| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مزاحم مبارك ماالله

 

 

 

الأثنين 20/9/ 2010



القمل .. ينتشر بالعدوى

د. مزاحم مبارك مال الله


رسومات تخطيطية تمثّل القمل

القمل متوطن في كل أنحاء العالم وبأمكانه أن يتفشى بين الناس في حال توفر الظروف المناسبة له،يصيب كل الفئات العمرية ولكنه أكثر أنتشاراً بين الأطفال وتلاميذ المدارس وفي المناطق المزدحمة وقد لوحظ مؤخراً أزدياد عدد حالات الأصابة بالقمل بسبب تردي الأوضاع البيئية والسكنية والمعيشية.

القملة حشرة طفيلية لا جناح لها ومعدل طولها يبلغ 2 – 3 ملمتر(حجمها بقدر حجم حبة السمسم) فلا تستطيع الطيران أو القفز فتنتقل عن طريق الزحف ،لها ستة أرجل ذات مخالب قوية فتتمسك بالشعر بالقوة ولا يقل هذا التمسك بالأستحمام.

الحشرة البالغة تمص الدم في الأماكن التي تعيش فيها بعد اللسع بطمر رأسها في الجلد، وأثناء اللسع تفرز الحشرة مادة تؤخر تخثر الدم لتتمكن من مصه للتتغذى، أن طمر رأس الحشرة مع أفراز المادة منها تسببان الحكة والتي غالباً ما تنشط ليلاً.

تضع الأنثى بيضها ـ معدل 8 بيضات يومياً ـ (البيض يكون شفاف سرعان ما يتغير الى اللون البني المحمر،بيض القمل يُطلق عليه" الصئبان "مفرده صؤابة) الذي يلتصق بالشعر، ليفقس بعد مرور ستة أيام.تنمو القملة الصغيرة وتكبر خلال عشرة ايام وتعيش الحشرة الواحد شهراً واحداً تقريباً ولكنها تموت خلال 24 ساعة في حالة عدم وجود ما تعتاش عليه (الدم) وربما أكثر أعتماداً على النوع.

هناك ثلاثة أنواع من القمل ،قمل الرأس ،قمل الجسم ،قمل العانة.
قمل الرأس: وهو الأكثر شيوعاً، يتراوح طول الحشرة بين 2 ـ 4 ملم يعيش على فروة الرأس،واسع الأنتشار خصوصاً بين اطفال المدارس،يسبب حكة بفروة الرأس وأحياناً تُلاحظ سحجات بالفروة مع تقيحات فيها على شكل أكزما ويُطلق عليها أكزما القمل يصاحبها تضخم العقد اللمفاوية في الرقبة.نادراً ما نلاحظ الحشرة البالغة ولكن يمكن تمييز بيوضها ملتصق بساق الشعرة بقوّة.

قمل الجسم: يتراوح طول الحشرة بين 3 ـ 4.5 ملم يزداد في حالة أهمال نظافة الجسم، ويعيش بشعر الفخذين،تحت الأبطين،وأحياناً في اللحية أو الحاجبين أو الرموش،منتشر بين نزلاء السجون والمعتقلات والملاجئ والمشردين والعجزة والمهمَلين خصوصاً في المجتمعات التي تحكمها قيم الرأسمال الأستثماري الأستغلالي البشع وأضطهاد الأنسان للأنسان،يتسبب بحكة شديدة ،وأحياناً فأن هذا النوع من القمل يؤدي الى نقل عدوى أحدى الحميات ،وهي حمى التيفوس.
قمل الجسم يؤدي الى حصول سحجات خطية على الجذع خصوصاً على الظهر، ناحية الأكتاف ،وغيرها.

قمل العانة: هو نوع خاص، دقيق الحجم، طول الحشرة بين 1 ـ 2 ملم ،يشبه سرطان البحر في الشكل ،يصيب منطقة العانة عن طريق الأتصال الجنسي وبواسطة الملابس.
يلتصق هذا النوع بالجلد ومن ثم ينتشر ليصيب أجزاء الجسم المشعرة في الذراعين، الفخذين والأبطين ،وفي المناطق التي تحوي على الغدد العرقية كالأبطين.
يعاني المصاب من حكة شديدة في منطقة العانة والشرج والمنطقة التناسلية ويُلاحظ وجود نقاط بنية حمراء على الملابس الداخلية وهي عبارة عن أفرازات الحشرات ، كما يمكن ملاحظة بقع نزفية ذات لون أزرق قطرها يتراوح بين 3 ملم وواحد سم في المناطق المصابة ،ويمكن ملاحظة القملة بالأضاءة وأستخدام العدسة المكبرة وتظهر على شكل نقاط سوداء.
ينتقل القمل من شخص لأخر باللمس ،بالأحتكاك،بالأتصال الجنسي، أستخدام ملابس المصاب ،النوم في فراش المصاب ،وبأستخدام مشط وأكسسوارات شخص مصاب.

العلاج :ـ
علاج أصابات القمل ينقسم الى جزئين ،الجزء الأول وهو الأجراءات العلاجية ـ الوقائية،والجزء الثاني وهو أستخدام العقاقير والأدوية ،وهذا يعني أن الأدوية لاتكفي للقضاء أو لمعالجة الأصابة مالم تلازمها أجراءات لابد منها،بل من دونها تتكرر الأصابة، وربما تنتقل العدوى الى شخص أخر لم يصب سابقاً، لذلك قلنا (أجرءات علاجية ـ وقائية) ومنها:ـ
1. قص الشعر أو حلاقته.
2. فحص كافة أفراد الأسرة، وخصوصاً التلاميذ منهم.
3. يجب أن يشمل العلاج جميع أفراد الأسرة وبوقت واحد.
4. تعقيم الملابس أو التخلص منها إن أمكن ذلك.
5. تعقيم الشراشف والبطانيات أو التخلص منها أن أمكن ذلك.
6. تعقيم كل الأدوات أو الأكسسوارات أو التخلص منها إن أمكن ذلك.

ملاحظات مهمة
أولاً ـ لابد من الألتزام بتعليمات العلاج بالأدوية فبعض الأدوية تتطلب دهن المنطقة المصابة بها ولعدة أيام.
ثانياً ـ بعض العوائل تستخدم النفط الأبيض في معالجة قمل الشعر خصوصاً بين البنات الصغيرات وهذه الطريقة رغم أنها قعالة جداً ألاّ أنها تسبب الأكزما الكيمياوية في فروة الرأس ،تحسس وهيجان الأغشية المخاطية والعينين ،أضافة الى الأستنشاق الخطير لللغازات الطيارة من النفط والتي ربما تسبب مشاكل تنفسية ظارة ،وبدلاً من النفط فننصح بأستخدام (الخل)،وهو ليس خالٍ من الأضرار الثانوية ولكن أقل بكثير من تلك التي يسببها النفط.
ثالثاً ـ على الجهات الصحية القيام بالأجراءات العلاجية والوقائية الكاملة والتامة في أماكن التجمهات السكانية كالسجون واالمعتقلات ودور العجزة وغيرها.
رابعاً ـ القيام بحملات توعية بخصوص القمل والأصابة به وطرائق الوقاية منه ولتتظافر فيها جهود وزارات الصحة والتعليم ومنظمات المجتمع المدني.


 

 

 


 

free web counter