| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمد ناجي

muhammednaji@yahoo.com

 

 

 

                                                                                    الثلاثاء 3/4/ 2012

 

حقيقة (الإيمو) الضائعة بين الدكتور عبد الخالق حسين ووزارة حقوق الانسان !

محمد ناجي

رغم أن الدكتور عبد الخالق حسين يقول :  للمرة الألف ، أني لم ولن أدافع عن المالكي ولا عن السلطة ، بل أرفض تصديق الأخبار الكاذبة ، وشخصنة المشاكل العراقية المتراكمة بشخص واحد اسمه نوري المالكي ، لا لشيء إلا لأن وضعته الأقدار في موقع المسؤولية الكبرى - إلا أنه يلجأ في أكثر من مقال ، إلى التعسف ولي عنق الحقيقة ، مبتعداً بها نحو الجهة والإتجاه الذي يخدم مصالحه الشخصية . وفي هذا نجده يلف ويدور ، ويتجاهل وقائع واحداث ، ويرمي الاتهامات هنا وهناك دون ان ينتبه إلى أنه ، نفسه ، ينزلق إلى نفس الموقع والاسلوب والمنهج ، الديماغوجي / البعثي / الديناصوري / المستخف بعقول الناس ، الذي يؤاخذ عليه الآخرين ، المنتقدين لتوجهات وأداء المالكي ، فيظهرون – كما يكتب - كالذي يرتدي ملابس الإمبراطور (لابسين من غير هُدُوم) ، فيكون مثلهم ، إن صح إتهامه لهم !

لقد كتب الدكتور عبد الخالق ، من مكان إقامته في لندن ومتابعته للانترنت ! مقال من ثلاثة أجزاء كان الجزء الثالث منه بعنوان (الإيمو، الوجه الآخر للحملة الوطنية لتدمير الدولة العراقية) ذكر فيه (( ومن متابعة هذه القضية منذ ظهورها لأول مرة في صحيفة المدى ، وما نشر عنها من أخبار ومقالات على مواقع الانترنت فيما بعد ، نعرف أن هذه الحملة هي الأخرى لعبة ضمن الحملات الكثيرة لإرباك الوضع ، وإشغال المسؤولين ، والرأي العام العراقي بمشاكل أقل ما يقال عنها أنها وهمية ، وهي من صنع جهات تختلق هذه المشاكل والأزمات لأغراض سياسية معروفة)) ، وبعد أن حلّل صوراً منشورة على الانترنت ، أكد هذا الاستنتاج بما ورد في تقرير نشره (موقع عراق القانون) المؤيد للسيد المالكي بتاريخ 9 آذار 2012 .

ولا اعرف كيف يفسر الدكتور ، وهو يكتب عن موضوع مهم بحجم – الحملة الوطنية لتدمير الدولة العراقية ! تجاهله لما نشر في مواقع أكثر صلة وقرباً من (الإيمو) ، حيث نشر موقع منظمة (هيومن رايتس ووتش) بتاريخ 16 آذار 2012 تقريراً بعنوان العراق : يجب التحقيق في الاعتداءات على الإيمو ؟ ربما لم يعثر الدكتور على الموقع مع بقية المواقع التي طالعها في الانترنت ، لذا أكتبه هنا لكي يطلع عليه والقراء . وربما أيضا ، وهذا غير مستغرب ، أن لا تروق هذه المنظمة ، والمنظمات التي تشترك معها في التقرير ، للدكتور ولا تحظى بتقديره لأن مصداقيتها لا ترقى إلى مصداقية موقع مؤيد للمالكي ، كما إنها تفتقد لشهادة من سوق مريدي ، فهنا أرجو أن يسمح لي الدكتور بالسؤال : ألم يطلع على تقرير وزارة حقوق الإنسان العراقية ، رغم إنها موقع آخر للسيد المالكي !؟

لقد ورد في تقرير وزارة حقوق الانسان ، إشتراك وزارة الدولة لشؤون المرأة ووزارة التربية ووزارة الداخلية بمتابعة هذه الظاهرة ، وأكدت وجودها وأتخذت إجراءات وتوجيهات لمواجهتها ، بغض النظر عن صواب أو خطأ ما قامت به ، ومن ضمن ما ورد في التقرير (( كما كانت احدى الاشاعات حول مقتل شاب  في مدينة الصدر/ منطقة الحميدية والذي تم اختطافه من الشارع وتم العثور عليه مقتولاً بعد يومين من خلال ضربه على رأسه . وقد ايد مدير الطب العدلي هذه الحادثة التي وقعت قبل اكثر من شهرين كون الشخص الذي قتل قد يكون اتهم بالشبهة مخنثاً او منحرف اخلاقياً وليس له علاقة بالايمو وهذا ما اكدته وزارة الداخلية ايضاً بانها جريمة جنائية .)) وهذا التقرير رغم إرتباكه وضبابيته ومراوحته بين التأكيد والنفي ، إلا أنه يدل بوضوح أن هناك قضية إسمها شباب الإيمو ، ذهب ضحيتها شخص ، إذا إعتمدنا صحة ما ذكره التقرير الرسمي ، الذي لا يمكن لعراقي ، حُر غير متخندق ، أن يتوقع منه القفز فوق حقيقة أنتماءه للحكومة !

أما ما ورد في التقرير المنشور في موقع منظمة هيومن رايتس ووتش ، فهو أكثر توثيقا حيث جاء فيه ((قال نشطاء حقوق إنسان عراقيون للمنظمات الثلاث إن في مطلع فبراير/شباط ظهرت منشورات ولافتات في أحياء مدينة الصدر والحبيبية وحي العامل ببغداد ، فيها تهديد للناس بـ "غضب من الله" ما لم يقصوا شعرهم ويكفوا عن ارتداء ما وُصف بأنه "ملابس شيطانية" – وهي ثياب يربطها النقاد بموسيقى الإيمو والميتال والراب – وأن يخفوا أوشامهم ويحافظون على رجولتهم . هناك أسماء أخرى ظهرت على لافتات وملصقات مشابهة في مختلف الأحياء.

من هذه اللافتات التي رأتها المنظمات الحقوقية ، لافتة كانت معلقة على جدار في مدينة الصدر وعليها : "باسم الله الرحمن الرحيم ، نحذركم وبشدة تحذير بالغ اللهجة ، إلى كل فاجر وفاجرة إذا لم (تنهو) عن هذا العمل في 4 أيام فسوف ينزل عليكم عقاب الله بيد المجاهدين". ورد في الملصق 33 اسماً وتم تزيينه بصورة مسدسين .))

و (( قال رجل يبلغ من العمر 26 عاماً من الموصل للمنظمات الحقوقية إن معتدين مجهولين قتلوا عضوين من فرقته التي تعزف موسيقى "هيفي ميتال" في 8 مارس/آذار بسبب مظهرهما . قال : "لا نعرف من وراء هذا الأمر الآن ، لكن ومنذ مدة طويلة يتهمنا الناس بأننا عبدة شيطان . إذن ليس هذا بالأمر الجديد ، لكنه أصبح قاتلاً".))

وهل بعد هذا التهديد ، وفي مجتمع محافظ جداً ، يجرأ ذوي الضحايا أن يدّعوا بأن أبناءهم كانوا من (الإيمو) عبدة الشيطان ومصاصي الدماء والمثليين !؟

ومن ضمن ما نشر عن الموضوع أيضا تقرير للسومرية نيوز وليس الشرقية أو المدى ، ومن بغداد وليس لندن أو السويد ! من بين ما ورد فيه (( وتذكر مصادر في الشرطة العراقية لـ"السومرية نيوز"، أن الأسبوع  الماضي وحده سجلت فيه "خمس عمليات قتل لمعتنقي الايمو فقط في جانب الرصافة من بغداد"، وتوضح المصادر ان ثلاثة من هؤلاء قتلوا يوم الاثنين الماضي (5 آذار) في منطقة الشعب شمال العاصمة ، فيما قتل اثنان ليلة الاثنين ايضا في منطقة الكرادة وسط بغداد.)) .

وإذا وضعنا جانبا مناقشة البرلمان العراقي للظاهرة ، وبيان رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي ، على إعتبار أن حيدر الملا (بعثي كلاوجي) تمكن من الضحك على بقية النواب ، فـ(قشمرهم) لمناقشة الموضوع في البرلمان ، وأن مصلحة النجيفي والملا واضحة في زعزعة الثقة بالحكومة والمالكي شخصيا ، فماذا يمكن أن يقال عن البيان الذي أصدره المرجع السيد علي السيستاني الذي أشار فيه إلى أن قتل الإيمو في العراق يهدد سلام الأمة والنظام ؟

لاشك إن للدكتور عبد الخالق حسين الحق والحرية في أن يكتب ما يشاء ويتخذ الموقف الذي يناسبه ، ولكن حين يعتمد الدكتور على منهج (عنزة ولو طارت) ، ويستخدمه بمزاجية وحساسية عالية تصل حد العقدة النفسية من الشيوعيين وعموم الديمقراطيين ، دون غيرهم ، فلابد من تذكيره بأنه يقلل من مصداقيته ككاتب ، ويوقع نفسه في تناقض فاضح ، يبتعد به كثيراً عما يدّعيه من ليبرالية وديمقراطية وإحترام لحقوق الانسان ، ويضع نفسه موضع الشبهات والإتهامات التي يوجهها له الآخرون ، تتضاءل أمامها كلماته التي – يقولها للمرة الألف !

وفي هذا الموضوع بالتحديد الذي يتعلق بحياة ناس ، في مجتمع يسود العنف ثقافته وحياته اليومية ويمثل سمة شخصية لأبناءه ، لم يفت ، على رجال الدين كالشيخ اليعقوبي ، ووزارة حقوق الانسان وأجهزة الأمن ، رغم تشكيكهم بالظاهرة ، وموالاتهم للحكومة العراقية أن  يحذروا القتلة ، ويدعو إلى نبذ العنف والتعامل مع الظاهرة وفقاً للقانون ، ولا نعتقد بأن هذا الموقف قد قلل من ولاءهم  لدولة الدستور والقانون .... المستباح ... على ذمة النائبة صفية السهيل !

 

http://www.hrw.org/ar/news/2012/03/16
http://www.humanrights.gov.iq/ArticleShow.aspx?ID=1440
http://www.alsumaria.tv/news/53215

السهيل تنتقد الحكومة لعدم القاء القبض على سفير العراق لدى تونس
http://www.sotaliraq.com/mobile-news.php?id=49945#ixzz1qsTvGD41
 

 

 

free web counter