| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ميسون نعيم الرومي

 

 

 

 

                                                                                          الأثنين 23/5/ 2011

 

انا الطفل ... انا العراق

ميسون نعـيم الـرومي

يحتفل العالم في الاول من حزيران بعيد الطفل العالمي , لتعزيز الضمانات الدولية المفروضة لحماية الطفل واسعاده , وتوثيق حقه في حياة كريمة مرفهة بمستوى نفسي وصحي وثقافي متطور , خالية من الاستغلال والعنف , لخلق جيل جديد هو فخر للشعوب , و تبنى به الاوطان .

اما اطفال العراق فهم لايجدون الرعاية من قبل الدولة كما اوصى بها الدستورالعراقي الذي ينص على حماية الطفولة وتامين الحياة الكريمة لهم , انهم يعانون الاهمال والحرمان في جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والتربوية والثقافية .

لقد ازدادت محنة العراق خلال الحكم الدكتاتوري الدموي وفتكه بالالاف من افراد الشعب اضافة الى اشعاله الحروب الرعناء التي راح ضحيتها اعداد لا تحصى من الاباء والابناء , نال الاطفال الحيف الاكبر من البؤس والشقاء والعوز والحرمان والتشرد .. تيتم ملايين من اطفال العراق..اضافة الى فقدانهم المعيل وجدوا انفسم مسؤولين عن اعالة عوائلهم المنكوبة ..أمهات خاليات الوفاض حائرات منكوبات واخوة اصغر سنا يتضورون جوعا بعد ان بيع اخر موجودات البيوت وحتى الفراش وابواب البيت وشبابيكه , عندها هام ملايين الايتام في الشوارع علهم يجدون ما يسد لهم ولعوائلهم رمقا , فلم يجدوا الا مهن رثة يكسبون منها ملاليما قليية وفيض من الذل والمهانة والضياع .

سقطت الدكتاتوية وتوالت الازمات على العراق واهلة , فمن دوامات الحروب الغاشمة الى طائفية مقيتة , تهجير قسري , ارهاب مجرم ينشر الموت والدمار والخراب والرعب والفزع . نسفت بيوتا و قتلت عوائلا وتعوق اطفال وشرد الاف اخر . غصت الشوارع بالمشردين والايتام الذين فقدوا ذويهم , وهاموا في الدروب والطرقات حاملين الاحزان وصور بشعة لما مر بهم من موت ودمار , خوف , جوع , مرض , اضطرابات نفسية , ضياع ;حرمان بكافة الوانه واشكاله ليصبحوا فريسة بيد الوحوش الآدمية فيتعرضون لابشع الجرائم الا انسانية كالتحرش الجنسي والاغتصاب والمتاجرة بهم واستغلالهم في العمليات الارهابية المختلفة ...

الاطفال اليتامى الذين فقدوا الرعاية والتوجيه المحرومون من المدارس التائهون في الشوارع والطرقات يعتاشون على التسول وياكلون من المزابل , انتشرت بينهم المخدرات المدمرة بانواعها .
الاطفال رجال الغد مستقبل العراق { بلد الخير والثروات } جيوش منهم يعانون سوء التغذية ويعيشون دون مستوى خط الفقر واخرون يصارعون مرض سرطان الدم {اللوكيميا } الذي ابتلى به فلذات الاكباد{ نتيجة للاسلحة التي استخدم بها اليورانيوم المنضب خلال حرب الخليج وتركت مكشوفة لتنشرالمرض والموت } تزدحم بهم مستشفيات بائسة عفى عليها الزمن تفتقر الى ابسط المستلزمات الانسانية والطبية والادوية , تشكو قلة الاطباء الذين اما قتلوا او اجبروا على ترك البلد بقوة السلاح .

محن ومصائب لا تحصى ولا تعد, كم عدد الاطفال المشوهون والمعوقون ؟ ومنهم من عوق بسبب الالغام التي زرعها الطغاة اثناء حروبهم المدمرة وتناساها الذين حكموا بعدهم لانشغالهم بالفساد والمحاصصة والسرقة والطائفية .. وليذهب البلد باهله واطفاله الى الجحيم .
اطفال بهم ازدحمت الملاجىء التي لاتتناسب اعدادها مع جيوش الايتام , يئن سكنتها من الاهمال وسوء العناية وقلة الحيلة .

ان مشاكل الاطفال هي كارثة اجتماعية حقيقية , تحتاج الى علاج جذري وايدي امينة مترفعة عن الفساد الاداري والرشوة والطائفية وسرقة المال العام , لانتشال العراق من مستقبل مجهول ولانقاذ اطفاله من الحالة الماساوية المزرية التي يعيشون فيها .

اطفال بلدي خائفين , فقدوا ابسط المستلزمات الحياتية وحتى الدراسة , سرقت ضحكتهم , انتهكت طفولتهم , محرومين من الحب والحنان, يعانون من قلة الخدمات و شحة الماء الصالح للشرب والكهرباء .

اطفال بلدي هم العراق.. تسرق ثروات بلدهم , يجوعون , لتنتفخ كروش الحكومات وتتدلى ذقونهم.

اطفال بلدي .. هرموا ... شاخوا قبل الاوان .

 

 

الــسويـد / ستـوكهـولم



 


 


 

free web counter