| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ميسون نعيم الرومي

 

 

 

 

                                                                                          الثلاثاء 22/3/ 2011

 

محمد نبوس عين الحقيقة

ميسون نعـيم الـرومي

الصحافة هي المهنة التي تقوم على جمع وتحليل الاخبار ، والتحقق من مصداقيتها وتقديمها للجمهور، وغالباً ما تكون هذه الأخبار متعلقة بمستجدات الأحداث على الساحة السياسية ، والمحلية والثقافية و الرياضية و الاجتماعية وغيرها.
ويطلق على الصحافة اليوم السلطة الرابعة بعد سلطات الدولة الثلاثة التشريعية ، التنفيذية ، القضائية  .

حرية الصحافة جزء لا يتجزء من الحقوق الشخصية للإنسان , التي تدعمها النظرية الليبرالية . إن الفكرة الليبرالية الحرة تقوم على دعم حرية الرأي وتنادي بالخلاص من الاضظهاد والتعسف والارهاب , و تعزز حرية الفرد في التطور من دون معوقات . كما أن حماية الصحافيين هي من أولويات مسؤولية الدولة سواء كان هؤلاء من أبنائها أو من أبناء الدول الأخرى .

على الصحفي الحر أن لا يسخر قلمه ، ويضعه في خدمة الإرهاب مستغلا مهنته ومكانته وأوراقه .. ‏كما عليه أن لايناصر مسؤولا لقوته , ويخذل ضعيفا لضعفه ‏.. ويجب ان يتناول أي قضية بحيادية ونزاهة , وليس من خلال منظور احادي تؤطـّره احقاد وافتراءات وتطاول . وعليه ان يكون صريحا مع ضميرة واقعيا مع وجدانه امينا مع نفسه متحليا بالصدق والنزاهة مدافعا عن قضايا الشعوب العادلة مترفعا عن صغائر الأمور ، كاشفا حيثيات الوقائع سببا ونتيجة  .

تعتبر حرية الصحافة مفهوماً شديد الإشكالية لغالبية أنظمة الحكم اللا ديمقراطية التي عشعشت في دول العالم الثالث ، والتصقت بكراسي الحكم والتسلـّـط لعقود طويلة ، مستبيحة ارواح شعوبها ، سارقة ثرواته الكثيرة بأباحيـّـة ونهم وبإستمرارية .

الصحافيون العاملون في بلداننا هذه غالباً مايجدون انفسهم هدفاً لتهديدات متكررة من قبل الحكومات المستبدة وعملائها . وقد تتراوح هذه المخاطر بين تهديدات بسيطة على مستقبلهم المهني (الطرد من العمل) لتصل إلى الترهيب والتهديد بانواعه , الخطف والتعذيب والإغتيال ، اذا ماعمل الصحافي ما يخالف سياسة الدولة كأن صور صورا لاترغب الدولة بنشرها ، او كتابة مايفضح اعمالها ، فتلجأ السلطة الحاكمة الى البطش بالصحفييين ، والتنكيل بهم مستهدفة إغتيال الكلمه ، وخنق صوت الحق .

ان الصحافة الحرة هي شريان الحياة وان الصحفي المخلص هو ينبوع الواقع ومصدر الحقيقة التي تحاول السلطات الدكتاتورية المستبدة خنقها لاخفاء اجنداتها المكللة بالدجل والكذب والتظليل , مستخدمة كافة الاساليب الرخيصة الوحشية التي اعتادتها مع شعوبها المغلوبة على امرها من اغتيال وقتل واختطاف وتعذيب ....

وهناك شواهد كثيرة على هذه الاعمال الاجرامية بحق الصحفيين , ولنتذكر اليوم الصحفية العراقية الجريئة اطوار بهجت التي ذبحها الارهابيون من الوريد الى الوريد بعد ان خُـطـفـت امام اعين الجميع وأمام كامرات التصوير لتدفع حياتها قربانا على منبـَـر الحقيقة و مذبح الحرية  .

واليوم يناضل ابطال لييبا الثائرون ، من الذين يستحقون ان تحنى لهم الرؤوس تقديرا وتبجيلا وهم يتصدون لأبشع طاغية عرفه العصر الحديث ـ العقيد القذافي ـ يساندهم الصحفيين الشجعان ، والذي استشهد من بينهم الصحفى الشاب محمد نبوس مؤسس قناة ليبيا الحرة في بنغازي صباح يوم 19.03.2011 من قبل المندسين داخل المدينة ، حيث كان يقوم بتأدية رسالته المهنيـة المقدسة لتوثيق جريمة الطاغية وعملائه ومرتزقته الأفارقة من خلال تصوير القصف بكل صنوفه , وبمختلف الأسلحة المحرمة ، ليشهد العالم حجم الدمار والخراب الذي تعرضت له مدينة بنغازي الصامدة  .

محمد نبوس البطل الشجاع كان يسابق الزمن ، يتنقل بكامرتة بين مباني المدينة أزقتها .. شوارعها .. حاراتها .. دروبها .. بيوتاتها , لينقل الواقع المرير الذي اقترفته اياد تعودت على قتل وتدمير كل جميل في الوجود; لتكون شواهد يطلع عليها ضمير العالمي الحر , فابى المجرمون الفاشيون الا ان يدفع عمره ثمنا لشجاعته وذكائه وجرأته , فتيتم طفله وهو لم يزل جنين في رحم امه ناسين ان هناك الاف محمد نبوس ترصدهم وتراقب اعمالهم وأن الشباب عيون وقوة لاتقهر, وان الحق يعلو ولا يعلى عليه .


يا شهيدا بدمه الارض خضبت
ياعريسا بتراب الوطن دمائه عجنت
حنة لكفوف طفلتك وهي في بطن امها تيتمت
ياعقد لؤلوء حباته من جيد حبيبتك انفرطت
بيد غاشمة حياتك الطاهرة ازهقت
فلتهدا روحك واخوانك الشهداء ففلول الطغاة اليوم اندحرت
وقريبا يعم السلام في ربوع ارض بدمائكم الزكية سقيت
لتزهر ورود حمراء ومصابيح تنير درب شعوب على ايد اوغاد انتهكت
يا لهف قلب امك الملتاع يانبوس فعيونها من الرجاء والبكاء قد تحجرت
 


22 / 3/ 2011
ستوكهولم



 


 


 

free web counter