الثلاثاء 21 /11/ 2006
هذيانات (26)
( صدام اعدام )
متعب المهاجرشغلت قضية الحكم باعدام الطاغية بال الكثيرين من ابناء شعبنا ومازالت حديث المجالس واللقاءات العائلية والاجتماعية ، الجميع بالتأكيد فرحين بصدور الحكم وينتظرون بفارغ الصبر لحظة التنفيذ ، وصديقي عبيد الاملح واحد من هؤلاء الذين اكتووا بنار الدكتاتورية وهو واحد من ابناء الشعب الذين تشغلهم قضية الاعدام هذه ، حدثني في اخر اتصال لي معه عن حكاية شاعت بين الناس اخيرا مفادها ان صداما حينما ولد لامه صبحة طلفاح لم يكن اباه المدعو حسين المجيد موجودا لاسباب مجهولة ، او انه كما يقال مجهول النسب وربما يكون حسين المجيد اسم وهمي لا وجود لمثل هكذا شخص او انه كان موجودا في يوم ما الا انه مات قبل ساعة الشؤوم ولادة صدام ، المهم ان مولود صبحة رأى النور ولم ير اباه مما شغل بال امه التي ظلت في حيرة من امرها وامر ابنها .... وانذاك كانت مهنة الفوالة رائجة وكن الفوالات يجلن بين البيوت والحارات لكشف المستور وقراءة المستقبل ....يقال ان صبحة طلفاح استدعت احداهن بعد اسابيع قليلة من ولادة ابنها المجهول النسب والذي اسمته صداما لاسباب لا يعرفها احد ... المهم ان الفوالة دخلت ورمت باحجارها قرب رأس المولود الجديد بعد ان عرفت اسمه وما هي الا ثوان حتى صرخت الفوالة " صدام اعدام ...... صدام اعدام " وجمعت احجارها وولت هاربة لا احد يعرف عنها شيئا الى اليوم . هذه القضية ظلت تتداول بين صبحة واهلها ومعارفها ووصلت اذان المجرم صدام بعدما نشأ وكبر ، فقرر ترجمتها الى واقع يرضيه هو وذويه فقط ، فقد رفع شعار الاعدام لكل من هب ودب ، وصار يعدم ويعدم لكي يترجم قول الفوالة " صدام اعدام " وارتضى هو لنفسه هذا التفسير وصار كل ما يعدم احدا يردد مع نفسه " صدام اعدام " الى ان حلت ساعة الحقيقة عندما نطق قاضي المحكمة بالحكم العادل على المدان صدام بالاعدام شنقا حتى الموت .... هنا فهم صدام ومن معه من اهله ان نبوءة الفوالة تتحقق الان ، لا شئ ينتظره ولا مستقبل ولا مصير له سوى الاعدام ، والجميع يردد الان صدام اعدام .