| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

هذيانات ... متعب المهاجر

Mut3ibalmuhajer@hotmail.com

 

 

 

 

الأربعاء 3 /1/ 2007

 

 

هذيانات (33)

( كيف احتفل عبيد بالعيد )


متعب المهاجر

كان الوقت الساعة السادسة فجرا حسب توقيت وسط اوربا من يوم السبت المصادف 30| 12|2006 أي الثامنة صباحا حسب توقيت بغداد ، حينما رن جرس الهاتف في بيتي وما ان رفعت السماعة حتى سمعت صوت صديقي عبيد الاملح يصرخ بي انهض لا وقت للنوم لقد أُعدِمَ الطاغية ، ,كرر اعدم الطاغية ونحن نحتفل الان ، انهضوا واحتفلوا !! واغلق سماعة الهاتف . فيما بعد في نفس اليوم وليومين متتالين لم استطع تأمين اتصال بعبيد ، كان هاتفه النقال مغلقا حتى يوم امس اخر ايام عيد الاضحى حيث رد علي بصوت يملأه الفرح ، هنأني بالعيد قبل ان ابادر انا ، قلت له كنت قلقا عليك اين كنت في الايام الثلاثة الماضية ، فقال كالعادة في كل عيد اين اكون ؟ ذهبت لزيارة قبور ابي واخوي ، لكنها زيارة مختلفة هذه المرة ليست ككل الزيارات السابقة ، لم ابكِ ولم اتحسر ، كنت فرحا جذلا ، وقفت امام قبر ابي واستصرخته ان ينهض ليرى اليوم الذي كان ينتظر ثم انتقلت الى قبر اخي الاكبر ـ من اعدمه صدام ـ وصرخت بأعلى صوتي قم من رقادك قد ولّى والى الابد جلادك ، اعدموه اليوم ، راح فداءا لكم ياعطر المحبة ، وبجواره كان قبر اخي الاصغر والذي كان واحدا من الاف ضحى بهم الطاغية المقبور في حربه مع ايران لكي يديم بقاءه في الحكم ، هززت قبره وصرخت انهض ايها الحبيب ولّى جزاركم الى الجحيم ، ذهب من ساقكم الى حتفكم قوموا انهضوا جميعا ، لم يعد موته حلما ، صار واقعا ، قم وارقص معي فرحا ..... ولم يكن هذا حالي لوحدي بل هو حال الالاف الذين كانوا في المقبرة ، لاول مرة تتحول المقبرة الى ساحة فرح وتهاني واستبشار ، وربما لم ولن يكون هكذا يوم ابدا .. لقد ارتدى زوار المقابر في ذلك اليوم احلى حللهم وارتفعت على وجوههم اشراقات ابتسامات خلت منها ايامهم وسنينهم ، انها فرحة ليس بعدها من فرحة ، ولّى رأس الافعى ، وانا والناس جميعا بإنتظار رؤية نهاية الجزارين الاخرين القدامى والجدد ، لنعش بأمن وسلام  .