| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مزاحم مبارك ماالله

 

 

 

 

الاثنين 30 /4/ 2007

 

 


لمحة سريعة على واقع صحة الطفل في الريف العراقي
 

د. مزاحم مبارك مال الله

إن الواقع الصحي يعم بكل خصائصه السلبية والإيجابية على كافة شرائح وفئات المجتمع،وإن صحة الفرد هي الى حدٍ ما مرآة لصحة المجتمع.ولكن ورغم هذه الصورة العمومية تبقى هناك خصوصيات صحية ومَرَضية لهذه الشريحة الإجتماعية أو تلك الفئة حيث تحكمها عوامل العمر والمهنة والطبيعة الجسمانية العامة.وبما أن العمر يُعّدُ أحد أهم المؤثرات الخاصة بالأمراض لذا ،سنتناول وببساطة وضع الطفولة الصحي في الريف.إن موضوعة وضع الأطفال الصحي في الريف لايمكن فصلها عن مجمل واقع الصحة في الريف ،حيث إن واقعهم هو إمتداد لواقع أمهاتهم بل هو جزء من الصورة نفسها،إلاّ إن الفئة العمرية تتحكم بطبيعة أمراضهم،أي بمعنى أن هناك أمراضاً خاصة بالأطفال،إن سبب هذا يعود الى:

  1. الطبيعة المَرَضية لمسببات الأمراض.

  2. الصورة المناعية في أجسام الأطفال.

  3. البناء التشريحي والفسلجي لأجهزة أجسام الأطفال.

لذا يمكن تقسيم ملامح الوضع الصحي للأطفال الى ما يلي :
أولاًـ نتائج إستخدام المفاهيم والتقاليد الريفية .
ثانياًـ الأمراض الإنتقالية.
ثالثاًـ نتائج النشأة الريفية.

ففيما يخص نتائج تطبيق وإستخدام المفاهيم والتقاليد يمكن أن نشخّص الظواهر السلبية التالية :

  1. الإستعانة بالجِدّة لتوليد الحامل،ورغم التطور البطئ الحاصل بأهلية المولِدات (الجدات) للقيام بهذه المهمة الخطيرة،إلاّ إن العوائل الريفية لازالت تفضّل توليد النساء لدى الجِدّات علماً إنه من الناحية الطبية لايوجد ما يمنع من الإعتماد على الجدات بتوليد النساء ولكن هناك ضوابط غاية في الأهمية يجب الإحتكام إليها خوفاً على الوليد وأمه.

  2. إستخدام القماط،وثبت إن القماط عبارة عن قيد مؤلم للطفل،وليس له علاقة بإستقامة عظام الطفل،على العكس فقد لاحظ الأطباء إن مساوئ القماط كثيرة وهو أسلوب غير صحي للوليد.

  3. إستخدام أساليب غير صحية ولا صحيحة مع بعض ما يعترض وضع الرضيع،مثال ذلك حينما يكون أنف الرضيع محتقناً (مسدود) يعمدون الى تنقيط بعض قطرات حليب الأم في أنفه ! وضع الكحل في عيني الطفل،إستخدام دهن الطبخ لحالات جلدية...الخ.لقد ثيت إن قطرات الحليب هذه تسبب إلتهاب ذات الرئة لدى الأطفال وإن الكحل غالباً ما يؤدي الى إلتهاب العين اللاجرثومي وحصول الحساسية فيها .

  4. النظرة غير الصحية في التعامل مع حالات الإسهال التي تنتاب الطفل،فالغالبية من اهلنا في الريف لايعتقدون بوجود الجراثيم أو الإلتهابات،وإنما يعتقدون بأن الرضيع قد (كرف) شيئاً ما،أي أنه تَنَفَس رائحة إحدى الحيوانات مثل القنفذ !! أو إنهم يستخدمون الـ ((كي)) على بطن الطفل.

أما ما يخص الأمراض الإنتقالية فإن الواقع يقول إن الناس في المناطق الريفية والنائية بحاجة الى الرعاية الإستثنائية حيث أن العديد من هذه الأمراض لازالت متوطنة في العراق،وبهذا المجال نوضح :

  1. إن العديد من العوائل الريفية لاتلقح أطفالها .

  2. إن العديد من العوائل لاتلتزم بالجدول الزمني للقاح أطفالها.

  3. إن بعض العوائل تنتقل الى أماكن سكنية أخرى وبالتالي لاتتابع تلقيحات أطفالها.

  4. إن العديد من العوائل تمتنع عن تلقيح أطفالها بحجة أن الطفل يتمرض بعد التلقيح.

  5. إن العديد من العوائل تهمل لقاح الأطفال مجرد حصول مشاكل عائلية أو زعل الأم الى بيت اهلها.

وفي مجال النشأة الريفية وما ينعكس عنها من سلوكيات وتصرفات سلبية تؤثر بهذا الشكل أو ذاك أو بهذا الأسلوب أو ذاك بمجمل الصفات أو السمات الصحية العامة فإننا نستطيع أن نحصر العديد من العادات والسلوكيات التي يعتادها الطفل والتي تؤثر عليه سلباً :

  1. عدم الإهتمام بالصحة العامة وإنسحاب المعتقدات الريفية عليه من حيث يدري أو لايدري.

  2. إهمال النظافة الشخصية،وعدم إيلاء جانب الوقاية من الأمراض المشتركة أهميتها الخاصة،ومثال ذلك : عدم الإهتمام بنظافة وتعقيم بعض المنتوجات الزراعية فيتناولها مباشرة على إعتبار إن هذه المواد طازجة ولاتحتاج الى التعقيم متناسياً إن العديد من الأمراض الطفيلية تنتقل عن طريق المأكولات الزراعية غير المعقمة أو المغسولة.

  3. عدم الإكتراث بالأمراض التي من الممكن أن تنتقل بواسطة ممارسات خاطئة كالسباحة بالترع والسواقي ومثال ذلك البلهارزيا.

  4. عدم نشأة الطفل بما يتناسب مع ما يجري من تطور حضاري وتقدم تكنولوجي،إضافة الى عدم الإستفادة من قابلياته الذهنية والعقلية وتنمية مواهبه.

إن قلب الواقع الصحي لأطفال الريف بما يتسم من سلبيات يحتاج الى جملة من الإجراءات الشمولية والتي تتحدد محاورها بما يلي :
أولاًـ أن تكون تلك الإجراءات عاجلة .
ثانياًـ أن تكون جزء لايتجزأ من حملة النهوض بالواقع الصحي والبيئي للريف نفسه .
ثالثاًـ أن تكون تلك الإجراءات على شكل حملة وطنية وبالتالي فهي مهمة عراقية شاملة تشارك فيها كل القوى والقطاعات ذات العلاقة.
رابعاًـ أن تولي الحكومة أهتمامها الخاص من ناحية رصد الأموال و توفير التسهيلات،إضافة الى إجراء الإتصالات مع المؤسسات الدولية ذات الإهتمام والصلة .
خامساًـ أن تكون تلك الإجراءات مستثناة من الخطة العامة للحكومة ولكن بضوابط خاضعة للرقابة والتدقيق.