| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

 

الثلاثاء 10/1/ 2006

 

 

 

تنحوا عن السلطة لا يرحمكم الله

 

مالوم ابو رغيف

الحالة المأساوية التي يعيشها العراقيون سببها غياب الصراحة والشجاعة.

اما الصراحة فهي فضيحة الفضائح ،لانها تشمل الجميع ،وينطبق عليها قول الشاعر كلك عوارات وللناس ألسن . لذلك يضطر اصحاب القرار الى السكوت والتزام الصمت ، فلهم مآخذهم وعيوبهم وعليهم مسكات ومستمسكات ، فلو كانوا خالين لما التزموا الصمت المطلق ،لا أعني الذين هم خارج العملية السياسية ، فهؤلاء لا يهمهم شئ ولا يخجلون من شئ ، بل هم من يستخدم سلاح التشهير تهديدا بكشف الغطاء عن الدرن والاوساخ ، سلاحا بوجه من يخاف على منصبه وعلى مركزه وعلى موقفه القانوني . والا لماذا تصمت الحكومة والاحزاب السياسية عن الاختلاسات والسرقات والتهريب والصفقات البائسة.؟ واين هي الادلة والمعطيات التي على اساسها كثر الطعن واللعن والاضرار بالسمعة حتى اصبحت مثل الغربال مليئة بالثقوب والعيوب والرزايا.؟

اذن من يعرف ويسكت مشابه للوضيع ومتهم بنفس الوقت بالسقوط ، فالشريف لا يسكت والشجاع لا يهاب والوطني لا يتنازل .

فهل نعيش في دولة عميان وطرشان وبلهاء بحيث يُهرب النفط بصهاريج تتسع لالاف الاطنان وتمر بمدن عامرة بالسكان يقف الحرس الوطني والشرطة والجيش على مداخلها ومخارجها ثم تمر بسلامة من دون سؤال ولا جهد للحصول على جواب وبعدها تقطع البراري والقفار لتصل الى مقصدها بكامل حمولتها لا ينقص منها قطرة واحدة من النفط .؟ وهل من المعقول التصديق ان بواخر عملاقة تقف في مرافئ البصرة لتتحمل بالبترول ومشتقاته ثم تغادر برعاية الله وحفظه الى مثواها في جنات الامارات او ايران او اي من البلدان سالمة غانمة.؟ ومن هم الذين حملوها وحرسوها وامنوا لها الاتصالات والعمولات والادارات ،هل هم من الملائكة الصالحين الذين لا يراهم احد ولا يعرف خبرهم احد على اعدادهم الغفيرة وثرواتهم التي تفضحهم وتدل عليهم .؟ وكم من مرة يلقي القبض على المهربين وتصادر صهاريجهم وبواخرهم ،هكذا تقول الاخبار وهكذا تصرح وزارة الداخلية ، فأين وصل التحقيق معهم ومن هم المتورطون وما هي مناصبهم ومراكزهم واين يسكنون ومع من يرتبطون وما هي شبكاتهم وكيف يديرونها .؟وما هي اسمائهم .؟ واين الشفافية التي تتراقص على السنتكم التي لا تطلق الا بالباطل ؟ لا حس ولا خبر ولا جملة ولا كلمة عن هذا كله ، لا نسمع الا اتهامات للمهربيين والارهابيين وكأنهم افرادا مجهولين حتى بعد القاء القبض عليهم ،لا يرتبطون باحد ، من تجار المفرد ، وليس هناك من يمولهم او يشرف عليهم . وهذا يدل على ان مسؤولين كبار في الدولة لهم هذه الارتباطات ويجدون في مناخات الارهاب والخوف فرصة للاثراء غير المشروع .وما يقولونه ويصرحون به لا يمثل الحقيقة ولا يمت لها بصلة ، فأن عرفوا وسكتوا فهم أبالسة ملاعين ، وحرامية محترفين ، أكانوا وزراء ورجال دين وضباط شرطة وجيش ورجال أمن وإستخبارات.. وهم من يدير هذه الشبكات ويشرف عليها وكل عليه نقيصة و مأخذ تشهر بوجهه سلاحا إبتزازيا تقعده عن الفعل وتشل إرادته فلا يمكنه الا إطباق الشفاه وربط اللسان ومد الايادي القذرة لسرقة أموال المواطنين الذي هو ليس منهم . لا إستثناء ولا قدسية أكانوا في جمعية الله بالخير الوطنية أو وزراء في الحكومة العراقية أو أحزاب معارضة أو غير معارضة... كلهم من نفس الفصيلة.. فأما جبناء وهم في هذه الحالة لا في العير ولا في النفير ، صغارأواقزاما وإن كبر شأنهم وعظم مركزهم ، وأما مضاربين بأرواح الناس وأموالهم ومستقبلهم ينتهزون الفرصة لعقد صفقة ما ليتربعوا على كراسي الحكم ثم المشاركة بالفرهود ، وأما متورطين ويخافون الفضيحة فلا يستحقون الا الاحتقار والازدراء .

وما يقُال عن شبكات التهريب ينطبق أيضا على شبكات الارهاب ، فهؤلاء الارهابيون معروفون بالاسماء أو في الالقاب أو في المدن أو بالارتباطات . الا نعرف مثلا بأن الخرف عدنان الدليمي وخلف العليان أوطاه الله أكثر مما هو واطي ، لهما ارتباطات وتنسيقات مع الارهابين في الداخل والخارج.؟ هل يُعقل ان الناس تعرف كل هذا بينما الحكومة والاحزاب العراقية تتوسل اليهم كي يشاركوا بالعملية السياسية وهم متأكدون من ان هؤلاء هم الواجهة العلنية لنشاط المجرمين والذباحين والقتلة والمنحرفين.؟

هل يمكن لنا ان نمني النفس بحياة سياسية هادئة وديمقراطية بإشراك الارهابيين بها لا لسبب الا لانهم يمثلون حفنة من السنة .

وماذا يعني السنة . هل حقا هو تعبير ديني ام انه تعبير قومي .؟ فاذا كان ديني فأي دين هذا الذي لا تنسجم اجزاءه ويتقاتل معتنقيه ويتذابح مؤمنيه.؟

اي دين هذا الذي على اساسه يمكن لنا ان نبني دولة ونكتب قانونا لا يتعارض مع احكامه ،بينما احكامه وسيلة عند البعض لقتل الانسان.

واذا كان دينهم او مذهبهم يجيز لهم قتل الانسان بحجة الوطنية او حجة الاشراك بالله او بحجة الشعوبية ، فاي جامع لنا معهم واي رابط يربطنا معهم ..فلماذا لا يقول رجال الدين المنافقون ذلك ويعلنوها صراحة باننا لا نستطيع العيش مع هذا الصنف من التدين.؟

من يعتقد غير ذلك ومن يؤمن بالاخوة الاسلامية فهو واهم الى درجة المهزلة ،فاي اخ يستبيح دم اخاه لانه يخالفه بالملبس او بالاعتقاد السياسي او الايمان الديني.؟ واي وهم هذا الذي يجمعنا مع مسلمي السعودية او مع من يسكن العراق ويؤمن بمبدأهم وهم حتى في خطبة الحج يصرحون علنا وامام الملايين بان طلب الشفاعة والبكاء على القبور واداء الزيارات هو شرك بالله.؟وان غير المسلمين كفار فجار ، فهل هم المسؤولون عن الله ام الله هو المسؤول عن الجميع.؟

وماذا عن المقاومة التي لا تقتل العراقيين ،اهي شريفة ووطنية حقا ام انها سافلة ومنحطة .؟ فهل يمكن احترام من يدعوا الناس لحمايته ومساعدته في بناء جيشه وقوى شرطته وامنه وبناء بلاده ثم يعتبر من يقتلهم شريفا ووطنيا .؟ ولو قلنا انه اجتهاد منهم قد ساقهم اليه تحليلهم الخاطئ ،فكيف لنا التفريق بين الدم العراقي والدم الاجنبي اليس للدم لونا واحدا .؟اليس الالم الانساني له توجعا واحدا.؟ اليس صرخة الام على ولدها وعلى زوجها لها نفس الحشرجة والمعاناة.؟

هل تخدعونا ام تخدعون انفسكم .؟ نعرف ان من يقتل الامريكي والهولندي والياباني والايطالي هو نفسه من يقتل العراقي وهو نفسه من يخرب ويفجر . قليلا من الشجاعة ايها البائسون وقولوا لا يمكن العيش مع قاتل ولا مع مجرم ولا مع ذباح . لا ثقة بهم ولا اطمئنان اليهم . فمن يقتل يملك شهوة سفك الدماء ، يدمن عليه ولا يستطيع منه خلاصا ولا مناصا. من يقتل مرة لا يتورع عن الاخرى ، الارهابيين يُطلق سراحهم ثم يُلقى القبض عليهم ثم يُطلق سراحهم ويعودون . فمن اطلق سراحهم واي جهة تتحمل المسؤلية ، اكل هذه الفضائح ولا مفتضح ولا مفضوح واحد.؟

نعرف ان الدم العراقي المراق على ارصفة الشوارع اصبح رخيصا جدا ، دعايات حزبية وانتخابية مجانية ، ملايين الدولارات لوسائل الاعلام من اجل الضحك على ذقون الناس واستغلال حاجتهم للامن والامان ، فليتخلوا عن اي شئ ،عن مطالبهم الانسانية وليناموا ليلة من دون قتل ،اصبح هذا كل مبتغاهم ،عار عليكم والف عار ، وسحقا لكم والف سحق وتبت اياديكم . لقد حولتم الانسان العراقي الى متشرد في وطنه رفعتم عنه سقفه وغطاءه وظل عرضة لرصاص ينهال عليه كالمطر. الا تستحون اخزاكم الله ولا كثر من امثالكم . هل تسرون ان تكون الامنية الاولى والوحيدة للمواطن العراقي هي ان يكون امنا في بيته.؟

بلد مواطنيه لا ينشدون شيئا الا الرحمة من قاتليهم ،والامن والامان لذويهم ،هذا البلد لا يحكمه احرار. فالاحرار عندما يحكمون يمنحون الحرية والخير والعدالة والاطمئان لاهله....

فتنحوا عن السلطة فقد ثبت هزالكم