| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

هذيانات ... متعب المهاجر

Mut3ibalmuhajer@hotmail.com

 

 

 

 

الثلاثاء 10 /10/ 2006

 

 

هذيانات (16)

( القادم اسوأ )


متعب المهاجر

بعد الزيارة المفاجئة كالعادة التي قامت بها وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس للعراق مؤخرا اطلقت تصريحات فهم منها البعض انها تهديد للحكومة العراقية بضرورة تحسين الاوضاع الامنية والمعيشية للمواطنين والا فان الادارة الاميركية ستضطر للتدخل لحسم الموضوع واغرق هؤلاء البعض في التحليل فمن يقول ستتم عملية تعطيل الدستور واخرون قالوا ستعاد الانتخابات ومن قال ان العملية لا تعدو عن اقالة الحكومة الحالية فقط وهكذا كما نحن دائما بارعون في التحليل ووضع احتمالات لا نهاية لها ، الا ان كل ما قيل كان يصب في اطار الامل للتخلص من الاوضاع الحالية المتردية وتبديل الوضع السياسي الى اتجاه اخر لا يعلمه المحللون الى الان ، ولأني لاهم لي سوى العراق فقد شغلتني تلك القضية كثيرا وصرت الملم نفسي استعدادا للجديد الذي سيحصل ووضعت عدة احتمالات لما يمكن ان اقوم به في تلك الحالة ، وانا ارتب ميزانيتي واوراقي وارسم لنفسي واذا بتلفون البيت يرن عندي قاطعا علي سلسلة افكاري وما ان رفعت السماعة الا وصوت صديقي الاثير عبيد الاملح يحييني وقبل ان اعرف سبب اتصاله قلت له جاء بك الله رحمة لي الان فانا مشغول بشئ اتمنى ان تساعدني فيه وقصصت له ما سمعت وما افكر به وما ان اتممت ما عندي حتى انبرى عبيد الاملح ليرد على كل ما قلت : الله لا يسمع منك ومن ربعك المحللين السياسيين دعونا وشأننا فنحن نعتاد على ما نحن فيه تدريجيا ولا نريد اي تغيير في الوضع ذلك اننا لا نضمن من سيأتي ، فعندما كنا نحلم بنهاية صدام كنا نرسم صورا رائعة لحالنا وللعراق من بعده لكن من جاء لم يكن بأحسن حال منه ولم يتوقف التدهور في كل المجالات ما عدا كثرة الاحزاب السياسية بعد ان كان عندنا حزب واحد وهي كثرة لا فائدة منها وان العراق يبدو قد كتب عليه ذلك ليس من الان بل من قديم الزمان وهناك حكاية تروى عن الحجاج والي العراق ايام الامويين يحكى انه كان يطوف بالكعبة المشرفة وسمع من يدعو له بالبقاء وطولة العمر وبلهجة عراقية فما كان منه ان ارسل عليه جلاوزته واقصد حمايته للاستفسار منه عن سبب دعاءه هذا فحضر الرجل وهو لا يعلم مع من يتكلم لان في ذلك الزمان لم تكن هناك صورا للقادة والمسؤولين تعلق في كل مكان ويبثها التلفزيون كل يوم الف مرة ، المهم ان الحجاج سأل الرجل لماذا تدعو للحجاج بالبقاء الم يؤذك؟ الم يقتل من اهلك احد؟ هل اعطاك شيئا مقابل دعاءك هذا؟ فأجابه الرجل لا ياهذا لكننا اعتدنا لا يأتينا والى الا وكان اسوأ من الذي قبله ولم يأتنا الى الان من هو اسوأ من الحجاج ونخاف ان يأتينا من هو اسوأ منه لذلك ادعو له بالبقاء لاننا لا نعرف ما سيكون عليه حالنا مع الجديد الذي سيأتي بعده فقد اعتدنا ظلم الحجاج وطريقته في الحكم على سوءها . واسوق لك هذه الحكاية لانطباقها علينا اليوم ايضا كما قلت لك بعد صدام جاء من هو اسوأ ، اليس من يحكمنا الان جاء ت به امريكا من لديها بعدهم لتأتينا به هل تعتقد ان لديها الافضل وان كان كذلك لماذا لم تأتِ به من البداية لكي يريحنا ويريحها ، فرجاءا يا صديقي لا تصدقوا كل ما يقال فأمريكا لا تحبنا لانها تعرف اننا لانحبها فكما يقول المثل المصري الحال من بعضو .