| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مزاحم مبارك ماالله

 

 

 

الخميس 26/2/ 2009



الحصبة
تصيب الصغار والكبار

د. مزاحم مبارك مال الله

ينتشر في العراق هذه الأيام مرض معدٍ وهو مرض الحصبة (والذي يطلق عليه في الأرياف بالعلوية) وقد أرتفعت أعداد المصابين به وبشكل ملفت جداً.ومن المعروف أن هذا المرض يصيب الأطفال (أكثر من ستة أشهر) ألاّ أن جهات الرصد الوبائي العراقية قد سجلّت أعداد غير قليلة من الكبار وكذلك من الرضع الذين تقل أعمارهم عن ستة أشهر قد أصيبوا به.
لقد ثبت للعلماء بأن مرض الحصبة يصيب أي انسان ليس لديه مناعة ضد المرض،علماً أن الأطفال ولغاية ستة أشهر من العمر لديهم مناعة من أمهاتهم (فيما أذا كانت الأم مصابة بالحصبة لأن الأصابة بالحصبة تعطي الأنسان مناعة دائمية)،والمرض يمر بفترات من الصور الوبائية تمتد مابين كل سنتين ـ كل اربع سنوات وهذا واضح من الأصابات المسجلة في أوربا أضافة الى العراق وهناك عدة أسباب كامنة وراء ذلك منها هبوط المناعة ولأي سبب،التلكؤ بالبرنامج التلقيحي،فساد اللقاح وهناك أحتمال التغير الجيني بالفيروس الذي يسبب المرض.فهو مرض فيروسي يصيب الجهاز التنفسي وينتقل بالعدوى عن طريق العطاس والسعال وهذا هو سبب أنتشاره السريع.
يدخل الفيروس الى جسم الأنسان ويمر بفترة حضانة تستمر 7ـ 18 يوماً تنتهي الى(أعراض تشبه أعراض الزكام أو الرشح) كأرتفاع بدرجة الحرارة،سعال،نزول السوائل الأنفية،مع أحمرار ودمع العينين وتورم الجفنين.
بعد2ـ4 أيام يظهر الطفح،والطفح عبارة عن نقاط حمراء يمكن التحسس بها خلال تلمسها (ومن هنا جاءت التسمية، ففي لغة العرب كلمة الأرض الحصباء أي التي تحتوي على الحصى الناعم وليست ناعمة الملمس).في البدأ يظهر الطفح خلف الأذنين وعند ألتقاء الشعر بمقدمة الرأس سرعان ما يظهر بالوجه ومن ثم ينتشر على الجذع والجسم بأكمله،ويستمر الطفح 5 ـ 6 أيام بعدها يبدأ بالأختفاء تدريجياً كما ظهر تدريجياً.
الطفل يعاني من تغير في الصوت بسبب ألتهاب الحنجرة وكذلك من عدم القدرة على النظر بالضوء أوالتخوف من الضوء والتي عادةً ما تكون في اليوم الثاني وبذلك يكون غير مستقر ومنزعج ومتألم.
في داخل الفم يمكن ملاحظة نقاط بيضاء محاطة بمنطقة متورمة على الغشاء المخاطي وتحديداً حول فتحة مجرى الغدة النكفية.
في مرحلة ظهور الأعراض والعلامات (قبل الطفح)/ وهي المرحلة الأقوى في أنتقال العدوى / نحتاج الى تخفيض حرارة الطفل عن طريق الفم وبواسطة الكمادات والتحاميل الشرجية وهو أهم أمر بالموضوع تفادياً لحصول حالة الصرع الحراري (الشمرة) لدى الطفل.
وحين يظهر الطفح تختفي الحرارة.ولاتنفع الملابس الحمراء أو الضوء الأحمر أو غير ذلك كما هو شائع بين الناس وخصوصاً في المناطق التي لازالت تسودها المفاهيم والأعتقادات الخاطئة والغيبية.
يتم أخذ عينة من دم الطفل في المستشفى بعد تشخيص الحالة (من اليوم صفر ـ اليوم 28 من ظهور الطفح)ومسحة من البلعوم أوعينة من البول خلال خمسة الأيام الأولى من بداية ظهور الطفح.
ننصح الأم بجلب طفلها الى المؤسسة الصحية في حالات زيادة سرعة تنفسه،الأسهال وأستمرار أرتفاع الحرارة.
يمكن أن تحصل الأختلاطات أو المضاعفات وهي أهم ما في ألأمر وتحتاج الى العناية الطبية والصحية التامة وأهم هذه الأختلاطات ألتهاب ذات الجنب (ذات الرئة)،ألتهاب الأذن ،تقرحات الجفنين،ألتهاب الأمعاء، ألتهاب الزائدة الدودية،التهاب الأغشية الدماغية.
يعطى للطفل المضادات الحياتية في حالة حصول المضاعفات أضافة الى (فايتمين أي) وعلى جرعتين ليومين متتاليين.
يتم أدخال المصاب الى المستشفى في حالة المضاعفات التنفسية تحديداً وفي حالة الجفاف جراء الأسهال.
عزل المصاب أمر مهم والطلاب يمنحون أجازة لمدة عشرة أيام من بداية ظهور الطفح.

الوقاية من المرض
السبيل الوحيد لتفادي المرض هو التحصين باللقاح،واللقاح يعطى في العراق على جرعتين(لغير المصابين بالمرض فقط). الجرعة الأولى بعمر تسعة اشهر وهو لقاح الحصبة المنفردة والجرعة الثانية بعمر سنة وثلاثة اشهر وهو لقاح الحصبة المختلطة(ويشمل الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف).اللقاح عبارة عن الفايروس المسبب للمرض ولكنه معالج بايولوجياً ويحقن تحت الجلد ويجب ان يحفظ بدرجة 2 ـ 8 مئوي ولايعرض للضوء.عكس ذلك يكون اللقاح فاسداً.

 


 

free web counter