| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

الأثنين 12/11/ 2007



التبعية العثمانية والولاء الوطني

مالوم ابو رغيف

في لقاء من على شاشة فضائية الفيحاء، قال رئيس مجلس النواب السيد محمود المشهداني بأن العراقي الحقيقي هو الذي يحمل التبعية العثمانية.

لا نود اثارة الجدل الذي لم ينتهِ ولن ينتهي ما دامت الطائفية هي الاساس التي يمنح بموجبها الانتماء للوطن.

ولا نحّمل كلام السيد المشهداني اكثر مما ينبغي سنقول بحسن نيته، وصدق طويته وبلاغة او بلادة اسلوب طرح قضيته، وان ما قصده، هو محاولة التأثير على الطرف التركي، بالتملق والتزلف والاستجداء والانحناء بإدعاء ان التبعية العثمانية شرف لا يعلو فوقه شرف، فنية الرجل كانت حسنة، ضمن مقولة " ذكر فما انت عليهم بمسيطر"، فهو وامثاله ممن يؤمنون بأن التبعية العثمانية هي الاساس للانتماء العراقي، كانوا ولا زالوا يشعرون بأنهم من موالي آل عثمان يشعرون بعظمتهم ويعلنون تبعيتهم، الشعور مترسخ في ذواتهم يتوارثونه ابا عن جد، ومن شب على شئ شاب عليه.

لكن المسألة التي اثارها المشهداني بدون قصد غير قصد التوسل والتسول للتفاهم مع الاتراك ، سالكا اسلوب العرب المعروف والذي فضحة الناضح شحما وغباء وزير خارجية قطر، بأنهم لا يتوسلون بل يتسولون الرضا والقبول، اقول ان المسألة التي اثارها المشهداني عفويا ( الاصالة العراقية تعني حمل التبعية العثمانية) لم تنتهِ بعد على الاقل ذهنيا او اعلاميا او طائفيا لدى بعض العراقيين والعرب بمجملهم، فلا زال البعض يشير الى الصفويين والفرس المجوس وهنود محمد القاسم، وضيوف غير مرغوب فيهم، مما يدعو الى التساؤل :

الى متى يبقى الاساس الذي يقاس عليه عراقية المواطن هو تبعيته العثمانية اللعينة ؟

وكيف وبعد مرور السنوات الطويلة على التخلص من الاستعمار العثماني البغيض وتأسيس ما يسمى بالدولة العراقية ومسيرة النضال الوطني المريرة لم يتشكل لحد الان اساس وطني قانوني حقوقي للانتماء العراقي الذهني عند البعض ومنهم المشهداني وغيره لقياس الولاء والوطنية العراقية؟

ولمَ لم ترمى الى مزبلة التاريخ تلك المادة القانونية التي نقشت في مسلة قوانين الطائفية وتصوراتها الذهنية عند الحكومات العراقية المتعاقبة، مع انها كانت وما زالت سببا بفواجع مئات الاف المواطنين العراقيين مثل الكورد الفيلية وشيعة الجنوب العرب ايضا؟

واذا كانت الجنسية العراقية تمنح للاجنبي غير العراقي ضمن شروط معينة، فعلام كانت تسلب من العراقيين الذين لم يعرفوا وطنا غير العراق حتى يُهّجرون او يٌطردون او يُقتلون في زمن النظام السابق او يُتهمون بالصفوية والايرانية والاعجمية والمجوسية في الوقت الحاضر. ثم يأتي من يقول ان ممارسات السلطة آنذاك لم تكن طائفية علنية مثل ما هي عليه الان ؟

يبدو ان البعض يفتخر بالاستعمار العثماني البغيض، يحمل وثيقة تبعيته وعبوديته مسرورا وكأنه يحمل حسابه بيمنه في اليوم الاخر، مذكرا دائما بأن آل عثمان وآل طوران هم سادة العربان وانه يدين لهم بالولاء.

ان قياس الانتماء الوطني او قياس اصالته بحمل تبعية امة اجنبية، اكانت عادلة او طاغية باغية مثل الدولة العثمانية هو ليس بلادة فقط بل شعور بالنقص وقصور بالوطنية.

لقد آن الآوان ان تقاس وطنية العراقي وحبه لبلده بمقاييس الحرية والديمقراطية والعدالة الانسانية وحقوق الانسان والحرص على الالتزام بالقوانين العلمانية واحترامها وتطبيقها، وليس بإنتماء اغبر الى امة غازية.



 


 

Counters