موقع الناس     http://al-nnas.com/

لماذا يطبل العرب لحرب اهلية

 

مالوم ابو رغيف

الثلاثاء 11 /4/ 2006

هل هي حرب اهلية ام هي ليست حربا اهلية، قد يبدو لاول وهلة انه جدل عقيم او مناقشة بيزنطية لا تملك الهدف ولا الغاية، فماذا يعني ان كانت حرب اهلية او سواها اذا كانت الناس تُقتل في كل مكان. لكن عند التروي ودراسة المحاولات العربية المحمومة التي لم تقتصر على الاعلام العربي الخبيث انما اشترك فيها رؤساء ووزراء ورؤساء احزاب عرب ومسلمون في تأكيد خبيث بان الحرب الاهلية في العراق قائمة على قدم وساق منذ زمن ليس بالقصير، سيتضح ان الامر ليس سيان وهناك فرق كبير بين الاقرار بوقوع حرب اهلية او نفي ذلك، وسيشتم المراقب لهذه الحملة الشنعاء الشعواء رائحة استخبارت مقرفة.

نحن نعلم كعراقيين ان ما يحدث في العراق هو ارهاب محظ تركزت جرائمه على مجموعة معينة من الناس ( الشيعة) ولكنه لم يستثنِ السنة من جحيمه وان بصورة اقل، اما الكورد فهم هدف اولي لدى هذه المجاميع الاجرامية متى ما استطاعواالوصول اليهم وكذلك المسييحين والايزدين والشبك والمندائيين، ونعرف ايضا ان من يقوم بهذه الاعمال الارهابية هم البعثيون، العرب، الوهابيون والسلفيون ( او التكفيريون حسب ما يطلق عليهم البعض هروبا من تبعات التعريف) اي مخلفات الحملة الايمانية.

اذن، ان مجموع الشعب واغلبيته بتنوعاتها المذهبية والدينية والقومية هي هدف لجرائم مجاميع ارهابية واضحة المعالم معلنة الاهداف معروفة التمويل ولاسناد.

الدول العربية تعي هذه الحقيقة تماما، وتعرف ان هدف من يطلقون على انفسهم المقاومة وتصفق لهم الشعوب العربية غباء وتمدهم الدول العربية والاسلامية بكل احتياجاتهم، هو نشر الخراب والدمار بكل جزء من ارض العراق، وان تمكنوا من مدينة ما، حولوها الى مسلخ بشري، واشاعوا الذعر والرعب بين سكانها.

فالحالة في العراق ليس كما وصفها سعود الفيصل بخبثه المعروف بان الحرب الاهلية تعني (الاهل يتحاربون) لان الارهاب ليس اهلا لاحد لا لسني ولا لشيعي، عربي او كوردي.

لكن لماذا يغمض العرب عيونهم عن الاعمال الشنيعة التي تقترفها مجاميع الارهاب المتوحشة ولا يرون المجازر والمذابح وقطع الرقاب وحرق الجثث والرقص فوقها والتمثيل بها وخطف الرهائن والمتاجرة بها وخطف النساء واغتصابهن، ثم وبكل سذاجة البدوي يقول سعود الفيصل ان الاهل يتحاربون ليؤكد كلام فهلوي مصر ابو سنون مخلعة بانها حرب اهلية. يسكت العرب ويغلقون افواههم ويعمون عيونهم عن كل هذه الافعال المشينة. لكن ان حدث ولو ربع مثل هذه الكبائر المهينة في اي بلد اخر غير العراق لما ترددو ولو للحظة واحدة بوصفها بالارهاب. وعندما تقوم القوات الامنية شرطة وجيش بمطاردة مجاميع البهائم السلفية وزمر التخريب البعثية يصرخون انها حرب طائفية موجهه ضد مكون معين. هي معزوفة الطائفية العروبية الحاقدة على كل من يحاول الخروج عن مسيرة الدكتاتورين الشموليين والقادة القوميين المهزومين لا يجيدون القراءة ولا الكتابة ولا الكلام واصبحوا مهزلة ومسخرة الناس اجمعين.

ان القول بالحرب الاهلية يهدف الى :

* رفع صفة الارهاب عن المجاميع الاجرامية واعتبار جرائمها رد فعل مبررة ومساوية للاعمال الدفاعية التي تتخذها القوى العراقية لدحر الارهاب.

*
التراجع التدريجي عن شعار ما اسموه العربان بالمقاومة بعد ان ادركوا ان هذا الشعار لا يعطيهم حق التدخل في الشأن العراقي لا سيما وهو يضعهم وجها لوجه امام اسيادهم الامريكيين الذين يخشونهم اكثر مما يخشون فضائحهم اولا، وثانيا لأنهم لا يمكنهم الاستمرار بتبرير السفالة الاجرامية الى ما لا نهاية، فبدأ مصطلح المقاومة يختفي تدريجيا من وسائل اعلامهم ليحل مكانه مصطلح ( مسلحون) والتأكيد على مذهبية الصراع وحصره بين السنة والشيعة فقط.

*
واذ لا يمكنهم عبر التطبيل للمقاومة التدخل المباشر في الشأن العراقي فأن التطبيل للحرب الاهلية يعطيهم كافة مبررات النيات الحسنة التي تقود الى الجحيم للتدخل المباشر، ليضهروا بمظهر العرباني الحريص على وحدة الامة العربية والاسلامية وسلامة الشعب العراقي.

الجانب الغالب على الصراع في العراق هوالجانب الطائفي القادم من مساجد دمجت الدين في السياسة وحولت ايات القرآن الى نظام داخلي لاحزاب لا تعرف غير لغة القتل وسفك الدماء، ومن اوكار استخبارتية عربية واجنبية تسعى للسيطرة على مقدرات الشعب العراقي ونهب ثوراته الوطنية والقضاء على اي توجه نحو الديمقراطية واحترام حقوق الانسان.

لذا تغدو مكافحة الارهاب ومحاربته والقضاء على بؤره الدينية، واجب واطني للجميع العراقيين بكل اطيافهم ومكوناتهم.

اما منظرو الحرب الاهلية، والقائلين بوجودها من السياسين العرب الخبثاء، ومن بعض العراقيين المغفليين او اللئماء، فان ما يزرعونه اليوم سيحصدوه هزيمة منكرة في مستقبل لن يكون بعيدا.