| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مزاحم مبارك ماالله

 

 

 

الخميس 1/5/ 2008



عواصف رملية في العراق ومحنة أنقاذ المتضررين

د. مزاحم مبارك مال الله

لأسباب عديدة منها قلّت الأمطار والتغيرات البيئية التي أجراها النظام البائد على مدى ثلاث عقود كأقتلاع أعداد هائلة من أشجار النخيل وغير النخيل أضافة التى تلاعبه بالتضاريس الطبيعية لنهر دجلة وتجفيفه الأهوار وكذلك أستيلائه على مساحات زراعية كبيرة وسط المدن ليشيّد عليها قصوره هذا أضافة الى التغيرات العامة الحاصلة بأجواء الكرة الأرضية ، فقد شهد مناخ العراق تغيرات نوعية أدت الى حصول ظواهر كانت تحدث في السابق ولكن ليس بهذه الكثافة ولا بهذا القدر من التكرار، ومنها ظاهرة العواصف الرملية .
فخلال هذه الأيام تتعرض بغداد ومناطق واسعة من وسط وجنوب العراق الى عواصف ترابية شديدة سببت وتسبب أزمات مناخية سيئة جداً وقد أثرت بشكل مباشر على الناس وحركتهم ونشاطاتهم وشلّت حياتهم وكذلك أدت الى تعطيل حركة الطائرات وأثرت على حركة سير المركبات في الطرق الخارجية والسريعة.هذا أضافة الى المنظر المقرف من أنغمار البنايات والأشجار والبيوت والشوارع بطبقة من التراب.
وما يهمنا بهذا الأمر هو الجانب الصحي منه ، فقد تأثر المواطنون بشكل كبير جداً وخصوصاً المصابين بحساسية الجهاز التنفسي والربو أضافة الى المصابين بأمراض المسالك التنفسية المزمنة الأخرى وكذلك الذين يعانون من مشاكل في القلب ، هذا أضافة الى تأثر شريحة الأطفال بشكل مباشر.
إن واقع حال مستشفياتنا هو الأخر يعاني الضغوط الكبيرة جراء الزخم الهائل من طالبي المساعدة فضلاً عن ما تعانية أصلاً من وطأة الوضع الأمني .
ففي منطقة الرصافة لوحدها تمكن 2010 ( ألفان وعشرة ) مواطن من الوصول الى المستشفيات خلال يوم أو يومين من أجتياح هذه العواصف علماً إن مئات بل الألوف لم يتمكنوا من الوصول أما لأسباب أمنية أو بسبب المواصلات .
وأكثر المستشفيات حصل فيهما الزخم هما مستشفيي المدائن والكندي واللتين حصل فيهما بعض الوفيات جراء الحدث نفسه أو جراء إمكانياتهما في إستقبال هكذا أعداد كبيرة من المرضى والمصابين بأزمات تنفسية .
وعلى سبيل المثال فأن مستشفى المدائن والتي تحتوي على 36 سرير قد أستقبلت 256 حالة في يوم واحد، وأليكم أن تتخيلوا كم مريض سيرقد على السرير الواحد؟ وكم هي أعداد أقنعة الأوكسجين التي توضع على وجوه المرضى؟ وكم هو عدد المسعفين؟. هذا مثال نسوقه وأسئلة نضعها كمثال على الواقع الذي نعيشه نحن العراقيين !
الصورة مأساوية والواقع أردأ من أن نتحدث عنه فهذه الظروف المناخية القاسية بحاجة الى أسرّة أضافية وأقنعة الأوكسجين أضافة الى الأوكسجين نفسه أضافة الى الأحتياج العاجل لأعداد من الكوادر الطبية والصحية .
ومع ذلك فنحن نثبت رأينا بالتالي :ـ
1. العمل على أستحكام غلق المنافذ في البيوت والبنايات ( قدر المستطاع ) لعرقلة دخول التراب الى داخل الغرف 
2. الأمتناع عن التدخين .
3. وضع قطعة الشاش المندّى بقليل من الماء على الأنف.
4. أستخدام الأقنعة الواقية الصغيرة إن توفرت .
5. ونقترح على وزارتي الداخلية والدفاع توزيع الأقنعة الواقية لمنتسيبهما ممن تحكم ظروف واجباتهم بالوقوف بالشارع أو في اماكن مكشوفة.
6. نأمل من وزارة الصحة والكوادر العاملة تنفيذ كل الأجراءات المطلوبة بمثل هذه الظروف القاسية .
7. حث الخطى والعمل على التنفيذ المباشر وبالتعاون بين الهيئات والجهات والوزارات المختصة للحد من حركة الكثبان الرملية .
8. العمل الفوري على أحاطة حدود المدن بأحزمة خضراء ، خصوصاً ويبدو أن دورة هذه العواصف ستدور كل عام .
9. القيام بالتوعية الصحية بكافة وسائل الأعلام لمواجهة هكذا ظروف، مع التركيز على ذوي الأمراض التي تتأزم أو ممن هم في دائرة الخطورة.
10. للعوائل المتمكنة وفيها بعض من أفرادها يعاني من مشاكل تنفسية أن توفر قناني الأوكسجين في بيوتها مع الأقنعة الخاصة .
11. توفير بعض الأدوية في البيوت وبأستشارة الطبيب .


 


 

Counters