| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

 

الأحد 12 /11/ 2006

 

 

لا تغلقوا الجلسة دعونا نرى نوع الغسيل!!

 

مالوم ابو رغيف

للمرة الثانية تقرر رئاسة البرلمان ان تكون الجلسة مغلقة، وليس من تفسيير لهذا الاغلاق سوى ما ورد على لسان نائب رئيس البرلمان العراقي السيد خالد العطية بأن الجلسة قد تتطرق الى امور غاية في الحساسية. وهذا تبرير ساذج مردود.

لم يعد سرا بأن بعض من يجلس بالبرلمان له ارتباطات بالارهابيين من وهابيين وسلفيين وبعثيين، يرتبطون معهم بالمخططات والشعارات والبرامج والاهداف. لقد صرح بذلك اكثر من نائب برلماني واصبح حديث الناس، بل ان هؤلاء لا يخفون انفسهم ولا يتبعون التقية، انهم يطلقون على الارهابيين لقب المقاومة ويبررون اجرامها ويتكلمون عن مظلوميتها، بكوا بدل الدموع دما عندما حكم على قائدهم الارعن صدام بالاعدام ، هددوا برفع السلاح ومشاركة الارهاب جرائمه للوصول الى اهداف شريرة غير شريفة، اهداف اسموها الموازنة، اي اعادة محاصصة وفق نسب توافقية في كل دوائر الدولة ومؤسساتها، في وقت يعيبون على الحكومة بنائها على مبدأ المحاصصة نفسها التي يريدونها ان تتسع الان وتشمل من اصغر منصب الى اعلى منصب. هؤلاء، وما ان يخرجون من البرلمان حتى تعرف كل اسرار الجلسات ونوع المنقاشات وماهية القرارات، ستصل الاخبار الى كل عصابات الجريمة المنظمة وغير المنظمة، لا احد يستطيع محاسبتهم ، فلهم جهاز حصانة يحميهم ويجعلهم متكيفين مع اي دواء وعلاج ، فهم باكتريا تعرف مضادها، وان هي متأكدة لحد الان ان لا عمل ولا فعل ولا رد فعل ينتج من جسم اصيب بالشلل والترهل والوهم.

فعن من سيخفون هذه الاسرار ان وجدت.؟

اذن ليس المقصود ان تكون الجلسة مغلقة لتفويت الامر على الارهاب، فالارهاب له اكثر من عين واذن داخل البرلمان وخارجه.

الناس هي التي يجب ان لا تعرف. الشعب المسكين الذي تحّمل كل هذه المساوئ وكل هذه الافكار المترهلة وكل هذا الظلم والفقر وتحدى بصدور عارية كل سكاكين الاجرام وكانت اثابته ان يأكل ويشرب ويثري حفنة من برلمانيي صبحكم الله بالخبر ويجوع ويقتل ويفقر هو.

اما اذا كانت المحاججة هي ان الجلسة قد تكون بدم حار يفقد فيها البرلمانيون وقارهم المزيف ويتحولون الى صبيان شوارع وينهالوا بعضهم على البعض الاخر بالشتائم والسباب، فأن ذلك ليس بسبب لغلق الجلسة.

لقد تعودنا على هذا السباب وهذه الشتائم ، أكان في البرلمان او خارجه، يكفي ان السيد المشهداني لوح بحذائه كألة واجراء لضرب اي قانون ديمقراطي لا تنص عليه الشريعة الاسلامية.

في خارج البرلمان بلغ الامر اكثر من الشتائم ، بل اتهامات وتخوين وتعريض بالوطنية و اتهام بالعاملة لدولة اجنبية، ووصموا الجميع بالصفوية او عملاء وجيف الاحتلال وادواته.

فهل سيصل الامر في البرلمان الى اكثر من هذا الامر.؟

ان وصل الى اكثر من هذه الشتائم ، فينبغي ان لا يشار الى البرلمان بأنه مجلس النواب بل مقهى النواب.

البرلمان هو عين الشعب، هو حارس مصالحه ، هو محاسب ومراقب للحكومة واجراءاتها التنفيذية ونقدها وانتقادها ان هي قصرت او اهملت او توانت عن اداء مهماتها، لا يجاريها ولا يكون خادم لها ولا يعرقل اعمالها ان كان القصد من هذه الاعمال خدمة الناس. فلماذا تصر الرئاسة على ان تكون عين الشعب عوراء او عمياء.؟

كيف يرى الشعب امكانيات وقابليات من انتخبهم واوصلهم الى كراسي النوم في برلمان العافية والصحة والراحة، وكيف له ان يقيم اعمالهم ويبدي رأيه بهم ، ان كانت الجلسات المهمة التي في الاوقات الحساسة يسدل عليها الستار وتغلق النوافذ والابواب في وقت يقتل ويخطف ويذبح ويسلخ فيه العشرات في اليوم الواحد.؟

على ما يبدو ان الغسيل البرلماني والحكومي والأمني وسخا قذرا الى درجة لا تنفع معه كل مساحيق التنظيف لتطهيره و تعقيمه او ايهام الناس بنظافته ونصاعة بياضه، فالقلوب السوداء والايادي الحمراء والضمائر الميته والايادي اللئيمة من جماعات من غشنا فهو منا ، ستولد بعدم اباليتها واهمالها وعدم تعاملها مع الامور بجدية وانعدام قدرتها واستخفافها بحياة الناس ستولد صدمة ورعب عند الناس اكثر من حرب Shock & Owe