| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

 

السبت 12/5/ 2007

 

 


الفساد يبدأ في راس السمكة ثم الذيل


مالوم ابو رغيف

انعدام الامن هي حجة الحكومة عندما تُنتقد وتواجه بعجزها وتقصيرها بتوفير الخدمات الاساسية الضرورية للناس والتي من غيرها يشعر العراقي انه يعيش في القرون الوسطى. ما تقوله الحكومة صحيح ، فالامن ضروري للجميع، من اكبر راس في الدولة الى اصغر مواطن. الرؤوس الكبيرة، والجيوب الثقيلة، ينعمان بالامن والنغنغة والترف الزائد عن الحاجة، فقد تهطلت كروشهم وكبرت لغالغهم وتضخمت روؤسهم وثقلت انفاسهم، وبدوا وكأنهم غرباء حتى عن انفسهم فلا يعرفونها لو انهم قارنوا احوالهم وصورهم القديمة بأحوالهم وبصورهم الجديدة،. نادرا ما تحدث بعض الاختراقات والمنغصات فتفسد تدابيرهم الامنية وخططهم الوقائية، بالطبع بتآمر واضح من رؤوس كبيرة، يتهمونها، لكن بسياسة اياك اعني واسمعي يا جارة، فيسارعون الى حماية انفسهم ليس بالعسكريين العراقيين، بل بشركات حماية اجنبية، يدفعون لها بالدولار، فكيف يوفر الامن لشعبه من يحمي نفسه بشركات اجنبية.؟ وكيف للناس ان تثق بالجيش والشرطة والمسؤولين الكبار لا يثقون بهم ولا بمقدرتهم على حمايتهم ، يعني الجيش والشرطة العراقية درجة ثالثة لحماية الشعب المسكين الذي اصبح من دون درجة في سلم اوليات ادعياء الله الصالحين والباحثين عن رضا الله الافتراضي وليس عن رضا الناس.

ومع ان الحمايات والحروز والادعية والنذور ترافقهم، الا انهم قليلو الحركة بالعام ، اما في الخاص، في مواسم معينة فتكثر حركتهم، مثلما تكثر حركة بعض الهوام في بعض فصول السنة، اصحابنا تكثر حركاتهم في المناسبات الدينية او التجارية، في مواسم الحج والعمرة والزيارة، في المعارض الدولية لاعمار العراق!! في مؤتمرات التسول والتوسل لاطفاء الديون القديمة واشعال ديون جديدة ستحرقنا وتحرق من يأتي بعدنا ، في الاعمال والصفقات التجارية، وكذلك حركات المجاملات والتوددات السياسية، بعض الاحيان يرحلون كالطيور المهاجرة، دفعة واحدة، لا يبقى منهم طير واحد، مثل اعضاء البرلمان الذين يودون التمتع بإجازة مدة شهرين، واجازة مدة شهر لصيام رمضان، و شهر اخر لعاشور، واجازة ما تكفي للحج والعيد والعمرة وتوابعهما، ناهيك عن الذين عششوا في عمان في قصورهم وفللهم المخملية .

واذا كانت في الحركة بركة مثل ما يفيد القول المأثور، فإننا لم نرى بركة في تحركات ولا حركات، فالناس لا تعبر عليها حركات المسؤولين مثلما لا تعبر على اي فطير عراقي مهما كانت درجة فطارته او لااباليته او اهماله.

اقول اذا كانت الخدمات لا تتحقق الا بتوفير الامن، فلماذا لا تنشط الحكومة في توفير الامن، هل هي عاجزة عن ذلك، اذن لتقل بصراحة.؟

وما هي المشاريع التي حققتها للمواطن حتى نقول انهم حريصون على كرامة وحرية ومعيشة المواطن العراقي.؟

لا نود ان نعيد السؤال عن المناطق التي يتوفر فيها الامن وتقع بشكل كامل تحت سلطة الاحزاب الاسلامية الحاكمة على تنوعاتها، فماذا تحقق فيها وما الذي انجز.؟، ولماذا يموت الاطفال العراقيون من المياه الملوثة.؟

هل مات اي طفل لهؤلاء المسؤولين الحكوميين او المسؤولين الدينيين نتيجة شرب المياه الملوثة.؟ هل عرت نسائهم، هل جاع اطفالهم ام وقفوا في الشوارع يبعون الماء واكياس النايلون ام بحثوا في المزابل عن ما يقوتهم.؟

في البلاد التي يبحث اطفالها في المزابل والنفايات عن ما يقوتهم، ويتقاضى فيها البرلمانيون ورجال الحكومة الاف الدولارات، بينما يموت الناس في الطرقات جوعا او قتلا، فإن نظام هذه البلاد الديني و الحكومي هو نظام فاسد، الفساد يبدأ في راس السمكة قبل ان يصل الى ذيلها.

فاذا كانوا يحرصون على اطفالهم وعلى عوائلهم ويدّعون حرصهم على العراق وعلى اهله ولهذا الادعاء أُنتخبت قوائمهم، فلماذا يحنثون بوعدهم ويكسرون كلمتهم ويعصون الله الذي اوصاهم بحب لاخيك ما تحب لنفسك.؟

لقد وجدت الحكومة والمسؤولون والبرلمانيون في الارهاب حجة وذريعة لعدم اهتمامهم بالشعب، فهدر الاموال وعدم ترشيد الانفاق والرواتب العالية جدا جدا والامتيازات والنثريات والاكراميات والمخصصات والحمايات والفساد الاداري والوظيفي بحيث تدفع رواتب لالاف الاسماء الوهمية المعينة من قبل هذا المدير او الوزير او اي مسؤول اخر، ويتم تهريب النفط والثروات وعقد الصفقات الخاسرة والتلاعب بالمال العام، وهي سياسة متبعة للحكومات العاجزة غير الحريصة على الناس ولا على راحتهم، سياسة تعتمد على شراء الضمائر وعلى الارضاء والمحاصصة لايهام الناس بوحدة وطنية مدفوعة الثمن بالطبع، لا ننسى ما لتخريب الارهاب والمقاومة الشريفة شرف حسنة ملص وصابرين الجنابي من تأثير كبير على مجمل الاوضاع، وكذلك ما يحدثه مسوقوا المقاومة وملمعوا وجهها البشع العاهر الداعر، من لغط وصخب طائفي مقيت خبيث يعطي الحكومة ذريعة التملص من المحاسبة والتحجج في الارهاب كجواب قطعي ورد فوري للمطالب الشعبية بتحسين الاوضاع.