| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مزاحم مبارك ماالله

 

 

 

السبت 13/10/ 2007

 

تقلبات الجو والأحتياطات الواجب أتخاذها


د. مزاحم مبارك مال اللـه

يمتاز المناخ في العراق بكونه مناخاً قارياً ، أي حاراً جافاً صيفاً وبارداً رطباً شتاءً ، وقد عرف الناس هنا التغيرات الجوية التي تحدث وكيفية التعامل معها ، سواء من ناحية الملبس ، أو من ناحية الأجراءات الأحترازية في داخل البيوت من فرش الأرضيات أو من أستخدام وسائل التدفئة ، أو بأجراءات خارج البيوت في أماكن العمل مثلاً . كل هذه الأمورهي بالحقيقة أنقلاب لما كان قد أتخذه الناس من أجراءات في بداية فصل الصيف ، لذلك نرى أن العراقيين يعانون في كلا الفصلين من الأجراءات التي تفرضها عليهم أحوال الطقس للقيام بها.
وتبقى الحاجة كما نراها من الجانب الطبي ـ الصحي الوقائي الى المزيد من التوعية الصحية والتنوير بأمور تبدو في غاية الأهمية لتحاشي الأصابة ببعض الأمراض والتي تكون أحوال الطقس عاملاً مساعداً فعّالاً في أنتشارها ، هذه التوعية وهذا التنوير الطبي أصبح من بديهيات العمل الوقائي بين مجتمعات العالم ، ولكون التوعية الصحية وأستزادة المواطن بالمعلومات الطبية قد لعبتا الدور الفاعل في تحجيم الكثير من الأمراض أو تحديدها وحتى في القضاء على بعضها ، لذلك أخذ فرع طب المجتمع ينمو نمواً مؤثراً بين شرائح وقطاعات المجتمعات المختلفة ، ومجتمعنا يجب أن يكون أحد هذه الشعوب أو المجتمعات المتنورة بهذا المجال .
لقد ثبت للعلماء بعض الحقائق في مجال سعة وتنوع أنتشار العديد من الأمراض وخصوصاً في فصل الشتاء حيث تنخفض درجات الحرارة ، هذه الحقائق يمكن أيجازها بالأتي :ـ
أولاً ـ أن أغلب أمراض الشتاء هي من أمراض الجهاز التنفسي .
ثانياً ـ أن المسببات الرئيسة ( أو الغالبة ) لهذه الأمراض هي الفيروسات .
ثالثاً ـ أن غالبية هذه الفيروسات لها القابلية على التجدد وعلى أنتاج سلالات جديدة مقاومة للعديد من الأدوية ، بل لها القابلية على أن تمتاز بميزات مرضية جديدة .
رابعاً ـ التشخيص الخاطئ للكثير من الحالات من قبل الأطباء أنفسهم ، أو من العاملين بالمجال الطبي ، بل وحتى الأجتهادات الشخصية من قبل المواطنين أنفسهم ، تؤدي الى المزيد من هذه الأمراض بل تلعب أحياناً دوراً كبيراً في حصول المضاعفات .
خامساً ـ الأستخدام العشوائي اللاـ علمي للأدوية والعلاجات مما أدى ألى ضياع الكثير من الصور المرضية والتي تساعد على التشخيص ، أضافة الى ظهور السلالات أنفة الذكر ، هذا فضلاً عن نمو الفطريات وبعض أنواع البكتيريا والتي تزيد الأصابات سوءً .
سادساً ـ الكثير من الحالات الفيروسية البسيطة يمكن الشفاء منها بمجرد الأستفادة من المناعة الأعتيادية للأنسان ، وكذلك بأستخدام بعض العلاجات البسيطة والتي لاتؤدي الى حصول تأثيرات جانبية .
سابعاً ـ هناك نجاحات في أستخلاص بعض اللقاحات ضد أنواع معينة من الأمراض الفيروسية وذلك لتحصين المواطنين بسبب شدة الحالة المرضية حينما تحدث الأصابة .
ثامناً ـ وثبت للعلماء بما لايقبل الشك أن الوقاية من الأصابة يبقى أهم وسيلة لتحاشي الأصابة وكذلك لتحديد أنتشار هذا المرض أو ذاك .
ومما نود التأكيد أو تسليط الأضواء عليه هو ما ذا يمكننا أن نقدمه للمواطن العراقي كنصائح لتحاشي ما يمكن أن يحدث جراء تقلبات الجو المرتقبة في الأيام القادمة ؟
أننا ننصح المواطنين الكرام بأتباع ما يلي :ـ
1. الأبتعاد قدر المستطاع عن المصابين .
2. التحفظ في داخل البيت قدر المستطاع من المصابين من أفراد الأسرة .
3. أستخدام بعض العلاجات البسيطة بالنسبة للمصابين مثل حبوب البراستول ، فلوـ أوت ، أو بعض المواد العشبية ( الأعشاب الطبية ) ، مثل الكالبتوز ، النعناع ...الخ .
4. الأبتعاد عن تناول السوائل الباردة ، بل زيادة تناول السوائل الدافئة ، وكذلك بعض المواد الغذائية التي تحوي على فايتمين ( سي ) مثل الحمضيات .
5. عدم أستخدام الأدوية والعلاجات التخصصية مثل مضادات الألتهابات أو مضادات السعال ...الخ .
6. عدم اللجوء الى المضمدين ومعاوني الأطباء لأجل زرق هذه الأبرة أو تلك .
7. الأهتمام بأرتداء الملابس بما يناسب درجات الحرارة .
8. محاولة عدم التعرض المباشر للهواء البارد وخصوصاً في الصباح حينما يذهب المواطنون الى العمل .
9. التثقيف الصحي يلعب دوراً مهماً في مثل هذه الظروف ، حيث من الواجب أن يعرف المواطن الحد الأدنى من الأجراءات الأحترازية أزاء هذه الأمراض والتي تنتقل بسرعة فائقة عن طريق الرذاذ والشهيق والزفير والتقبيل و...الخ
10 . الأمتناع عن التدخين قطعياً .
11. مراجعة الطبيب في الحالات التي تستمر فترة أكثر من أسبوع ، وكذلك في حالة حصول المضاعفات .

الأطفال والشتاء :ـ
وللأهمية المتميزة لموضوع الشتاء وأمراضه بالنسبة للأطفال ، لذا يبدو من الأهمية بمكان التأكيد على هذه الأمراض ، مع تسليط الضوء بشكل خاص على العناية الفائقة بالمشاكل التنفسية الخاصة بهم خلال هذا الفصل البارد حيث أن أمراض الأطفال لها خصوصيتها من الناحيتين التشخيصية والعلاجية ، وأن السبب الكامن وراء ذلك هو الطبيعة التشريحية والوظيفية للجهاز التنفسي لدى الأطفال ، وكلّما كان الطفل صغير العمر كلّما كانت الخطورة أكبر عليه من هذه الأمراض ، والخطورة تكمن في الصورة المرضية للأصابة وكذلك بالمضاعفات الخطرة والتي غالباً ما تحدث لديهم . وهناك خاصية بالغة الأهمية لدى الطفل وهي مركز السيطرة التنفسية والموجود في الدماغ ، فعادة لم يبلغ هذا المركز من التطور والتخصص كما عند الكبير بحيث يجعل جهازه التنفسي قادراً على التعامل والتكيف مع الأصابة ومضاعفاتها هذا فضلاً عن أن غالبية الأصابات التنفسية لدى الأطفال هي فايروسية أكثر مما هي بكتيرية كما هو شائع لدى الكبار ، وبسبب هذه الأمور وغيرها تكمن الخطورة الحقيقية لأمراض الجهاز التنفسي لدى الأطفال وتحتاج الى التدخل السريع لأن تداعيات المرض تكون سريعة .
أن أهتمام الأبوين بأعراض طفلهما أو أطفالهما التنفسية وأستشارة الطبيب أضافة الى عدم الأستخدام العشوائي للعلاجات ، هذه وغيرها تساهم بشكل فعّال في شفاء الطفل .
كم ويبدو أن أمتلاك الأبوين الحد الأدنى من المعلومات حول أمراض أطفالهم بشكل عام وأمراض الجهاز التنفسي بشكل خاص أهمية خاصة بل وحساسة في تلافي العديد من هذه الأمراض وكذلك في سرعة الشفاء منها .
هنا أقدم النصح للأخت الفاضلة والدة الطفل الذي يذهب الى المدرسة كأن يكون في الصف الأول أو الثاني ، من حيث الأعتناء والأهتمام بتغذية الطفل بشكل يمنحة القوّة والمناعة والصحة الجيدة ، الأهتمام بملابس الطفل من أجل حمايته من لسعة البرد وكذلك عدم أهمال أي عرض مرضي أو علامة مرضية .
أن سرعة أنتشار الأمراض التنفسية بين طلاب المدارس يعود الى أرتفاع عدد طلاب الصف الواحد ، وعدم وجود وسائل التكييف في هذه المدارس هذا فضلاً عن طبيعة هذه الأمراض وهي طبيعة فيروسية المعروفة بسرعة أنتشارها عن طريق الهواء .
أن أبداء النصائح الصحية وتعليم الطلاب الأطفال بأمور الصحة العامة على قدر من البساطة تساهم بشكل أو بأخر في تحديد فعالية المرض وسعة أنتشاره .






 


 

Counters