| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مزاحم مبارك ماالله

 

 

 

                                                                                  الأحد  27 / 4 / 2014



الوحام
حالة مفروضة.. عليكِ تحملها

د. مزاحم مبارك مال الله

أمنية كل زوجين أن ينجبا ،وهذه هي غريزة تمثّل ميل البشر للحفاظ على النوع.

الحمل ينتج عن وظيفية ألأعضاء الجنسية للإنسان ويكون تحت سيطرة مجموعة من الهورمونات التي تتحكم بها المراكز العصبية العليا في الدماغ. مستويات هذه الهورمونات تتغير تبعاً للحالة التي بها المرأة ،وعلى سبيل المثال ،فأن هورمون (البرولاكتين ـ هورمون الحليب) يكون مستواه واطئ قبل الحمل ،ولكن يرتفع ويصل الى أعلى المستويات أثناء الحمل ،وغيره من الهورمونات التي تؤثر في عمل المبايض والرحم وجدار الرحم وعنق الرحم ..الخ.

هذا يعني أن الحمل هو ليس تخصيب البويضة بالحيمن والتصاق البويضة المخصبة بجدار الرحم لتنمو الى جنين وأغشيته ومشيمة وحبل سري ،وإنما هناك هورمونات تفرزها المشيمة ،وهناك هورمونات تساعد على نمو الجنين بمراحله المختلفة ،وإذا علمنا أن الهورمونات هي تراكيب غاية في التعقيد البايو ـ كيمياوي ،وأنها تدور في الجسم بدوران الدم ،علينا أن نتخيل تأثيراتها المتنوعة على أعضاء الجسم جميعاً بدون استثناء بما فيها الدماغ الذي يسيطر عليها.

هذه التأثيرات تتناسب مع:

1.    مستويات الهورمونات أثناء مراحل الحمل المختلفة.

2.     الطبيعة الجسمانية والصحية للمرأة قبل الحمل وما بعد حصوله.

3.    عدد مرات الحمل.

4.    طبيعة الحمل (توأم أم مفرد ،جنس الجنين) / وهذه لا زالت نظرية.

5.    الحالة النفسية للحامل.

هذه التأثيرات تصاحب التغيرات التي تطرأ ،التغيرات تشمل توقف الدورة الشهرية ، لون الهالة حول حلمة الثدي يصبح لونها داكن ،إضافة الى بعض التغيرات التي تصيب المهبل، أما تأثيرات الهورمونات فهو ما نطلق عليه بالوحام ،.

أذاً الوحام هو تأثيرات هورمونية مصاحبة للحمل (لم تعهدها المرأة في حياتها الأعتيادية)  ،تختلف بشدتها ومدتها وطبيعتها ونوعها ووقتها بين امرأة حامل وأخرى.عادة يبدأ الوحام في بداية الشهر الثاني من الحمل لينتهي بانتهاء الشهر الثالث، ولكن هناك 5% من الحوامل يستمر معهن الوحام حتى موعد الولادة.

أما الصورة الشائعة للوحام هو الدوار والغثيان والتقيؤ الصباحي ،وتختلف شدته من خفيف الى حد يضطرنا إدخال الحامل الى المستشفى لغرض تعويض السوائل المفقودة عن طريق السوائل الوريدية.، منعاً للجفاف والذي ينذر بالخطر الشديد على الحامل وجنينها.

هذا أضافة الى أن العامل النفسي له دور حيث تلعب بعض الأفعال العاطفية النفسية بشكل عكسي لغرض استمالة الزوج أو در عواطف أهله مثلاً.

والوحم / كلمة عربية فصحى تعني : ما تشتهيه الحُبلى.

ولكن على أرض الواقع أصبحت كلمة "وحام" تعني كل الأعراض غير المَرَضية التي تعاني منها الحامل جراء الحمل.

وقد لعبت الأساطير والحكايات دوراً في ذلك ،وهي بالحقيقة انعكاس لدرجات الوعي الفردي والمجتمعي.

نظريات تفسير الوحام:

أولاً ـ النظرية الهورمونية: وتقول هذه النظرية أن تباين مستويات الهورمونات وتأثيراتها على المستقبلات في أنسجة الجسم المختلفة بما فيها الجهاز العصبي المركزي وأفعاله الحيوية ، تؤدي الى انعكاسات غير طبيعية في تلك الوظائف (الشم ، الذوق، الرغبة ، الشهية ، الجوع ، الشبع ..الخ).

ثانياً ـ النظرية التغذوية: وهذه النظرية تميل الى تفسير الوحم على اعتباره رد فعل الجسم أزاء حالة نمو جسم أخر في داخل جوف الحامل ،فالميلان الى الموالح هو أنعكاس لنقص الأملاح والسوائل في جسم الحامل، وكذا الحال ينطبق على تناول الحلويات ..الخ.

وقد دخلت التفسيرات الشعبية على هذا الخط ففسروا الوحام على الحلويات يعني جنس الجنين أنثى ، أما أذا كان الوحام على الموالح فسيكون الجنين ذكراً، بل راح الناس الى أبعد من ذلك حينما ربطوا بين "الوحمة" (والتي تعني شامة حمراء أو سوداء أو بنيّ اللون ، أو بقعة جلدية أينما تكون في الجسم وذات ألوان مختلفة أيضاً) وبين ما تشتهيه الحامل من شئ، وهو في حقيقة الأمر لا يوجد رابط يجمع ما بين الأثنين لا من بعيد ولا من قريب.

ورغم ما ينصح به علماء النفس في ضرورة توفير من تحتاجه الحامل في وحامها ، الاّ أنهم لا ينصحون بتناول اللحم النئ ، مثلاً ولا بتدخين سيكارة كذلك.

وعلى العموم فمهما كانت النظرية التي تتصدى للتفسير فأن هذه الأنعكاسات تتباين ، وكما يلي :

1.    الرغبة في تناول أطعمة معينة دون غيرها، وربما في غير موسمها.

2.    الرغبة في تناول أطعمة كانت المرأة لا تحبذها قبل الحمل.

3.    الرغبة في طريقة وأسلوب تناول أطعمة لم تعتادها سابقاً ،كأن تناول الغداء في السطح صيفاً أو العشاء في الحديقة شتاءً .

4.    الأشمأزاز من مواد غذائية كانت محببة للحامل قبل الحمل.

5.    الأنجذاب لروائح معينة وكره أخرى ،بعض الحوامل يملن الى استنشاق روائح كريهة كرائحة البنزين أو الشمع أو الديتول.

6.    الرغبة في مضغ بعض المواد كالتراب أو التباشير أو الفحم.

7.    الدوار("لعبان النفس") والرغبة بالتقيؤ.

8.    الصداع.

9.    الحساسية الجلدية.

10.عدم الرغبة برؤية أو لمس أشخاص كانوا أقرب المقربين للحامل كالزوج مثلاً.

هذه وغيرها ربما تستمر لأسابيع محددة من فترة الحمل وربما طوال مدة الحمل ،ربما تكون صباحاً ولكن تم رصد حالات وحام شديدة ليلاً.

نصائح :

يقدم الأطباء النصائح التالية للتخفيف من حدة أعراض وعلامات الوحام :

1.    يجب أن تكون الغرفة التي تسكنها الحامل ، ذات تهوية جيدة ، قليلة الرطوبة.

2.    الابتعاد عن الروائح المضرّة كالعطور القوية وروائح الأطعمة القوية (بعض الأطباء ينصحون كذلك بالابتعاد عن رائحة القهوة).

3.    تجنب الإجهاد والتعب ، وبعيداً عن الانفعالات النفسية.

4.    تقسيم وجبات الطعام الى وجبات صغيرة متعددة بحيث تكون المعدة دوماً فيها طعام.

5.    الأبتعاد عن الأطعمة عسرة الهضم.

6.    أخذ كفاية من النوم والراحة.

7.    في حالة الغثيان (وهو الشائع فننصح بالماء مع عصير الليمون).

8.    ممارسة الرياضة بشكلها البسيط كالمشي لفترة وجيزة في الحدائق (وحسب الظروف) للتزود بكمية كافية من الأوكسجين.

9.    ينصح خبراء التغذية الحامل بتناول الموز (ثمرة أو أثنتين يومياً) كونه غني جداً بفايتمين B6

 

 

 

 

 

 

 

free web counter