة. عبارة فارغة مكررة لا يفهم منها سوى إن القادة الآمنيين والحكوميين لا يجدون ما يقولونه للناس، إذ تبدو جملة (التفجير يحمل بصمات فلول البعث والقاعدة) تبرير ساذج لعجز وفشل القوات الأمنية عن وضع حد للجرائم المستمرة التي تفتك بالعراقيين. فالجرائم تتكرر بنفس العناد وبنفس الطريقة وبنفس الأسلوب وبنفس التخطيط، وتبريرات القوات الأمنية هي نفسها وبنفس العناد وبنفس الأسلوب والطريقة أيضا. أيها السادة إن بصمات الإرهاب لا تختلف، إن بصماته واحدة، هي بصمات الموت والخراب والدمار. لا يهمنا لمن تعود البصمات، يهمنا القضاء النهائي على أصحاب هذه البصمات.

إذا كان الإنسان أصبح هدفا للقتل، فالمطلوب عندها وضع حد لهذه الجرائم وإنهاء القتلة والإرهابيين والقضاء على العصابات والممولين بأسرع وقت، فلا وقت للتأمل ولا للتنظير ولا للتبرير. كما إن اتهام دول الجوار قد أصبح لعبة سمجة تتبادلها الأحزاب السياسية حسب اتجاهات الولاء والارتباط الخارجي. فالأحزاب الشيعية تتهم دول العربان بينما الأحزاب السنية تتهم إيران، ويتوقف الفعل عند حدود هذه الاتهامات الغبية التي لم تترافق بأي إجراء حكومي أو سياسي أو دبلوماسي حتى وان كان آلاف العراقيين يفقدون حياتهم جراء تدخل دول الجوار الغادر بالشأن العراقي.

ورغم اعترافات الإرهابيين الملقى القبض عليهم بضلوع دول الجوار بهذه الأعمال، ورغم الأدلة والمستندات التي تملكها الحكومة ضد هذه الدول، ورغم فتاوى الموت والقتل الدينية ضد العراقيين، إلا إن كثير من المسئولين السياسيين والحكوميين رفيعي المستوى يفاجئونا بزياراتهم التوسلية لهذه الدولة المجاورة الغادرة أو تلك.

ورغم إن قادة جميع القوى والكتل السياسية يزعمون الحرص على الشعب والوطن العراقي، هكذا تقول شعاراتهم وخطبهم وتصريحاتهم، إلا أنهم وبدلا من إن يقفوا صفا واحدا ضد العدوان نراهم يقفون صفوفا متفرقة متناحرة متضاربة يتبادلون الاتهامات فيما بينهم ويغتنمون الفرص للكسب السياسي، فمصائب وفواجع العراقيين عند بعض الأحزاب فوائد.

بالأمس عرضت الفضائية العراقية لقاء والي بغداد الإرهابي مناف عبد الله الراوي حيث أفاد بان القوات الأمريكية قد ألقت القبض عليه في 2004 وبقى بالسجن إلى منتصف 2007 حيث كان في سجن المطار حين أطلق سراحه. لقد جاء إطلاق هذا الإرهابي ومئات آخرين بعد سلسلة الزيارت المكوكية التي قام بها السيد طارق الهاشمي للسجون ومنها سجن المطار. افليس مثل هذه الزيارات السياسية للسجون والمعتقلات تعد تدخلا بشؤون القضاء.؟

او ليس إطلاق سراح السجناء دون اكتمال التحقيقات هو إهمال وإغفال لأهم واجب يجب على السياسي أخذه على عاتقه ألا وهو المحافظة على حياة الناس وعلى سلامة البلد في وقت تشتد فيه هجمات الموت والتدمير.؟

كما إن الحكومة نفسها تقوم بإطلاق سراح الإرهابيين بعد اتفاقات مع أطراف متنفذه و مؤثرة في العملية السياسية لكسب تأييدها ودعمها كما فعلت مع إرهابيي جماعة مقتدى الصدر.

لقد أصبح التدمير والخراب وقتل الناس وسيلة للوصول إلى غايات وأهداف سياسية ودينية.

نحن لا نقاتل أشباح ولا قوى خارقة، بل حثالات وأغبياء وحمقى وجبناء غادرين، فكيف لم تستطع القوات الأمنية بمختلف قطاعاتها القضاء على حثالات الإرهاب، وهي، أي القوات الأمنية الأكثر عددا والأفضل عدة والأقدر تكنيكا ومهارة وتمويلا إن لم يكن هناك ثغرات واختراقات في صفوفها وأخطاء لا تغتفر في سلم أولياتها الأمنية وفي تعليماتها القتالية وفي ارتباطاتها الإدارية والحكومية وتناقضات في ميولها السياسية والدينية؟!

عندما يكون الإنسان والوطن في خطر الواجب على المخلصين نسيان خلافاتهم والقيام بواجباتهم الوطنية والإنسانية لإنهاء الإرهاب بشكل نهائي، وليس للتهديد به واستخدامه سلاح ضد الخصم. إن الاحتراب السياسي في وقت الكارثة الوطنية بين الأحزاب المنشغلة بالصراع على كرسي رئيس الوزراء تدل بوضوح لا يقبل الشك بان المنصب والثروة والفخفخة هي أثمن وأفضل وأولى من الإنسان والوطن عند هذه الأحزاب والكتل المتصارعة على المنصب.



 

 

free web counter