| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

الثلاثاء 12/1/ 2010



السيدة السهيل والرواتب البرلمانية

مالوم ابو رغيف

في دفاعها عن فصيلة أعضاء برلمان العاهات قالت السيدة صفية السهيل بان ليس كل ما يشاع عن البرلمانيين صحيح، فلم يحصل البرلمانيون على أراضي تحاذي نهر دجلة وأن طالب بها البعض بإلحاح، السيدة السهيل لم تذكر هذا البعض. وعلى ما يبدو إن كلمة البعض أصبحت مفضلة عند السياسيين والمسؤولين، فمن السهل الخوض في كلام مبهم غامض يجعل الناس في تساؤل منشغلين ليس حول لب المسألة ومقصد البحث، بل حول البحث عن هذا البعض، من ترى سيكون، وأي منصب أو مسؤولية يحتل، لذلك زاد استخدام الكلمة وكثر اجترارها وتكرارها فأصبحت منافسة قوية لـ (سوف التغفيلية) ولـ (إنشاء الله الروزخونية الملائية).

وتستمر السيدة السهيل في الدفاع عن فصيلتها البرلمانية فتقول بأن الراتب البالغ 8 ملايين دينار!! صدقوني، مخاطبة الناس، لا يكفي.

تستدرك السيدة السهيل سريعا لتصلح من هفوتها، فتقول إنها تقصد إن الراتب لا يكفي للأعضاء مثلها، الأعضاء الذين يعملون من اجل الشعب ويملكون مكاتب وموظفين، فهم يضطرون، بعض الأوقات (مرة أخرى البعض) للاستدانة لكي يسدوا النقص الحاصل في التمويل..

نست السيدة السهيل إنها تتحدث إلى ناس انتكست آمالهم وتحطمت أحلامهم بعد إن أكلت القطط السمان من فصيلتها البرلمانية، الشحم واللحم ولم تبقي حتى على العظم، كل ما أبقت عليه تلويث وخراب وعصافير على الشجرة وانهار من خمر وعسل وحليب في الجنة.

نست إنها تتحدث إلى ناس لا تكفيهم رواتبهم على ضآلتها (مثلها على ضخامة المبالغ التي تقبضها) لسد احتياجاتهم، لكن احتياجاتهم ليست دفع رواتب موظفين وصحفيين وإعلانات دعاية وتأجير مكاتب وحياة بمبي، إنما لا تكفي لشراء دواء وطعام وماء لأطفالهم، لا تكفي لدفع أيجار بيوتهم، فان كانت السيدة تشكو قلة راتبها البالغ 8 ملايين دينار، فماذا يقول الموظف الذي يستلم 200 ألف دينار عراقي بقدر راتب المحرم الإسلامي المرافق للمؤمنات البرلمانيات اللواتي لا يغادرن بيوتهن إلا بعد اخذ الاذن من أزواجهن ومرافقة محرم كي يصان شرفهن ويحافظ على إيمانهن.!!

على السيدة السهيل احترام عقول العراقيين ومداركهم، وان تعي إنها تخاطب شعب ليس بالغر ولا بالساذج ولا بالبسيط حتى ينطلي عليه مثل هذا الكذب المفضوح، شعب خاض من النضال والكفاح ما لم يخضه شعب آخر مثله، قدم ملايين الضحايا وانهار من الدماء وجبال من العذابات لا من اجل إن يكون الفرق مثل الفرق ما بين السيد والعبد، بل من اجل العدالة في الحياة والمعاملة والتعامل والخدمات والحمايات والأمن.
 


 

free web counter