| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ميسون نعيم الرومي

 

 

 

 

                                                                   الخميس 13/12/ 2012

 

الحـــوار

ميسون نعـيم الـرومي

(رأيي صحيح يحتمل الخطأ ورأيك خطأ يحتمل الصواب)

الحـــوار : هو النقاش والتحاور بين شخصين او اكثر لأبداء وجهات النظر بحرية حول موضوع معين ، سواء اتفقت او اختلفت الرؤى ، ومحاولة تعزيز فكرة المتحاور ، او تفنيد الرأي المخالف بالحجة والبراهين والأدلة الثبوتية ، مع وجوب احترام وجهة نظر الآخر، والألتزام بآداب الكلام ، وحسن التصرف ، والأبتعاد عن التجريح والأستهزاء ، والتمسك باللياقة وبديهيات اصول التحاور ، وعدم فرض قبول معتقدات ، وافكار المحاور على الآخرين بطرق تعسفية لا ديمقراطية ، فقد تـكون فكرة الآخرين هي الصحيحة وليس بالضرورة ان ما يـؤمن ويتمسك ويعتقد به المحاور هو الصحـيح ، بل قد يكــون العكس هو عين الحقيقة .

الـهدف من الحوار هو محاولة التقريب بين وجهات النظر المتباينة ، ومحاولة اقناع الآخر بالتراجع عن فكرة معينة يعتقد المحاور بعدم صحتها ، وبسب اختلاف وجهات النظر والأخلاق ، ولكي تكون النتائج مرضية ومقبولة ، يجب ان تكون هناك آداب وصفات واصول للحوار ، منها سلامة النية ، وعدم الكذب ، والأمانة في الطرح المقرون بالأدلة الصادقة ، واحترام الآخر ، والأبتعا د عن التهجم والأستخفاف ، والتعالي والتجريح ، والأحتقار والأستهزاء ، والطعن والتبرير، وفرض الأفكار باسلوب ممجوج ، والأبتعاد عن احراج الآخر، والتحيز ، واصطياد الزلات عند الطرف الآخر .

على المحاور الناجح ان يكون ملما بموضوع الحوار لكي يستطيع شرح وجهة نظره بحرية ، ويناقش ، ويقنع الآخر بشكل تدريجي ، لكي يتمكن من ايصال الفكرة ، واقناع المستمع المتلقي ، كما عليه ان يتحلى بحسن الأصغاء ، وعدم المقاطعة ، لأنها اسلوب العاجزين ، وأن يأخذ كل محاور فرصة كافية لأبداء الرأي ، وعدم الأستئثار بالنقاش لنفسه ، وان يتحلى بالصبر، والحلم ، وضبط النفس ، والتمسك بالمصداقية ، وايصال الفكرة بأمانة ، وبشفافية وبساطة ، ويبتعد عن المكابرة ، والتبجح ، واثارة الضغائن ، وقلة الأحترام ، وأن يسمع الآخر بطيبة ، وأمانة ، واعطائه الفرصة الكافية لتوضيح ما يريد طرحه ، ويبتعد عن المقاطعة ، ويحاول تخفيف الأحتقان ، وتقريب وجهات النظر، والتركيز على موضوع النقاش ، وعدم التشعب والخروج عن القضية ، لان ذلك يضعف المحاورة ، ويسير بها الى طريق مسدود .

وفي حالة عدم الأتفاق وحصول التناقض ، يجب ان يغلق الحوار بشكل مؤدب ، واحترام الرأي المخالف ، والترفع عن التجريح ، والحقد ، والضغينة ، وتقبل الأمر بتفهم ، ومسؤولية ، ومحاولة الأستفادة من النتائج ، لان الأختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية .

اما اسلوب العنتريات ، والتهكم ، والتهجم ، ولغة التهديد والوعيد ، والنيل من الآخر زورا وبهتانا ، والصاق التهم الجاهزة ، والتي فيه لغيره ، واختلاق مافيه للآخر ، والكذب والنفاق الذي لايتناسب مع المتصور عنه كحامل رأي او فكر او منهج ، وقفزه على انحطاط ذاته من خلال تعرضه لنظافة ذوات الآخرين ، فانها ان دلت على شئ ، فانما تدل على قلة الحيلة ، ومحدودية الثقافة ، وسقوط الوعي ، و ضعف الأدراك ، وسرعة التذبذب الأخلاقي ، وقصر النظر وضبابيته ، ونقص الوعي في الطرح ، وعدم الثقة بالنفس ، وهذا كله.. يدل على انه شخصية مريضة تحاول تجاوز مرضها وما يعانيه ، من مشاكل اجتماعية يعيشها في كل لحظة من لحظات وجوده ، تستحق الشفقة ، والعـطف والـرحمة .



2012 / كانون الأول
ستوكهولم
 


 

free web counter