| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مزاحم مبارك ماالله

 

 

 

السبت 6/12/ 2008

 

حوادث الأطفال في البيوت

د. مزاحم مبارك مال الله

تتعرض أعداد غير قليلة من الأطفال الى حوادث شتى بشكل يومي تقريباً،وما يؤسف له فقدان الكثير من الأهالي لأطفالهم بسبب تلك الحوادث.

لقد شاهدنا وسمعنا عن مئات هذه الحوادث وهي في حقيقة الأمر قصص مأساوية تدمي القلب،أطفال كالزهور وهم بالأشهر أو السنوات الأولى من أعمارهم يموتون أو يعوَقون بسبب حوادث تحصل وتجري أحداثها على مسرح البيت أو السكن الذي تلتئم بع العائلة.

وتتراوح هذه الحوادث بين البسيطة ولكنها تجعل الطفل كثير البكاء بسبب الألم وبين القاتلة حقاً وبسببها لم يعد يُسمع صوت الطفل للأسف الشديد.

وفي جميع هذه الحوادث يوجد عامل مشترك وهو الأهمال وفقدان الحذر يُعد السبب الرئيس في كل الحوادث التي يتعرض لها هؤلاء الصغار المساكين.

إن الأمثلة لاتعد ولاتحصى ولكن من المفيد أن نستعرض الأكثر شيوعاً بينها:ـ

1.    حالات الأختناق جراء أرضاع الطفل أثناء النوم:

كثيرة هي الحالات التي تؤل الى ألتهابات خطيرة في المسالك التنفسية للرضيع وأهمها ألتهاب ذات الرئة،فغالباً(أثناء الليل)ما تُرضِع الأم وليدها وهي مستلقية على فراشها ورضيعها كذلك وفي هذه الوضعية تكون القصبة الهوائية مفتوحة ولسان المزمار لا يغلقها أثناء مرور الحليب لذا فبدلاً من مروره الى المرئ سيذهب الحليب الى القصبة الهوائية.طبعاً أسباب ذلك معروفة وهي الأجهاد والأعياء الذي تعاني منه الأم طيلة ساعات اليوم ومع ذلك فهذا لايكون عذراً للأم.

وفي حالات مأساوية حقيقية تم تسجيلها جراء نوم الأم(دون وعيها)على أنف وفم الطفل أو أن الثدي الكبير يقطع النَفَس على الرضيع.

2.حالات الأختناق جراء تقيؤ الطفل بعد الرضاعة:

كثير من الأخوات لايعمدن(بسبب عدم الدراية أو غير صبورات)الى حمل الطفل لأكتافهن لغرض أن يتجشأ(أخراج الهواء من مهدته بعد الرضاعة)فيلقين بالطفل الى فراشه وبالتالي سيتقيئ،هذا القيئ في أغلب الأحيان يدخل القصبة الهوائية فأذا لم يغلق المسلك التنفسي فبأمكانه أن يتسبب بألتهاب ذات الرئة،علماً إن الطفل لايدرك ما يفعل جراء دخول هذه السوائل الى مسالكه التنفسية.

3. حالات الأختناق جراء التدفئة في فصل الشتاء:

في فصل الشتاء تدفِئ العوائل غرف النوم ومنها غرفة الطفل وخصوصاً الرضيع،وفي بلداننا نعتمد على المدفآت الكهربائية أو تلك التي تعمل بالكيروسين(النفط الأبيض)،ولمّا كانت الطاقة الكهربائية غير متوفرة دوماً فيتم أستخدام المدفآت النفطية والتي تنتج غازَي أول وثنائي أوكسيد الكربون جراء أشتعال الكيروسين وهذا كفيل بتلوث أجواء الغرفة وتقليل نسبة الأوكسجين في هوائها وبالتالي إحداث الضرر المباشر للطفل،فقد مرت بنا حالات الأختناق وحالات ضيق التنفس أضافة الى الحساسية القصبية،هذا أضافة الى حالات حصول حوادث الحريق جراء التماس الكهربائي أو أشتعال الكيروسين في مدافئ غير صالحة.لذا فالحل الأمثل هو التأكد من صلاحية الأجهزة المستعملة أضافة الى ترك منفذ لتبادل هواء الغرفة.

4.حالات الأختناق والشدّة الخارجية أثناء تحميم الرضيع:

كثير من الأمهات لايمتلكن تجربة حضانة طفل وخصوصاً حديثات العهد بذلك،هذا أضافة الى كون الرضيع لايمتلك الوعي في إزالة مايمكن أن يقف حائلاً دون تنفسه،فيدخل الماء الى مسالكه التنفسية دون أن تدرك الأم ذلك أو يدخل الى أذنيه،هذا أضافة الى كون جلد الطفل يكون رقيق وناعم فيسهل أنزلاقه من بين يديها فيتعرض الى شدّة خارجية تكون خطيرة.لقد سجلنا العديد من حالات غرق الرضّع في أناء التحميم،لذا فحذر وحرص الأم ومساعدتها من قبل الأخرين كفيل بتجنب كل هذه الحوادث.

وبالمناسبة فهناك الكثير من البيوت التي تحتوي حماماتها على البانيوهات،وقد حصلت العديد من حالات الغرق لأطفال تمكنوا من الوصول الى البانيو والغوص فيه دون أن يقووا على الخروج منه.

5.       حوادث الأختناق والتحسس جراء أستنشاق مواد سامة:

الكثير من العوائل تستخدم مبيدات الحشرات والمصنّعة على شكل سبريه(قناني مملؤة بالمواد السامة المضغوطة)،وخصوصاً في فترة أنتشار البق(الناموس)،وهذه المواد هي مشتقات كيمياوية تخرّش وتخدّش المسالك التفسية وأغشيتها المبطِنة،بل التعرض لها مباشرة وبتركيز عال يؤدي أما الى التسمم بها أو بحصول حالة التحسس والتي ربما تتطور الى نوع من الربو.

6. حوادث الأجسام الغريبة:

جراء حركة الطفل سواء بالزحف أو المشي وبسبب فضوله وعدم أدراكه وطبيعة التقليد والفعل المكتسب،فأن العديد من حالات دخول الأجسام الغريبة في داخل جسم الطفل قد تم تسجيلها ومنها كانت خطيرة حقاً،ومن أمثلة ذلك أدخال أجسام غريبة في الأنف،أو أبتلاع مواد صلبة.  

7.حوادث سقوط الطفل:

واحدة من الممارسات الخاطئة والتي تعبر عن المبالغة بحب الطفل أو مداعبته هي تلك التي يمارسها أهل الطفل برميه الى أعلى وتلقفه مرة ثانية،وهذه الحركات أدت للأسف الشديد الى شدّة خارجية قوية على أضلاع الطفل،عدم السيطرة عليه وسقوطه على الأرض،ولازلت أتذكر أحدى الحالات التي أرتطم بها رأس طفل مسكين داعبوه بنفس الطريقة وأدت الى أرتطام رأسه بالمروحة السقفية التي كانت شغّالة.

ومن الأمور المتعلقة بسقوط الطفل حينما يبدأ تعلم المشي،فغالبية الأطفال لديهم فضول تسلق السلالم،وقد تم تسجيل العديد من حالات السقوط من علو.

8.حوادث تحصل في فترة أستخدام الحجّالة:

حينما يبلغ الطفل ستة ـ سبعة أشهر من العمر يعمد الأهل الى تعليمه الأعتماد على نفسه وتعليمه على كيفية الوقوف والمشي وذلك بوضعه في مساعدة هذه الحركات وهي الـ (حجّالة)،وحينما يتعلم الطفل ويتعود على الحجّالة يسهل عليه التنقل بأرجاء البيت حينما يدفع بقدميه فتسير الحجّالة بسرعة فترتطم هنا وهناك،ولكن الخطورة تكمن حينما ترتطم هذه الحجّالى بالطباخ،فقد سجلنا كثير من الحوادث المؤلمة من قبيل سقوط وعاء الطبخ الذي يغلي على الطفل أو أنسكاب الزيت الحار ..الخ ومن تلك الحوادث المؤسفة أرتطامه بالمدفأة(وخصوصاً النفطية)فتسبب أما أنقلابها أو أنقلاب ما عليها من أشياء على الطفل ..الخ خلاصة القول فأن الحذر واجب خصوصاً وأن الأم ستنشغل بأمور البيت وهي مطمأنة من أنها قد وضعت طفلها في حجّالته.

9 .حوادث الصعق الكهربائي :

مؤلمة حقاً تلك المتعلقة بالصعق الكهربائي حينما يحشر الطفل أصبعه بثقوب أجهزة مصادر الكهرباء في البيت،إن النمط الفضولي في سلوكيات الطفل الخارجة عن الأدراك ربما تحيل الطفل في غفلة من الزمن لاتتجاوز اللحظات الى جثة هامدة!

10.حالات التسمم بالمواد الكيمياوية :

لاتعد ولاتحصى تلك المواد التي يمكن التعامل معها وعدد لابأس به يدخل الى البيوت كجزء من النشاط الحياتي،وبعض من تلك المواد خطيرة جداً بل قاتلة وغالباً ما تضع الشركات المنتجة علامات التحذير وبعضها يحمل الشرح على حالات التسمم بها أو التعرض لمفعولها.وفي جميع الأحوال فأن مثل هذه المواد يقتنيها أهل البيت بملء أرادتهم هذا من جانب ومن جانب أخر فالتحذيرات موجودة،ولذلك فأن أي حادث يتعرض له أي من أهل البيت وخصوصاً الأطفال أنما يدل دلالة قاطعة على عدم الحذر من تلك المواد والجهل بها.ومن تلك المواد(الأدوية،مبيدات الحشرات،الأسمدة،النفط الأبيض(الكيروسين)،البنزين،النفثالين وغيرها عشرات المواد)وأخطر كل هذه المواد هي المواد الكيمياوية العضوية كسموم الفئران،عشرات حالات الموت شهدناها جراء تناول الطفل لسم الفئران ذي اللون الأحمر الذي يجذب الطفل وخصوصاً الذي يزحف،أو تناوله للنفثالين ذي اللون الأبيض الصقيل كونه يشبه أحد الحلويات الذي يطلقون عليه(المصقول).

وتأتي في المرتبة الأولى لعدد حالات التسمم هي حالات تناول الأدوية خصوصاً وأن الطفل يحاول أن يقلد الكبار في أستعمالهم للدواء فهو يراهم حينما يتناولون الأدوية ولذلك فهو يريد أن يعمل مثلهم أو على الأقل يتصور إن هذه المادة مفيدة ما دام أحد بالبيت يتناولها.

ولذلك فالعمل وبجدية على أبعاد كل هذه المواد من أن يصل أليها الطفل يجب أن يكون الواجب الرئيس للعائلة.

11.حالات الأصابة من الحيوانات التي تربى في البيوت

ليس بغريب أن تجد العديد من العوائل تُربي في بيوتها بعض الحيوانات كالقطط وكلاب الزينة وكلاب الحراسة والطيور وغير ذلك،وأذا أفترضنا عدم تعرض الطفل لعضة أو نهش هذه الحيوانات له فلا يمكن تجاهل أحتمالية أصابته ببعض الأمراض التي تنتقل عن طريقها رغم تلقيحها.أمراض ليست قليلة تنتقل عن طريق هذه الحيوانات،نعتقد إن أبعاد الطفل الصغير عن تلك الحيوانات أمر في غاية الأهمية وأذا كان بالأمكان الأستغناء عنها فهذا أفضل.

12.حوادث متفرقة:

ومنها ترك الأدوات الجارحة في متناول وصول الطفل أليها كالسكاكين والمخايط(الأبر) ،أكياس النايلون والتي سجلنا فيها عدد لابأس به من حالات الأختناق حيث يضع الطفل هذه الأكياس فوق رأسه،...الخ

12.حوادث خاصة بالريف يتعرض لها الأطفال

حوادث الأطفال في الريف تختلف عن تلك التي تحصل بالمدينة من ناحية الشدّة وتكرارها وعددها فغالباً ما تنحصر بـ :ـ

·       السقوط من علو .

·       الغرق بالأنهر والترع.

·       الجروح

·       التسمم الغذائي

·       التسمم بالنفط الأبيض

·       لسعة الحشرات ونكز الحيات والأفاعي

·       شدّة خارجية من الحيوانات التي يستعملها الفلاحون

·       الدعس


 

free web counter