| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

هذيانات ... متعب المهاجر

Mut3ibalmuhajer@hotmail.com

 

 

 

 

الخميس 9 /11/ 2006

 

 

هذيانات (24)

( الخواتم )
 


متعب المهاجر

ظاهرة كثرة الخواتم في اصابع العديد من رجالات الدولة العراقية حاليا كانت محور حديثي مع صديقي عبيد الاملح ، ففي وقت يتفاخر رجالات الدول في العالم بما قدموه لبلدانهم من خدمات وبما يحملوه من خبرة كل في مجال عمله وان نظرت الى ما يلبسون فانهم في العادة انيقين لكن بازياء كلاسيكية عادة عند الاغلبية الساحقة منهم في حين ان اغلب رجالات الدولة العراقية (وزراء واعضاء برلمان ) لايميزهم شئ قدر عدد المحابس في اصابعهم فلا يخلو خنصر او بنصر من اثنين او ثلاثة خواتم احيانا في كل منها تساءلت عن السبب في ذلك واذا بصديقي عبيد لديه خزين من المعلومات عن هذه الظاهرة كما بدا لي من قوله انها ليست ظاهرة اعتباطية فلكل خاتم معنى او مدلول فهي اولا ليست من النوع الرخيص او العادية فبعضها يصل ثمنه الى عدة الاف من الدولارات فمنها ذو العقيق اليماني او الشذر الايراني وهذا على انواع منها الشيرازي او الكرمنشاهي او الكاشاني وغيرها كما ان هناك انواع من الحجر العُماني او الهندي وهكذا فلكل خاتم خصوصية من حيث نوع الحجر ومصدره الا ان الاهمية الكبرى لا تكمن في ذلك بل في مدلول الحجر والخاتم معا وفي اعتقاد من يضعه باصبعه ، فمثلا ان البعض لديه خاتم اذا ما وضعه باصبعه فان مقترح القرار الذي تنوي قائمته تقديمه سينال القبول في البرلمان وان لم يكن معه فان المقترح سيسقط بالتصويت او ان الاخر لديه خاتم مهمته اسقاط مقترحات القوائم الاخرى اذا ما حركه قليلا عند المناقشة او التصويت وبعض الوزراء يتفاءل بخاتم معين عند اول الصباح واعني بعد الساعة العاشرة موعد بدء دوام السيد الوزير حيث انه سيجد من المهمات ما هو قليل وغير ذواهمية اذا ما كان هذا الخاتم يطوق خنصره الميمون وهكذا ، ويحكى ان خاتما كان عند السيد الجعفري عند اختياره للمرة الاولى رئيسا للوزراء قدمه هدية لصديقه نوري المالكي عند تلقيه التهنئة منه بالمناسبة العظيمة تلك ولم يكن يعرف الجعفري اهمية هذا الخاتم الا عند تنحيته في المرة الثانية واختيار المالكي بدلا عنه مما اثار غيظ وحفيظة الجعفري محاولا استعادة الخاتم العظيم هذا بالتوسلات احيانا وبالتهديد في اخرى دون جدوى مما اضطر الجعفري الى الاقامة في لندن الان لا لشئ سوى لايجاد طريقة يسترد بها الخاتم المنشود فيقال انه يتصل الان باكبر المافيات في العالم واكثرها خبرة في هذا المجال ، بالمقابل فان المالكي لم يجلس مكتوف الايدي فقد استعان بشركة حماية اميركية متخصصة للحفاظ على الخاتم في اصبعه ويدفع لها من ميزانية الدولة العراقية من البند المسمى خواتم ولا يحركه من اصبعه قيد انملة ان صح التعبير خوفا على المنصب من الضياع . نحن لدينا حكاما يختلفون عن حكام العالم اجمع وبامتياز مميز ، تذكر هذا جيدا ياصديقي العنيد . هكذا ختم عبيد الاملح محاضرته عن الخواتم بامتياز مميز ودمتم سالمين بعون الله وبركات خواتم حكامنا الافاضل .