| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

 

الثلاثاء 12/9/ 2006

 

 

القاضي العامري( رزكار الثاني)

 

مالوم ابو رغيف

خطأ سار عليه الناس والقضاة والمحامون دون تصحيح ولا تدقيق، خطأ شائع يردده الجميع ويدعي معرفته ويتمسك به كما يتمسك المؤمن بالعروة الوثقى. المتهم برئ حتى تثبت ادانته، هكذا يردد محامي صدام وهكذا ردد القاضي رزكار وهكذا يردد القاضي البارد العامري، وكل من هب ودب ونطق وادعى معرفة بالقضاء.

لكن ان قلت برئ فأنت في حينها نطقت بحكم البراءة قبل ان تحاكمه وتناسيت انه في قفص الاتهام مساقا بتهمة قد تثبت او قد تزول عنه.. فالبراءة مثل التجريم حكم.

يمكن ان يقال عنه برئ حتى تثبت ادانته في مرحلة التحقيق، في مرحلة جمع الادلة والمستمسكات والشهود ودراسة ملابسات القضية، ويكون موقوفا على ذمة التحقيق. عندما يقتنع المحقق بالتهمة الموجه لشخص ما حينها لن يكون بريئا حتى تثبت ادانته، ولا مذنبا حتى تثبت براءته، انما متهما حتى تثبت ادانته او براءته. فالاتهام هي حالة بين البراءة وبين التجريم، والبرئ لا يحق لاحد ايقافه ومصادرة حريته الا على ذمة التحقيق لفترة معينة يحددها القانون المعين لدولة ما.

الاستثناء الوحيد في قضية الاتهام هو ان الشك يفسر لصالح المتهم وليس لصالح المشتكي..في حالة الجرمية العادية، الجريمة الفردية، من لا تكون ضده ادلة ومستمسكات مادية ثبوتية انما ادلة ظرفية.

صدام متهم، وليس متهما عادي. من تهمته الجرائم ضد الانسانية، من تهمته الابادة الجماعية، من تهمته قتل الطبيعة بمن عليها من حيوانات وطيور واشجار وانهار وبشر بالغازات الكيمياوية، لا يمكن ان يُقال عنه برئ حتى تثبت ادانته، من يقولها ساذج احمق، وان نص القانون على ذلك فأحمق من كتب القانون، وعلى الحقوقيون تغييره بأسرع وقت لانه يتناقض مع روح العدالة ومع المنطق ايضا.

قضاتنا ضحايا لحملة اعلامية عربية وعالمية مشوهه، وقع القضاة جرائها على الرؤوس ولم ينهضوا على اقدامهم مرة اخرى. حملة قال فيها المرتزقة العرب والاجانب ان محاكمة صدام سوف لن تكون عادلة، وان القضاة العراقيين ليس مؤهلين لمثل هذه المحاكمة ولا القانون العراقي نفسه صالح ليحاكم اشخاصا مثل صدام وجلاوزته. ولكي يثبت رجال القضاء العراقي للعربان والانظمة العربية المحنطة قدرتهم ومقدرتهم والتزامهم بقواعد القانون الدولي ومبدأ قال الشاعر عنه

                قتل امرء في غابة جريمة لا تغتفر
                                                    وقتل شعب كامل مسألة فيها نظر


، راحوا يجاملون المجرميين ويسمحون لهم بأهانة الشهود، واهانة الضحايا والاستهزاء على حوادث الرعب والهول المفزع. عملوا بالمثل العراقي القائل ,, شيم المعيدي واخذ عباءته,, فكانوا معدانا سلب منهم العربان روب القضاء الاسود ولا نقول البسوهم البردعة احتراما.

اكان في جريمة الدجيل او في ام الجرائم الانفال وقصف حلبجة بالاسلحة الكيمياوية، لا تنقص ادلة الاثبات، ليس المادية فقط بل اعترافات المجرمين انفسهم بأن الحوادث قد وقعت بالفعل، فلا مجال للانكار، فكل شئ يشهد عليهم الانسان والطبيعة، فلم يعد الانسان مثل ما كان ولم ترجع الطبيعة الى سابق عهدها، ولا سبيل لاخفاء المقابر الجماعية. وكل هذا يعرفه قاضينا البارد كبرودة قالب ثلج عزت الدوري ومع هذا يجاملهم بكل بلاهة بالقول انه ابرياء حتى تثبت ادانتهم وان جريمة الانفال لم تثبت بعد.

القضية هي، هل يحق لهذه السلالة المنحطة من ال العوجة وجلاوزتهم الحق بقتل هذا العدد الهائل بحجة تمرد او عصيان.؟

كيف يكون الطفل من العصاة.؟

وهل النساء الكورديات كانوا من البيشمركة ايضا ليستحقن القتل بالاسلحة الكيمياوية او تطمر العائلة برجالها ونساءها واطفالها وهم على قيد الحياة.؟

كيف يستطيع هذا القاضي البائس الابتسام بوجه قاتل سادي وهو يسمع كل هذه المشاهد المفزعة التي لا تزال حية في دواخل رواتها ومن عايشها.؟

هذه هي القضية وجوهرها ولبها، هل يحق لاي كان قتل الانسان بهذه الوحشية والسادية الدموية مهما كانت الاسباب والدوافع وليس مناقشة الشهود من قبل ازلام النظام السابق وخدمه والذين يطلقون عليهم محاميي الدفاع.

ما يلفت النظر بكل جلسات المحاكمات من محكمة رزكار الى محكمة القاضي الجيد رؤوف رشيد الى محكمة قالب الثلج الجامد العامري، انهم اتخذوا موقفا متعنتا، متشنجا، متصلبا ازاء محاميي الحق الشخصي، وكأن هؤلاء ليس جزء من المحكمة وليس من حقهم لا السؤال الا بحدود لا يعرفها احد. وكأن الحق الشخصي غير متعلق بالجريمة..فكيف سيكون للمشتكي حقا شخصيا او تعويضا ان لم يجرم المتهم.؟

افليس من واجب محامي المشتكي اثبات الجرم على المتهم.؟

وهل يتسطيع الادعاء العام ان ينهض بهذه المهمة وحده دون جهود شخصية من المشتكي.؟

اولا يحق للمشتكي توكيل محامي للاخذ بحقه وحق الضحايا.؟

ولماذا كل هذا التسامح مع ازلام صدام وخدمه وصبيانه من محامي الدفاع والتعنت ضد محامي الدفاع.؟

لا يهمنا ان اعدم صدام او لم يعدم، هو مجرد جيفة قد بصق عليها التاريخ ، مجرد وساخة لا تستحق الا المزبلة، ما يهمنا ان يطلع العالم، كل العالم على ما جرى للانسان في العراق على يد مجرمين سادين لا زال اتباعهم يسفكون الدم العراقي بكل حقد ودناءة.