السبت 2 /12/ 2006
هذيانات (28)
( لماذا الاختلاط ؟ )
متعب المهاجركان صديقي عبيد الاملح هذا اليوم مهموما عندما اتصلت به للاطمئنان عليه ، وسرعان ما بث لي همّه ، ذلك انه شاهد برنامجا تلفزيونيا على قناة الفرات يقدمه احد رجال الدين المعتمرين بعمامة سوداء ، والبرنامج عبارة عن اسئلة يرسلها الجمهور مكتوبة تتعلق بامور الدين والدنيا يقوم السيد الفاضل بالرد عليها . والسؤال الذي اثار الهم عند صديقي عبيد الاملح يتعلق بالاختلاط بين البنين والبنات في الجامعة ، يقول عبيد بعد سلسلة اسئلة عن الغناء الذي حرمه السيد مقدم البرنامج المحترم بكل صوره حتى في الحمام لانه يشغل الناس عن عبادة الله وذكره جاء سؤال من احد الشباب وهو طالب في الجامعة يسأل عن ضوابط الاختلاط مع الجنس الاخر من الزميلات اللواتي معه في الجامعة ... واذا بالسيد مقدم البرنامج يستشيط غضبا من هذا السؤال وقال لقد اجبت عن هذا السؤال ما يقارب العشر مرات وذكرت كل الضوابط فلماذا تسألون مرة اخرى ؟.... لاداعي للاختلاط ، الا يوجد معك زملاء من الذكور في الجامعة ، اختلط بهم ودع النساء لاداعي للاختلاط بهن ....لماذا الاختلاط؟ !!! يقول عبيد لقد ارعبتني اجابة السيد الفاضل وتذكرت ايام دراستنا في الجامعة وكيف كان الاختلاط امراً عاديا وطبيعيا وكيف كانت البراءة السمة الطاغية في علاقتنا مع زميلاتنا ، كن لنا اخوات بل اكثر ، وان انتقى احدنا واحدة منهن حبيبة وشريكة حياة المستقبل ، فانه يتوسم كل الطرق الشريفة والفاضلة لبث مشاعره اليها وبادب جم ، ولا يتخلى عنها مطلقا ويجهد نفسه في الدراسة لكي ينجز مهمة التخرج مع حبيبة القلب ومن ثم يشرعان ببناء بيت الزوجية الابدي ، هكذا كانت الحياة بدون عمائم ، بريئة ، طبيعية ، عادية ، سهلة لا يشوبها اي قصد سئ او نظرة غير بريئة ، ويضيف عبيد بحرقة قلب : لو كان الامر بيد هذا المتخلف مقدم البرنامج ( واخشى ان يكون ) لوضع حواجز كونكريتية داخل الصف الواحد بين البنات والبنين ، ولخصص بعض ممرات الجامعة او الكلية للبنات والاخرى للبنين ولجزّأ النادي ملتقى الطلبة في الاستراحات الى جزأين واحد للبنات والاخر للبنين وهكذا .... كل شئ ممنوع عند السيد مقدم البرنامج المتخلف ، ممنوع الغناء والاستماع اليه ، ممنوع الاختلاط ، ممنوع الحب ، ممنوع الزواج ، ممنوع الضحك ، والقائمة تطول ، لكن السرقة حلال ، والقتل بلا سبب حلال ، والدمار هدف وشعار لعمائم الاشرار .