|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  11  / 1 / 2015                                 محمد النهر                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

قتال الأنصار الشيوعيين ضد داعش صفحة مشرقة تحتاج الى تسليط الضوء عليها

محمد النهر

الانهيار الواسع الذي حدث اثر هجوم داعش وجرائمه في الموصل الحدباء وباقي المناطق في وسط وغرب البلاد والتراجع اللامبرر في سنجار وسهل الموصل وصولا إلى مخمور والذي كشف هشاشة المؤسسة العسكرية وكذلك النواقص التي تعاني منها قوات البشمركة ، وما وّلد ذلك من هلع لدى أبناء شعبنا من مختلف القوميات والأديان والطبقات والمراتب الاجتماعية إلا إن ذلك لم يستطع أن يقتل روح الأمل لدى شعبنا والعزيمة عند أبنائه الشرفاء في إمكانية التصدي لهذه الهجمة البربرية ومن ثم العمل على دحرها .

وتحقق ما تحقق من إنجاز على هذا الطريق في كردستان وفي مناطق ديالى وصلاح الدين . وسلطت الأضواء الداخلية والخارجية بقوة على ما أنجز وكذلك على موضوع إصلاح بعض أمور المؤسسة العسكرية والبيشمركة والحشد الشعبي وأبناء العشائر ، وما قدمه الجهد الشعبي والمدني لمساعدة النازحين والمهجرين ، واستقبل أبناء شعبنا وقواه الوطنية بترحاب وفرح ما تحقق من إنجازات عززت من معنوياتهم وأملهم . وكان المفترض وهي معركة وطنية قاسية وتهم الجميع أن تشمل العدالة في نقل أنباء معركة شعبنا ضد الإرهاب وداعش وأعوانها جميع من بذل جهدا وتضحية مهما كان حجمها ، فكيف إذا كان هذا الواجب والقتال والتضحية في قلب تواجد قوى الظلام وداعش وتواجد قواتهم ، أي ما خاضه الأنصار الشيوعيون البواسل من معارك وما قاموا به من عمل .

إن شكل المعركة العسكرية الحالية ضد داعش هو المواجهة العسكرية ألجبهوية في مناطق مختلفة ، إلا إن هناك بطولات منقطعة النظير ولكنها غير منظورة ، لاولائك الأبطال من الأنصار الشيوعيين والبيشمركة الذين يقاتلون داخل المناطق التي سيطرت عليها داعش ، وهم معرضون للخطر في كل لحظة لعدم تركهم مناطقهم والعيش والقتال فيها في ظروف غاية في الصعوبة والحرمان .

ولمعرفة ظروف عمل الأنصار وما يعانون وسط صمت الإعلام الرسمي الاتحادي وكذلك إعلام إقليم كردستان، أنقل ما ورد في جريدة (طريق الشعب) في 30 كانون الأول2014 ، وهي تتحدث عن زيارة وفد الحزب الشيوعي الكردستاني في – مكتب دشت الموصل – لناحية السنون وجبل سنجار والمناطق المحيطة بها بعد تحريرها من سيطرة داعش الإرهابية ، حيث ورد : (والتقى الوفد بالقائد الميداني قاسم ششو ، وتمت تهنئته بمناسبة تحرير المنطقة ، وقد أشاد من جانبه بدور مفارز الحزب الشيوعي الكردستاني ودورهم الكفاحي المتميز في الجبل ، سواء في سفح الجبل أو في وديانه . وأكد بأنهم (أي مقاتلي الحزب) قوة لا يستهان بها .

وعاتب الوفد ششو بشأن عدم تزويد الشيوعيين بالسلاح والذخيرة إسوة بالمقاتلين الآخرين ، مؤكدين إنه يجب العمل على مواجهة الإرهاب بعيدا عن الانتماءات السياسية ، وفي مقر الحزب في السنون التقى الوفد بمقاتلين أشداء يبلغ عددهم 18 مقاتلا بقيادة الرفيق اسماعيل حسو ، الذين كانوا طيلة الفترة الماضية (نحو أربعة أشهر) يتحملون كل الظروف الصعبة والقاسية ولم يكن لهم ملجأ للنوم ولا خيمة تأويهم ، فقد كانوا ينامون في العراء وبين الصخور ، وهم يقاومون الدواعش في قاطع (السنون - دولا - دوكري) ليلا ونهارا ، وينصبون الكمائن ، حيث استطاعوا إلحاق خسائر كبيرة في صفوف تنظيم داعش . كما التقى الوفد بعوائل شيوعية في إحدى مخيمات الجبل جرى فيه الحديث عن بطولاتهم ومعاناتهم وعن (قيام الشباب والشيوعيين بتشكيل مفارز قتالية تضم في صفوفها أكثر من 50 مقاتلا ومقاتلة) ويستمر حديث الوفد إلى أن يصل إلى نقطة في غاية الأهمية حيث يقول (أكثر ما هو مفرح هو انضمام رفيقاتنا الى المفارز القتالية بعد دخولهن دورات تدريبية سريعة حول استخدام السلاح ونصب الكمائن إسوة بالمقاتلين من رفاقنا، وهذه تجربة جديدة لرفيقاتنا من سنجار) .

لكم المجد والفخر أيها الأبطال الأنصار وأيتها النصيرات البطلات ، فأنتم في طليعة المناضلين من أجل دحر الإرهاب الداعشي ومن أجل عراق ديمقراطي مدني إتحادي لا وجود فيه لهذا الكم الهائل من الويلات والمصاعب ، وأن تسود فيه العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان والمستقبل الأفضل . وتحية خاصة للنصيرات المقاتلات في هذه الظروف القاسية ووقوفهن أمام الإرهاب الأسود ، ونحن عشنا وشاهدنا سابقا مقدار ما تعانيه النصيرة في حياة الأنصار فكيف الآن , إن ذلك وسام شرف لأبناء شعبنا وللشيوعيين بشكل خاص ، ومن حق هذا الوسام أن يلمع ويضئ في أرجاء العراق والعالم ، مثلما تغنى العالم وشاهد وتناقل صور ومشاهد بطلات كوباني الصامدة .

ولكن المؤسف إن التقصير في ذلك حاصل من الجميع ، فلم يجر تناول أخبار وتفاصيل ذلك إلا ما ندر . تحدث عن ذلك قبل فترة النصير والكاتب كفاح كنجي في إحدى الندوات في اوروبا ، حيث تحدث عن زيارته للمنطقة ودور الأنصار هناك وتم نشر ذلك ، وتناول موضوع حركة الأنصار ودورها وما تعانيه اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الأخير ، كما تناولت فضائية REGA (الطريق) بعض الأمور باللغة الكردية، وربما جرى التناول في أماكن أخرى ، ولكن الموضوع أكبر من ذلك بكثير ، فهو مفخرة للحزب والبلاد والشباب بوجه خاص .

لذا أقترح من أجل إعطاء الموضوع حقه وتلافي التقصير أن تناط مهمة إعلام الأنصار والنصيرات إلى جهة محددة ، أو إلى رابطة الأنصار الشيوعيين ، من أجل الإبداع بذلك وتحديد المسؤولية عن العمل ، وكذلك تزويد مواقع التواصل الاجتماعي بالأخبار والصور والمشاهد .



 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter