| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمد ناجي

muhammednaji@yahoo.com

 

 

 

 

الأربعاء 10 / 1 / 2007

 

 

أيام المزبّن كضن

 

محمد ناجي

الآن وبعد أن حل القصاص العادل بالطاغية ، وذهب الى مزبلة التاريخ ، لا أجد مبررا بنصب سرادق مقابلة لتلك التي ينصبها أيتام صدام ، فلنتركهم في عزاءهم على ولي نعمتهم ، وليحشرهم الله معه يوم القيامة . وإذا كانوا هم يتمرغون في وحل "الصدامية" فما بالنا نشاركهم الرقص على إيقاعاتها ؟ بالكتابة أو بالتصريح ، بطريقة "صحيح ولكن" وطرح تساؤلات تعودنا أن نسمعها من الجزيرة والصداميين هدفها سحب الأضواء من الحدث الأساسي ، وهو ان الطاغية المقبور نال جزاؤه العادل وانتهى . فنسمع ونقرأ ، هل التوقيت مناسب ؟ ولماذا في العيد ؟ ولماذا تسرعت الحكومة ولم تنتظر ؟ فأعدمنا مع الطاغية اسرار لأحداث وحسابات لأموال وأرصدة سرية لا نعرف عنها شيئا ؟ وحقيقة لا نعرف ماهي المدة المطلوبة لكشف هذه الأسرار ، والطاغية كان في يد العدالة منذ 3 سنوات ! وما جدوى هذه التساؤلات الآن ، بعد أن فطس الطاغية ؟
من يعيش في العراق أو يتابع الحالة العراقية عن كثب يعرف انها تعاني من إرتباك واضح وفوضى شاملة ، وفساد وسوء أداء سياسي واداري ومالي ، وارهاب وميليشيات وتعدد مراكز القرار ، وبالتالي فالعراقيون ، زرافات ووحدانا ، يتعثرون في كل خطوة مهما بدت للناظر بسيطة ومتواضعة . ويكفي ان الحكومة بكلها وكليلها مع مستشارها العبقري للأمن القومي "حلوة هاي القومي على وزن - الحرس القومي - " لم يستطعوا السيطرة على كم نفر في غرفة من عدة أمتار ، ولمدة دقائق معدودة ، فخرجوا عند باب الغرفة ليناقض أحدهم الآخر ، وتكون فضيحة بجلاجل ، وليضحك "اليسوة والميسوة" .
ولذلك فالأكثر أهمية اليوم ، بعد أن تحققت خطوة مهمة في طي صفحة نظام الطاغية المقبور ، هو بالضغط والمطالبة في أن تفي الحكومة بوعودها للمواطن الذي منحها ثقته ، وتقوم بخطوات واجراءات ، ملموسة ، لإستكمال طي الصفحة الى الأبد ، وتوفر للمواطن الأمن والخدمات والعمل والرعاية الصحية ... فقد سمع الناس من السيد المالكي والسادة الوزراء وغيرهم كثير من الجعجعة ويكاد الصبر ان ينفذ بإنتظار الطحين !
إن الحالة العراقية لا تزال قلقة ومعقدة وشائكة وبحاجة لوقت وجهود كبيرة من العراقيين واصدقاءهم ولكل كلمة إنسانية حرة ورأي بنّاء ، يساهم ويساعد في إستقرار الحالة ولكي توضع العجلة على السكة وتتحرك في الإتجاه الصحيح . وما جرى يمنحنا شيء من الثقة وقليل من التفاؤل ، يسمح لنا أن نقول : "أيام المزبّن كضن" وبالارادة وجهود المخلصين ، " بسيطة ... تكضن يأيام اللّف" .... والدوران !