| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مزاحم مبارك ماالله

 

 

 

                                                                                     الأثنين 4/4/ 2011



أمراض القلب عند الأطفال

 د. مزاحم مبارك مال الله

يبتلى العديد من الأطفال وعوائلهم بأمراض تصيب قلوبهم الطرية وتتراوح هذه الأمراض والحالات بين بسيطة ومعقدّة ، بين التي يكون علاجها سهلاً والأخرى صعباً ، بين التي تحتاج تداخل جراحي والأخرى لاتحتاج، ولكن في جميع الأحوال فأن حالات كثيرة جداً قد تحسنت بسبب سرعة التشخيص والعلاج .

وهذه الأمراض قد يولد معها الطفل والتي تصيب قلبه في الأشهر أو السنوات الأولى من عمره ولكن من المهم الأشارة الى أن العلوم الطبية تقدمت بشكل ملفت حيث أنشئت مراكز عالمية متخصصة بأمراض القلب لدى الأطفال وذلك لما للأطفال وأمراضهم خصوصية خاصة(الوزن،القدرة المناعية،نمو وتطور أعضاء الجسم المختلفة،وهناك أمراض خاصة بالأطفال دون الكبار) ، ومما يجدر أن نذكره أن علاج أمراض القلب لدى الأطفال تقدم جداً بحيث تم تسجيل هبوط واضح بمعدلات الوفيات بين الذين يعانون من مشاكل في قلوبهم ما يحدونا الأمل بتأسيس هكذا مركز متخصص متقدم في العراق ونستطيع ان نجزم أنه بأمكاننا أن نؤسس مثل هذه المستشفيات البحثية والعلاجية المتخصصة.

أمراض القلب عند الأطفال نوعان ،الخلقية والمكتسبة. الخلقية بمعنى أن يولد الطفل ويحمل قلباً فيه علّة ، فيه عيب،وهذه العيوب أما أن تكون بسيطة لاتستدعي القلق أو تكون معقدة تستوجب الأهتمام والعلاج والمراقبة ،أما المكتسبة فهي تلك التي تصيب قلب الطفل بعد الولادة بأشهر أو سنوات.

وأمراض القلب التي يولد بها الطفل تأتي نتيجة أمرين:ـ

الأول ـ  العامل الوراثي

الثاني ـ  التغير الجيني أثناء الحياة الرحمية.

وقد لاحظ العلماء وجود بعض العوامل التي قد تتعرض لها الحامل مما تؤدي الى حصول عيوب خلقية في قلب الطفل ومنها:ـ

1.    الأصابة بالحصبة االألمانية، النكاف وأصابات فايروس هربس.

2.    تعاطي بعض الأدوية كالمهدئات أو منشطات الجهاز العصبي وأدوية الصرع وعلاجات السرطان.

3.    الأصابة بداء السكري/ حيث يشكل هذا العامل نسبة 50% من أسباب العيوب الخلقية في قلوب الأطفال ويرى العلماء أن سبب العيب هو أرتفاع نسبة السكر أضافة الى أرتفاع مادة الكيتون السامة في أجساد الحوامل المصابات بهذا الداء، وأن أغلب هذه العيوب تحصل بين الأسبوعين الخامس والسابع من الحمل.

4.    الأصابة بداء الذئب الأحمراري.

5.    أمراض الغدة الدرقية والتي تسبب نقص عام في نمو الجنين مع تسارع ضربات قلبه.

6.    أمراض القلب لدى الأم.

7.    التدخين وتناول الخمور، حيث ثبت أن مادة النيكوتين الموجودة في التبغ تعمل على تأخر نمو الجنين وبالتالي أرتفاع أحتمالية أصابة قلبه بأحد العيوب أعلاه.

وهناك عدد من الأمراض الخاصة بالجنين نفسه :ـ

1.    كخلل الكروموسومات في متلازمة داون وتغلب حالة تاخر الأم بالحمل بمثل هذه العاهات.

2.    توأم وحيد البيضة

من الأمراض الوراثية نذكر :ـ

1.    أعتلال العضلة القلبية الوراثي.

2.    التضييق فوق الأبهري.

3.    تناذر مارفان.

4.    تهطل الصمام التاجي.

ومن خلال الدراسات ظهر أن نسبة الأطفال الذين ولدوا لزوجين أقرباء وهم يحملون علّة بالقلب تصل الى 13,7% .

أضافة الى ذلك فقد لاحظ العلماء أن نسبة الأطفال الذين يولدون بعيوب خلقية في قلوبهم هي 8(ثمانية) أطفال لكل 1000(ألف) طفل في العوائل التي لم تسجل فيها أية حالة وراثية بهذه العيوب، ولكنها تزداد في حالة وجود قريب من الدرجة الأولى أو أكثر مصاباً بعيب خلقي من عيوب القلب.

وتوجد ثمانية أنواع من الأمراض الولادية القلبية:ـ

1.    ثقب بين البطينين.

2.    بقاء القناة الشريانية مفتوحة .

3.    ثقب بين الأذينين.

4.    رباعي فالوت .

5.    تضييق الصمام الرئوي .

6.    تضييق الأبهر النازل.

7.    تضييق الشريان الأبهر.

8.    تشوه الشرايين الكبيرة.

وأغلب هذه الأمراض تسبب تضخم القلب. 

أما بخصوص الأمراض المكتسبة والتي ربما تحصل بعد أشهر أو سنوات فيقف مرض حمى الروماتزم على رأس الأسباب، وهذه البكتريا تسبب ألتهاب اللوزتين في العادة.

وأزاء ذلك فيتوجب على الحامل أن تراجع مركز الرعاية الصحية الأولية لمتابعة حالتها وحالة الجنين أضافة الى أعطاء مقويات الحمل واللقاحات وكذلك لتثبيت أي طارئ على حالتها الصحية حيث أن العلم الحديث وبواسطة أجهزة السونار المتطورة مكّن الأطباء من معرفة أصابة قلب الجنين بأي عاهة وكذلك فحص رقبة الجنين لمعرفة تأثير هورمونات الغدة عليه، ناهيك عن الألتزام بالعلاجات  والأرشادات في حالة وجود بعض الأمراض كالسكري وأضطرابات الغدة الدرقية.

أن حديثي الولادة لأمهات مصابات بالسكري أو بالغة الدرقية وماشباههما من أمراض يحتاجون الى متابعة دورية بعد الولادة ولعدة أشهر.

كيف يعرف الأبوان أن طفلهما مولود ومعه عيب خلقي في قلبه ؟

العلامات السريرية مهمة جداً وعليهما الأنتباه الى ذلك أو بالحقيقة هي الشكوى الأهم التي يتقدمان بها عند الكشف الطبي، وتشمل:ـ

1.    صعوبة الأرضاع، والتوقف مراراً مما يستلزم وقت طويل لأكمال الرضعة.

2.    سرعة التنفس.

3.    أعياء سريع مع تعرق غزير أثناء الرضاعة.

4.    قلة الوزن.

5.    بطئ النمو.

6.    تكرار الألتهابات التنفسية والتي في بعض الأحيان تعالج خطأ على أنها حساسية أو ربو.

7.    عند بعض الرضّع تظهر علامات الأزرقاق سواء على اللسان والشفتين أو في الأظفار.

·       ملاحظة مهمة/ أن العلامات الرئيسية لمرض القلب لدى الأطفال الأكبر سناً هي:ـ

1.    التعب السريع.

2.    عدم تمكنهم من مجارات أقرانهم سواء باللعب أو بالركض.

3.    حاجتهم المتكررة للأستراحة بعد المشي أو الركض.

4.    يصاحب ذلك ضيق بالتنفس مع زيادة بضربات القلب.

حمى الروماتزم وتأثيرها على القلب:ـ

تصيب حوالي 2ـ 3% من الأطفال وهي نسبة عالية وتسببها بكتريا من نوع(ستربتوكوكس) في ظروف غير صحية كالتلوث وعدوى الأمراض التنفسية،فتصيب الحلق واللوزتين(وهما الدفاع الأول)وكذلك تصيب الأنسجة الضامة في الجسم ومنها صمامات القلب كونها من الأنسجة الضامة،وحينما يقوم الجسم بأنتاج أجسام مضادة لمحاربة هذه البكتريا فأن هذه الأجسام تهاجم البكتريا والأنسجة الضامة على حدٍ سواء فتسبب خلل في عمل تلك الصمامات خصوصاً في حالة تكرار ألتهاب الحلق واللوزتين بهذه البكتريا.

السمنة عند الأطفال وتأثيرها على القلب

15%من الأطفال البدناء يعانون من أمراض القلب بسبب زيادة الكولسترول وكذلك السكر في دمائهم. هذه الزيادة ناتجة عن التغذية غير الصحية والمحصلة زيادة مفرطة بأوزانهم والتي تسبب أرتفاع ضغط الدم الشرياني، علماً أن أرتفاع ضغط الدم الشرياني تسببه  كذلك أمراض الكلى أو ضيق الشريان الأبهر لدى الأطفال.

التشخيص

1.    يمكن الأستفادة وبنسبة عالية جداً حينما يصف الأبوان حالة طفلهما في وضع الخطوط العامة للأشتباه بأصابة الطفل بمرض القلب.

2.    كما ويمكن الأستفادة من سجل الرعاية الصحية وما مدوّن فيه عن حالة الحامل وحالة حملها.

3.    الفحص السريري.

4.    فحوصات بالأجهزة الحديثة المتطورة كالأشعة السينية والتخطيط الكهربائي والأيكو والقسطرة.

5.    فحوصات الدم المختلفة.

العلاج

1.    أما بالأدوية :ـ

أ‌)       والتي تحتاج معرفة جيدة بأستخدامها  كمنشطات القلب وغيرها.

ب‌)  زرق الأبر الشهرية للذين يُصابون بحمى الروماتزم.

2.    أو بالجراحة، وقد طرا تطور كبير ومذهل بهذا النوع من العمليات والتي تعدّ تخصص دقيق ويتم اجرائها في مراكز طبية متقدمة.‏




 

 


 

free web counter