د. مزاحم مبارك ماالله
الأحد 9/12/ 2007
تخطيط القلب الكهربائيد. مزاحم مبارك مال اللـه
المعرفة تطورت ، العلم تطور ، أساليب البحث والكشف هي الأخرى تطورت ، وتبقى سعادة الإنسان هي الهدف وبالتالي فأساليب تحقيق صحة وسعادة الأنسان تطورت وتنوعت .
ومن تلك الأساليب ، وسائل كشف الأمراض ، لذلك فالأطباء ينصحون بإجراء الفحوصات والتحاليل الدورية من اجل الكشف المبكر عن العديد من الأمراض وكذلك من اجل إكتشاف العديد من الأمراض الصامتة . ومن تلك الأمراض ، أمراض القلب .
من بين الأجراءات الأعتيادية والفحوصات الروتينية التي يتم نصح المريض بأجرائها وحتى الأصحاء من المراجعين هو تخطيط القلب الكهربائي ، فهو إضافة الى كونه وسيلة تشخيصية ، إلاّ إن الأطباء ينصحون كل مَن تجاوز الأربعين من العمر عمل هذا الأجراء الروتيني ، ( لذلك فلا داعي للقلق حينما يوصي الطبيب المعالج بأجراء هذا الفحص ) ، أمّا إذا كان المريض يشكو من أعراض وعلامات أزمة قلبية مهما كان سببها ، فهنا يتحتم إجراء هذا الفحص المهم جداً .
إن هذا الفحص يلعب دوراً أساسياً في فحوصات وتشخيص أمراض القلب المختلفة . إن تخطيط القلب الكهربائي يسمى إختصاراً عن اللغة الأنكليزية ECG وهو بحد ذاته لايمكن الأعتماد عليه كلياً ، ولكنه يضاف الى وسائل التشخيص الأخرى . ولأجل تبسيط فحص تخطيط القلب الكهربائي فنقول إن المبدأ الذي تقوم عليه فكرة الجهاز هو عكس الشحنة الكهربائية الصادرة عن القلب على ورق خاص يؤشرها مؤشر حساس جداً ، هذه الشحنة تتوزع على الأطراف الأربع(العليا والسفلى) وعلى ستة مواقع مختلفة على الصدر والتي تعكس توزيع تلك الشحنات على أجزاء القلب المختلفة . إن هذه الفكرة قامت لكون القلب ينتج موجات كهربائية من نقطة محددة في الأذين الأيسر تسمى ( بيس ميكر ). تنتشر هذه الموجات أو الشحنات الكهربائية على جدران أجزاء القلب المختلفة عن طريق حزمة من الألياف تسمى ( حزمة هز ) التي تقسم الى حزمة على الجانب الأيمن وحزمة على الجانب الأيسر . إن الإستقطاب الكهربائي والإختلاف في مقدار الشحنة الناتج عن إلغاء الإستفطاب وإعادته والخاص بأيونات الصوديوم والكالسيوم والمغنيسيوم هو الذي يجعل هناك فارق في مقدار الجهد الحاصل للشحنة الكهربائية . وبناءً على كل ذلك فإن المبدأ سيقوم على تحديد الأقطاب الكهربائية ، هذه الأقطاب هي الأطراف الأربعة اضافة الى أجزاء القلب المختلفة من على الصدر ، إن تسجيل الشحنات الكهربائية وفرق الجهد الحاصل بين الأقطاب سيكون بمجموعه 12 صفحة كهربائية منها أحادية ومنها ثنائية . إن الأقطاب الثنائية هي:
الصفحة الأولى ـ (I) ، وتسجل فرق الجهد الكهربائي بين الذراع الأيسر والذراع الأيمن .
الصفحة الثانية ـ ( II ) ، وتسجل فرق الجهد الكهربائي بين القدم الأيسر والذراع الأيمن .
الصفحة الثالثة ـ ( III ) ، وتسجل فرق الجهد الكهربائي بين القدم الأيسر والذراع الأيسر .
أما الأقطاب الأحادية وهي للذراعين وقدم واحدة فيرمز لها بالحرفين aV وعليه فستكون الصفائح كما يلي :ـ
الصفحة الأولى ـ aVR وترمز لفرق الجهد في الذراع الأيمن .
الصفحة الثانية ـ aVL وترمز لفرق الجهد في الذراع الأيسر .
الصفحة الثالثة ـ aVF فترمز لفرق الجهد في القدم ، وعلى أعتبار إن القدم الأخرى هي مفرّغ شحنة ( إرث ) .
وبذلك أصبح لدينا ستة صفائح ، أما فرق الجهد لأجزاء القلب المختلفة فتكون في ستة صفائح من V1 وحتى V6 . إن في كل صفحة من هذه الصفائح الأثني عشر يرسم المؤشر الموجة الكهربائية القلبية والتي تتكون أو يرمز لها بأحرف ( P ، QRS ، T ،U ) .
P ـ فترمز الى بداية النبضة أو شحنة التقلص من الأذين الأيسر .
مجموعة QRS فهي ترمز الى إسترجاع الشحنة الكهربائية عبر البطين الأيسر .
بعد هذه الشحنة تأتي فترة قصيرة من عدم الفعالية الكهربائية والتي تتمثل بـ ST ، إن الموجة T تمثل إستقطاب الشحنة الكهربائية .
إن أي خلل في مسار الشحنات الكهربائية وتوزيعها وإنتشارها يعكس دوماً حالة القلب الصحية فأذا كانت هناك أي معرقلات أو أمراض أو تشوهات أو تغيرات في عمل القلب التشريحي أو الفسلجي أو الوظيفي فسينعكس حتماً على مسار الشحنات الكهربائية وبالتالي سيشخِص الطبيب حالة المريض ويقترب من تحديد الخلل .
إن الأطباء يستطيعون قراءة تخطيط القلب ( وبالخبرة طبعاً ) فلكل صفحة من الصفحات الأثني عشر أعلاه خصائصها ، ( أي خصائص رسم الموجة والموجات ) ، ففي الحالات الطبيعية للقلب هناك موجة تظهر وأخرى تختفي ، هنا في هذه الصفحة يكون رسم الموجة الى الأعلى بينما في صفحة أخرى تكون الى الأسفل وهي طبيعية أيضاً ، أضافة الى ذلك فالطبيب يستطيع معرفة عدد نبضات القلب وذلك بتقسيم رقم ( 300 ) على عدد المربعات الفاصلة بين R وR في موجتين متعاقبتين ، وكذلك بأمكانه أن يعرف إن كانت هناك أزمة قلبية سابقة أم لا من خلال ظهور موجة كيو في بعض الصفائح ، أضف الى ذلك إن لكل حالة ميزاتها الموجية في رسم التخطيط الكهربائي من خلال شكل سير الموجة مع الأخذ بنظر الأعتبار الصفحة التي يظهر فيها شكل الموجة ، ففي الأزمات القلبية الحادة مثلاً وعلى سبيل المثال ( إحتشاء العضلة القلبية ، أو الذبحة الصدرية ) نرى إن فترة الـ ( ST ) تكون مرتفعة ومتوقسة الى الأعلى في حين هي بالحالات الطبيعية يجب أن تكون ممتدة الى الأسفل ، أي الى الجانب السلبي من الخط البياني الذي يسير عليه المؤشر .
إن الأطباء يستفيدون من مراقبة القلب بواسطة التخطيط الكهربائي في حالة أجراء الصدمة الكهربائية للقلب وفق فولتية معينة في محاولة لإنعاش القلب وإعادته لينبض مجددا ً .