| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

السبت 13/10/ 2007



الدخول الى جنة الله استغفالا!!


مالوم ابو رغيف

ماذا يريد العراقيون غير ان يكونوا آمنين سعداء في وطنهم، مطمئنون بأن مستقبلا سعيدا زاهيا ينتظر اطفالهم من بعدهم. ان تصان كرامتهم وتحترم حرياتهم وحقوقهم ، ان لا يتعرضوا الى ظلم واضطهاد وغبن من اي نوع.
هي مطاليب انسانية على سهولتها تتكرر دائما وابدا في شعارات الاحزاب ومقالات الكتاب وطقوس الاديان وأدعية المعممين والمتجلببين والمتفوطين.
نجدها في انظمة وبرامج عمل المنظمات ونسمعها خطبا للساسة والرؤساء ونقرأها في بيانات مؤتمرات القمة العربية ومهرجانات تسويق الحكومات وتسويق السلع وتسويق الوجوه، مما يعني ان لا احد ولا جهة ولا هيئة سياسية او دينية ولا حتى الله بقادرين على انجاز هذه المطالب البسيطة السهلة بدلالة تكرارها الابدي منذ ان وجدت الحكومات على وجه الارض ومنذ ان اصبح الانسان هدفا للاستغلال، منذ ان بدأ البعض التفكير بسعادته على حساب تعاسة غيره.
وبما ان الانسان العراقي، الذي كلما زرع، حصد وقطف غيره، ولم يبق للعراقي الطيب لا غلة ولا محصول ، اللهم الا الوهم بأن مستقبلا مشرقا كأبتسامة طفل بإنتظاره، بما ان الانسان العراقي، مهما كان انتمائه لا يحصد الا السراب ويخرج من مهرجانات السياسة محملا بسلال ممتلئة بالهواء وبعض من بقايا طعام لاسكات صراخ بطنه، وصدقات وحسنات وكسوة يتامى يرميها جلاوزة شيخ دين او معمم من اجل دعاية وليس صحوة ضمير، فما يهم هذا العراقي البائس ان كان فلانا او علانا يحكم او يتصدر السلطة او الحكومة، أكان هذا الرجل سنيا، شيعيا ،عربيا او كورديا.؟
هم في النهاية كلهم سواء لا يفرقون عن مستعمر ولا عن محتل، اصبحوا غرباء عن الناس وان كانوا يوما منهم ، باتوا لا يعرفون ناسهم  ولا يفهمونهم، لقد اختلفت لغتهم وتغيرت ظروفهم وتبدل عيشهم ومعيشتهم ، وغدت دموية احلامهم ، وحشية امالهم ، وانانية طموحاتهم، فأحلام الكواسر الجديدة هي نصب الشراك لمن نافسها، تأكل بعضها البعض، وحوش شرسة لا تستحي وان انكشفت عوراتها، تحوم حول فرائسها، لا يهمها ان كان حومها مثل الذباب او النسور او الضباع ، مكشرة انيابها راغية مزبدة لاصطياد المناصب التي تهان من اجلها المقامات والاحترامات.
ما الفرق ان حكمنا اي من الطرفين، فكلاهما يعتبران الفقر رحمة من الله، وان المرء ان زاد بلاءه وساءت عيشته وعظمت رزيته وعذبه الجوع وفتك به المرض وصبر واحتسب ولم يسأل، وسكت عن الوحوش التي لا تشبع وتجعل كل شئ وسخا قذرا ، فإن هذا المحتسب قد احبه الله وضمن له الجنة وحور العين وقصورا وجنات تجري من تحتها الانهار. ما يهمنا ان كان من يقول هذا سنيا او شيعيا وطنيا او خائنا. فالنتيجة واحدة، هي ان العراقي يُستغفل، يُنهب ويُسلب وتهرب ثرواته ويُقتل مستقبل اطفاله ويستحوذ على أمواله أميون وجهلة ولصوص وكذابون أكان بإسم الوطن او بإسم الله . هؤلاء الدجالون يعتبرون الفقراء ضرورة، خلقهم الله من اجل هدف واحد، لا ليحيوا بل ليكونوا وسيلة للتكفير عن سيئات نواب الله، وكان الله خلق الفقراء والمساكين من اجل هذا البعض الوحش المؤمن لكي يدخل الجنة، لذلك، الحسنة بأضعاف امثالها، حتى في هذه طماعون، يأخذون اكثر مما يعطون، يكفيهم القاء الفتات وبعض دراهم لدخول الجنة استغفالا.
كنا صغارا، كان اهلنا يحسدوننا لانهم اعتقدوا واهمين مثل اليوم، بأن المستقبل سيكون مشرقا لنا، واذا بالمستقبل اتعس من حاضر آنذاك، مظلم منكود سئ الطالع والسمعة، واليوم ، ولم نعد صغارا نسمع من يعد بالمستقبل وينسى الحاضر، بينما ان لم يتغير ويتبدل الحاضر ويصبح مزدهرا وسعيدا سيكون المستقبل حالكا محجبا متسربلا بكل غلظة العيش وظلامية القرون الوسطى وقسوة الدين ورجاله.
 


 

Counters