| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مزاحم مبارك ماالله

 

 

 

الثلاثاء 1/2/ 2011



أنفلونزا الطيور ... أنفلونزا الخنازير
(1)

أعداد / د. مزاحم مبارك مال الله

كثر الحديث عن أنفلونزا الخنازير في العام الماضي وقبلها أنفلونزا الطيور ولم تكن مضاربات الشركات العالمية بعيدة عن دخول حلبة صراع الأنسان مع الطبيعة من أجل صحته،وقد تسيس هذا الموضوع من أجل المصالح الأستحواذية لتلك الشركات بحيث تم أستخدام منظمة الصحة العالمية لهذا الغرض.ولكن سرعان ما أنكشف هذا التلاعب بمقدرات الناس دون أستبعاد عودة ظهور المرض(وهذا صحيح من الناحية العلمية البحتة) في الأجواء المناسبة.
وشهدنا أجراءات غريبة نتيجة :ـ
أولاً ـ أن المعلومات غير متكاملة عن الطبيعة المرضية والوبائية لهذا الفيروس وبذلك تواترت المعلومات بمرور الأيام ، لذلك تتغير الأجراءات تبعاً لتغير المعلومات.
ثانياً ـ وجدت الكارتلات الأقتصادية منفذاً لها لتمرير خطة ترتكز على أفزاع الناس وتخويفهم من أجل تسويق المنتجات الوقائية والعلاجية والتشخيصية ذات الكلف الباهضة، فالنفط على سبيل المثال يمكن أن ينضب ولكن الأمراض لها بداية وليس لها نهاية.
ومن تلك الأجراءات على سبيل المثال حملة أعدام الخنازير في بعض الدول العربية في حين أن دولة المكسيك التي أكتشفت فيها الحالات لم تعدم أي خنزير ، ومثال أخر غلق العديد من المدارس في بعض الدول كالعراق ولكن لم تُغلق أي مدرسة في العديد من دول شرق أسيا التي سجلت أعلى عدد من الحالات.
ومثال أخر على المتجارة بمقدرات الشعوب ما أعلنت عنه بعض المختبرات في الدول الرأسمالية عن توصلها للقاح ضد المرض بل وضد جميع أنواع فايروسات الأنفلونزا ولكن تلك الدول ومختبراتها والشركات التي تقف وراء أنتاج هكذا لقاحات رفضت ولازالت أعطاء أي ضمان باللقاح سواء من ناحية الوقاية أو من ناحية الأثار الجانبية المتأتية من أستخدامه.
ومع ذلك فقلنا أنه توجد أمكانية عودة ظهور المرض ،وفعلاً فخلال هذا الشهر والشهر المنصرم تم تسجيل عدد من الحالات في العراق وفي بعض البلدان المجاورة له.
ولابد من تسليط الضوء على المرض لمزيد من المعرفة وهل هو فعلاً مرض مميت لاشفاء منه ، هل يستوجب هذه الضجة الأعلامية ؟
المرض يسببه كائن متناهي في الصغر يُطلق عليه فايروس(وهي كلمة يونانية تعني الجرثومة)والفيروس لايمكن أن يعيش أكثر من 48 ساعة خارج خلايا حية أخرى(أو على السطوح الرطبة)،الفيروس أصغر من البكتريا وكل أنواعه مَرَضية،وهناك عدد غير محدود من أنواع هدا الكائن ومنها (فايروس الأنفلونزا، وفايروس ألتهاب الكبد ،فايروس ألتهاب الدماغ ، فايروس الحصبة ، وفايروس داء الكلب وغيرها). أن نوع فايروس الأنفلونزا هو من عائلة (أورثوميكسوفايروس)وقد أستطاع العلماء أن يعزلوه وأن يصوروه وأن يحلوا لغز تركيبه فهو مؤلف من حامض نووي(RNA) ومحور وغلاف وتم لحد الن أكتشاف ثلاثة أنواع منه وقد أطلقوا عليها A. B.C .
غلاف فايروس الأنفلونزا مؤلف من تركيبات بروتينية أطلق عليها العلماء أسم(هيماكلوتنين)،لذا أخذوا الحرف الأول(في اللغة الأنكليزية) من هده التركيبات وبذلك تسمى H،أما على سطح الفيروس فالتركيبات البروتينية قد أطلق عليها العلماء أسم (نيوراأمينيديس)وأخذوا الحرف الأول أيضاً من أسم هده التركيبات وبذلك تسمى N.
وجراء الحالات الوبائية التي أجتاحت العالم خلال أكثر من 150 عاماً فقد أظهرت الدراسات والبحوث والتحاليل التشخيصية والمقارنة التي أمتدت لعشرات السنين الحقائق التالية(مع الأخد بنظر الأعتبار الفرق بين ما نطلق عليه "مرض" وبين مانطلق عليه "وباء"فكلمة الوباء تعني أنتشار المرض بين الناس بأعداد كبيرة جداً ويصبح في بعض الأحيان خارج السيطرة).
أولاً ـ كل أصناف نوع A تصيب الحيوانات الداجنة وأن هذا النوع هو المسؤول عن الحالات الوبائية بين البشر، وكذلك نوع B يصيب الأنسان وبأمكان نوع C أن يصيب الخنازير البرية، أما نوعي BوC فلايصيبان الحيوانات الداجنة.
ثانياً ـ في نوع A يوجد لحد الأن 16 نوع من H و9 أنواع من N ، لذا فهناك فايروسات الأنفلونزا ذات الغلاف H من 1 ألى 16 وهناك فايروسات الأنفلونزا ذات التركيب N من 1 ألى 9 ، وبدلك أصبح لدينا أنواع H1N1 ,H2N1 ، H5N2 وهكذا .
ثالثاً ـ نوعا BوC لاتوجد فيهما أنواع تتفرع عنها.
رابعاً ـ أذن المهم هو نوع A.
خامساًـ نوع A (H1N2 و H3N2) أضافة الى نوعي BوC تسبب هذه الأنواع ما يُطلق عليه الأنفلونزا الموسمية ، وهي الأنفلونزا الأعتيادية التي يتعرض لها سكان الكرة الأرضية بأستمرار .
سادساً ـ نوع Aصنف (H5N1) يصيب الطيور.
سابعاً ـ نوع A صنف (H1N1) يصيب الخنازير .
ثامناً ـ وهناك أصناف أخرى تصيب الخيول وغيرها .
تاسعاً ـ هناك أمكانية أنتقال العدوى من الحيوان الى الأنسان.
عاشراً ـ وهناك أمكانية أنتقال العدوى من أنسان الى أنسان .
أحد عشر ـ هده الأنواع والأصناف لها القابلية على التغير الجيني فتظهر أنواع وأصناف جديدة.
أثنتا عشرـ وهناك أحتمالية ظهور أصناف تقاوم المضادات(سواء معقمات أومطهرات أو مواد كيمياوية كالعلاجات مثلاً).
أن فايروس الأنفلونزا يصيب كل الأعمار ولكن نسبتهاعالية بين الأطفال وكبار السن(أكثر من 65 سنة)أضافة الى ذوي الأمراض التي تجعلهم ضمن عوامل الأختطار من مضاعفات الأصابة بالأنفلونزا.أن الطبيعة التركيبية لفايروس الأنفلونزا تجعل بالأمكان من ظهور أصناف جديدة منه خصوصاً الأنفلونزا الموسمية.
هدا الفايروس معروف بمقاومته للظروف البيئية وبالأمكان من خزنه في درجة حرارة صفر الى 4 درجة مئوية ولمدة عدة أسابيع دون أن يفقد خصائصه ، بينما يفقد كل خصائصه(خصوصاً المَرَضية)وبسرعة حينما ترتفع درجات الحرارة ألى 20 درجة مئوية، أضافة الى أن الفيروس يفقد خصائصه أيضاً بالأجواء القاعدية وليس الحامضية.
أن مرض فايروس الأنفلونزا يسبب ثلاثة أنواع من الحالات المَرَضية وهي:ـ
1. ألتهاب المسالك التنفسية العليا بدون ةمضاعفات.
2. ألتهاب المسالك التنفسية يتبعها ألتهاب ذات الرئة البكتيري .
3. ألتهاب دات الرئة الفيروسي.
ومن الناحية التأريخية فقد تسبب الفايروس بعدد من الحالات الوبائية راح ضحيتها ملايين الناس بسبب الظروف البيئية والصحية ووعي الناس الصحي المتدني أضافة الى محدودية معرفة العلماء بتراكيب وأنواع وأصناف هذا الكائن، وبدراسات قام بها العلماء على أثار وبقايا ضحايا حالات الوباء التي اجتاحت العالم أستطاعوا أن يحددوا صنف H2N2 (الأنفلونزا الروسية) كان مسؤلاً عن وفاة مليون أنسان خلال عامي 1889 و1890 ، بينما صنف أنفلونزا(الذي أطلق عليه أسم الأنفلونزا الأسبانية أو مؤخراً أطلق عليه أسم الخنازير) وهو H1N1 تسبب بموت 40 مليون أنسان خلال عامي 1918 و1920 وهي الظروف التي أعقبت الحرب العالمية الأولى ولنا أن نتخيل الواقع البيئي والصحي لسكان المعمورة حينها خصوصاً ظروف الملاجئ التي ساعدت بشكل مباشر بأنتقال العدوى بين الناس ، وفي عام 1957 مات مليون ونصف أنسان من الفيروس الأسيوي.


ـ يتبع ـ




 

 


 

free web counter