الثلاثاء 26 /9/ 2006
هذيانات
(10)
متعب المهاجر
الاجازة التي تمتع بها رئيس واعضاء مجلس النواب اثارت الكثير من الانتقادات وعجت المواقع والصحف بشتى الاقلام التي اعتبرتها شئ من الترف غير المبرر او انها محاولة هروب مؤقت من واقع مرير وغير ذلك من شتى الانتقادات اللاذعة ........ حملت كل تلك الاراء واتصلت بصديقي الدائم عبيد الاملح واذعتها اليه عبر التلفون .... وكالعادة كما توقعت فلا بد من رأي مغاير سأسمعه منه وبالفعل فقد علت نبراته الجدية والوقار وصار يشرح لي اهمية تلك الاجازة مبتدئا بالقول : لما كان البرلمان هو اعلى سلطة في البلد فإن كل قراراته تكون ملزمة لجميع منتسبي الدولة وايضا فإن كل ممارساته قدوة على الاخرين الاقتداء بها ومن هذا المنطلق فإن المجلس الموقر يريد لكل موظفي الدولة والقطاع الخاص التمتع بشهر اجازة – وانت تعرف اهمية هذه للانسان – وكان عليه ان يبدأ بنفسه لكي يقلده الاخرون فالعامل او الموظف البسيط لا يلتفت اليه احد وان كان هو محتاجا فعلا للاجازة فعليه الخضوع لعملية سين وجيم وتدقيق ولابد من مبررات مقنعه لكي يستطيع الحصول عليها ، الا انه الان وبعد ان تمتع مجلس البرلمان الموقر بإجازته هذه فإنه بإستطاعة اي موظف في الدولة او القطاع الخاص ان يجبر رئيسه او مديره او صاحب العمل على التمتع بإجازته السنوية وله الارتكاز على نموذج البرلمان في ذلك هذا من جانب اما على الجانب الاخر فأن السادة اعضاء المجلس ورئيسه ونوابه لم يتمتعوا بالاجازة لاغراض شخصية بحته بل ان اغلبهم انجز مهمات تخدم البلد حاليا ومستقبلا وتعلم ان الاغلبية الساحقة منهم قد سافروا خلال فترة الاجازة الى الخارج وهناك اجرى بعضهم عمليات تجميلية لوجهه لانه قد اصبح مثل نجوم السينما عليه ان يظهر بأحسن صورة تمثل العراق ، ومنهم من التقى باصدقاء له ذوي خبرة في السياسة والعمل البرلماني وخاصة من دول الجوار وتعلّم منهم الكثير لخدمة بلده ومنهم من التقى افراد عائلته المقيمين في الخارج بأمان وسلام واخرون دخلوا دورات في المحاسبة تعلّموا منها كيفية تنظيم ميزانية الاسرة وتوفير مبالغ كبيرة لهم ولعوائلهم في المستقبل ، اما القسم القليل الذي بقي في العراق فهم اولاد الخايبة الذين لا شأن لهم بكل ذلك .