| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

ميسون نعيم الرومي

 

 

الثلاثاء 8/2/ 2011

     

الى متى يا بلدي....الى متى حبيبي

ميسون نعيم الرومي

منذ مايقارب الثمان سنوات ، والجرائم البشعة التي تنال مختلف اطياف الشعب العراقي بازدياد مستمر ، وليس هناك شعاع امل تتطلع اليه عيون شعبنا المنكوب ، الذي قاسى ويقاسي الأمرّين منذ انقلاب 8 شباط الأسود من سـَـنة 1963 ، وسيطرة القوى الغاشمة المجرمة على رقاب شعبنا ، وبدء التصفية لخيرة شبابه... وبابشع الاساليب اللاإنسانية .

لقد كان العراق كما يعرفه كل مثقف ، طليعة لدول المنطقة في كل الميادين الحياتية !....سبـّـاقا لنشر العلم ، والمعرفة ... والأفكار الـحـرّة الخيرة مما أرعب الدول الطامعة في هذا البلد العملاق , فقررت وأد شعبه ، وكل الأفكار الإنسانية لضمان مصالحها ، ومن ثم هيمنتها على مصادر خيراته ، والثروات في العالم .

إن الشبيبة العراقية كانت أداة التغيير التي تتطلع لها عيون الجماهير في كل المنطقة العربية , فاختير لها ابشع دكتاتور تفنن في القتل والإبادة ! بـدءً من إشعال الحروب الغاشمة التي راح ضحيتها مئات الألوف من نساءِ ، ورجال ، وشباب بعمر الزهور الى أبشع انواع الفتك والإرهاب بكافة فنونه ، من تعذيب وتنكيل ، وهتك الأعراض والحرمات ، وإذابة مناضليه بأحواض التيزاب ، ومقابرجماعية ...إلى مصادرة عراقِـيـّـةِ فئة كبيرة منه ، وإغـتيال حياة وأرواح أولادهم وأموالهم ، ورميهم خارج الحدود بوحشية تتنافى وأبسط القواعد الإنسانية والأخلاقية والقانونية... وكثير غيرها من جرائم مرعبه ، تقشعر منها الأبـدان ، ويقف عاجزا عندها القلم ، ويندى لها الجبين .

ازيح ذلك الدكتاتور بعد أن دفع شعبنا الكثير ، الكثير ...هلـّـل الشعب لتحقيق حلمه ، للعيش في حياة كريمة طال انتظارها ...! رحل الدكتاتور.... وبقيت أذناب دولته السرية المجرمة لإكمال الدورالجبان الذي رسم لها بإبادة ما تبقى ، وبأيدي عناصر مجرمة عاشت على فتات أسيادهـا البغاة ...استمر القتل الجماعي بوسائل جديدة ... سيارات مفخخة ..أحزمة ناسفة ..متفجرات لاصقة ..سلب ارواح المثقفين الذين رفضوا التهجير ، والإلتحاق بملايين من الشعب الذي فـَر من قبلهم

بتخطيط شنيع ، ومنهج مدروس ، وأجندة معروفة تستهدف مصادرة الحرية ، والديمقراطية والحياة الكريمة لبلدٍ ، أولاده جياع معوزين ، تفتك بأطفاله أمراض مميتة سبـّـبتها بقايا أسلحة ونفايات نووية تركت مكشوفة ، لتهدي الموت والمرض والخراب ، وتنشر العقم ، و الحزن واللوعة لأمهات يتلهفن لوليد مـعـافى .

طائفية مقيتة وجهل مطبق ، وتقاليد تمارس باساليب غير حضارية لم تكن موجودة ومعهودة حتى في سالف وغابر العصور تغذيها منهجية مدروسة بخبث لقتل كل جميل وحضاري وانساني لإغراق هذا البلد بدروب ومتاهات الجهل والتخلف والضياع

تبا لهـُـم ... فرائحة الموت تنتشر في بلدي الحبيب ، من كل ، وفي كل مرفق ، لتطال كل فئات شعبي الصابر المظلوم .

واليوم يتوجـّـون أعمالهم بجريمة بشعة جديدة ، جريمة تمارس ضد النساء , وكما تناقلتها وسائل الاعلام المقروءة وعن شهود عيان من أن هناك عصابات تقتحم البيوت ، وتحت حماية وأنظار الشرطة لتقتل النساء الصابرات اللواتي اختطف منهن الزوج والإبن والأخ والقريب والمعين ، وسُرقت منهن الفرحة ! لقـد قرر المجرمون أن يزداد عدد الاطفال المشردّين من خلال سلبهم ملاذهم الآمن ، ليضيعوا في متاهات التشرد ، لتنهشهم مخالب الجريمة ، وعوادي الزمن .

لقد قرر الطغاة ..... اغتيال كل جميل الماضي بماضيه ، والحاضر بمعانيه ، والمستقبل بأمانيـه

فهل يرضيك يا بلدي يا حبيبي هذا الذي نحن فيه ؟.

والحال الذي نحن عليه ؟

انك لم تعتد السكوت ، ولن ترتضي الخنوع ، وتأبى الذل ، وترفض الهوان

إنهض فـديتـك روحي ، إنهض ، يدا بيد مع الركب الثائر ، لنسمع صوتك الهادر

ان الحقوق تنتزع ولا تهدى

 


8 / شبـاط / 2011
 

free web counter