| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

الثلاثاء 12/5/ 2009



دولة الاخوان والخلان

مالوم ابو رغيف

في بداية حكم البعث كان لقب الــ (تكريتي) امتيازا خاصا يجعل حامله سيدا مطاعا حتى لو كان صعلوكا متخلفا غبيا ، يوّلد خوفا وتوجسا من وخامة العواقب في القلوب ويجعل المسؤولين كبارا وصغارا يحسبون الف حساب في اتباع انجح وافضل الوسائل بالتعامل مع حامل اللقب، فكبار رجال الدولة والحكومة والمتنفذون اغلبهم تكارتة او هكذا يبدون للناس حتى وان لم يكونوا، ولهؤلاء المتنفذين ابناء واقارب وجيران وحبايب ولا يخلو منهم موقع، وزارة، او دائرة. حتى ان شيوعيا تكريتيا كان يعمل او يتردد على صحيفة طريق الشعب التي لم يجد لها الحزب الشيوعي العراقي مكانا انسب وافضل من مجاورة الامن العامة، عندما سألناه عن سبب عدم خشيته من الامن اجاب انهم استوقفوه مرة وما ان رأوا هويته حتى ارتجفت منهم الاعضاء هيبة واصفرت الوجوه خوفا، فمن يتجرأ على مساءلة تكريتي. بالطبع ليس احتراما للقب ولا تبجيلا له بل لان من يحملون اللقب، وهم من ارتبط بمشنوق العوجة الاغبر، دمويون، قتلة واوغاد يخشى شرهم ولا يؤمن غدرهم.

ولأن مسألة الالقاب اصبحت مصدر رزق للنصابين والمحتالين والضاحكين على الذقون، ولكثرة شكاوى الناس وتذمرهم من سيطرة الالقاب على الشعب المسكين، صدر قرار حكومي بالغاء لام التعريف من اللقب العشائري فاصبح فلان التكريتي فلان تكريتي او فلان جنابي او جميلي من غير لام التعريف. لكن الخوف والتوجس والمهابة لم تفارق قلوب الناس او المسؤولين من غير حملة القاب العشائر المحظوظة الحاكمة.

اليوم لم تعد الدولة دولة العشيرة ولا القبيلة، ولم يعد للقب لا صولة ولا جولة ولا ذعر يضيق صدر المقابل ، فالقاب المسؤولين الكبار في المنصب بالطبع وليس بالخبرة او المعرفة او الكفاءة، مثل الملابس والازياء العراقية المتنوعة، متعددة مختلفة غير متجانسة ، لا تنحصر في قرية ولا مدينة ولا محافظة، ولا تحتكرها لا عشيرة ولا فخذ ولا قومية ولا طائفة، هي الفضيلة الوحيدة للمحاصصة على ما يبدو !!

ان اختلفت الدولة والحكومة في مظهرها العام عن تلك الدولة والحكومة التي خصخصها المقبور صدام وجعلها ملكا صرفا لاهل العوجة، فانها اي الدولة والحكومة العراقية الحالية وان اختلفت بالمظهر العام الا انها وفي خصائصها الجوهرية مشابهه الى تلك التي تتبعها الحكومات والدول الفاسدة ومنها حكومة البعث الصدامية.

وكما هو معروف، فان كل اولاد واخوان صدام واولاد عمه واقاربه حتى ابعدهم درجة يحتلون وظائف ومناصب عليا في الدولة وكذلك بالنسبة لعوائل واقارب كبار البعثيين من وزراء وكبار المدراء والسفراء.

لا ينظر في هذا التعيين الى كفاءة ولا مقدرة ولا الى شهادة بل الى الولاء لصدام اولا واخيرا.

وما اشبه اليوم بالبارحة

عبد الفلاح السوداني وزير التجارة، عضو حزب الدعوة الحاكم، حتى لو لم تأخذ بتلابيبه فضائح فساد وزارته، حتى لو لم يبدو عاريا في الشمس رغم مظلة نوري المالكي، حتى لو سار على خطا عمرو بن العاص لا يستحي من افتضاح عورته، فأي تبرير واي سبب يستطيع به اقناع الناس بنزاهة تعيين اخويه الاثنين في مناصب عليا في وزارته.؟

ليس وزير التجارة بإستثناء، فكل هؤلاء المسؤولين المتان الغلاظ، هؤلاء الاسلاميون الذين يدّعون النزاهة واتباع نهج الائمة في الشرف والأمانة والزهد يعينون اولادهم واخوانهم واقاربهم بأرقى المناصب واعلى الرتب، ولا يهم ان كان الشخص غبيا ام ذكيا كفوءاً ام غير كفوء، المهم انه ابن الوزير او اخوه او ابن عمه او اقاربه او من المتسترين عليه.

اننا نحتاج الى لجنة اجتثاث اخرى غير لجنة اجتثاث البعث، لجنة تجتث الطفيليات التي تعيش على امتصاص دماء العراقيين، تجتث العثث التي تأكل بكل الاسس التي تبنى عليها الدولة الحديثة، تجتث كل المعينين في مناصب او مراتب لا لكفاءة او مقدرة بل لانهم ابناء او بنات او اخوان او اخوات او اقارب او احباب او خلان السيد المسؤول.
 


 

free web counter