| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

الخميس 11/3/ 2010



ألا يتعظ هذا الرهط الاسلامي الفاسد!

مالوم ابو رغيف

كان السيد محمد بحر العلوم عضوا في مجلس الحكم عندما جمع حقائبه وولى وجهه شطر محافظة النجف غاضبا زعلانا معتصما محتجا.

الزعل الذي سكن قلب السيد واضاق خلقه وعكر مزاجه وهو الشيخ الكبير لم يكن من اجل اليتامى والمساكين وأبناء السبيل، ولا من اجل أبناء الشهداء المهملين ولا من اجل حقوق المساجين السياسيين، كل هذا الزعل والتذمر والإضراب كان من اجل ابنه الدكتور إبراهيم بحر العلوم. فالحكومة لم تستجب لمطالبه المتكررة والملحة بتعيين ولده إبراهيم وزيرا للنفط.

زعل السيد وإضرابه العام عن الكلام أثمر عن تعيين المحروس ابنه وزيرا للنفط في حكومة الجعفري الذي جعل عراقيته سكند هاند وأعلن انه سعودي ينحدر من قرية الاشيقر السعودية التي لا احد يعرف موقعا لها فوق الخارطة متملقا لآل سعود منتسبا لهم فلعله يحصل على دعمهم لشخصه الذليل.

رغم إن السيد بحر العلوم قد اعتزل السياسة وقرر الاعتكاف في النجف الاشرف مكتفيا براتب دسم ضخم بصفته عضوا في مجلس الحكم، إلا إن صلاته وعلاقته على ما يبدو لا تزال قائمة قوية متمرسة مؤثرة أو إن بعض العمائم المتنفذه قد آزرته وساندته في مساعيه للبحث عن سعادة أولاده، فقد أعلن قبل أيام عن تسمية ولده الثاني محمد حسين بحر العلوم كأول سفير عراقي في الكويت.

فيا لسعادة العائلة ويا لحبورها وغبطتها.

فالأب سيد معمم ، عضو سابق في مجلس الحكم والابن الأكبر وزير نفط سابق ومرشح لاحق والابن الثاني سفيرا..

بالطبع ليست عائلة السيد بحر العلوم هي استثناء، فبقية العوائل السياسية والدينية المتنفذة تنعم وترفل بالسعادة والبحبوحة والترف، وكأن إسقاط نظام صدام لم يأتي إلا لأجلها أو كأن أرحام النساء العراقيات عاجزات عن أن تأتي بمثل أزلامها، فمن بضع عوائل خاصة يتعين الوزراء والسفراء والمدراء وأعضاء البرلمان ونواب الرؤساء.

من غير النادر في العراق الذي تسيطر عليه أحزاب الإسلام السياسي أن تجد الابن والبنت يجلسان عن يمين ويسار الأب تحت قبة البرلمان، أو إن الأب وأبناءه وأولاد عمه وأولاد خالته وعمته يحتكرون وزارة أو مؤسسة ، فلا تخطأ مثلا إن قلت وزارة التجارة لصاحبها عبد الفلاح السوداني وأولاده . أو وزارة التربية لصاحبها ملا خضير واولاد عمه، أو إقطاعية الإخوان أسامة واثيل النجيفي وأقرباءهما.

إن سأل احد ما عن السبب: لماذا عندما يكون الأب أو الأخ مسؤول كبير تكون العائلة كلها من فصيلة المسؤولين!

سنسمع نفس الجواب الذي قالاه ذات يوم كل من حسني مبارك صاحب مصر و علي عبد الله صالح قعيد اليمن. لقد أجابا جواباً واحداً: ليس ذنب ابني إن يكون ابنا للرئيس فيحرم من رئاسة البلد، سيرشح نفسه وسيختاره الشعب والبرلمان ولا احد يستطيع حرمانه من ذلك.

ثار الناس على عثمان بن عفان لأنه وزع الثروات والأطيان والبساتين والمناصب على أقاربه، فقتلوه والقوا جثته مهملة في قارعة الطريق، لم يصلوا عليه ولم يدفنوه إلا خلسة .

أفلا يتعظ هذا الرهط الإسلامي الفاسد؟





 

 

free web counter