| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مزاحم مبارك ماالله

 

 

 

                                                                                  الجمعة 17/5/ 2013



أرتفاع ضغط الدم
الاسباب والمضاعفات

د. مزاحم مبارك مال الله

أحد أهم الأمراض المنتشرة بين الناس ،ومالازال العلم يبحث فيه ليحل كل ألغازه رغم التقدم الكبير الحاصل في هذا المجال، فالبحوث جارية من أجل أستنباط تراكيب علاجية فاعلة من ناحية، وقليلة التأثيرات الجانبية من ناحية أخرى بناءً على نتائج البحث في عوامل وأسباب ومسببات المرض.

وحينما نذكر مصطلع الضغط ،فبذلك نشير الى جهاز الدوران المؤلف من القلب والآوعية الدموية كلها(أوردة وشرايين وبكل أحجامها)ومن الدم ومحتوياته (الماء، الاملاح ، المعادن ،وكل المركبات الكيمياوية والبايوكيمياوية البسيطة والمعقدة،  كريات الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية ، الهورمونات والانزيمات والخمائروغيرها. ولابد أن نشير الى أن الضغط له علاقة ببعض الأجهزة الأخرى في الجسم كالجهاز البولي والجهاز العصبي وكذلك الغدد الصماء.

ومن الناحية الفيزياوية فلكل سائل، ضغط ،وبما أن الدم سائل ،فبذلك له ضغطاً على جدران الأوعية الدموية وحجرات القلب. 

وضغط الدم فيه خاصية كونه يعكس أو يمثل تقلص وانبساط عضلات القلب، لذلك فهو يولد ضغطاً يطلق عليه الضغط الانقباضي(والشائع تسميته الضغط العالي) أي حينما تتقلص عضلات القلب دافعةً الدم في الشريان الابهر وهو يعادل بالأحوال الاعتيادية 120 ملم. زئبق ،وحينما تنبسط عضلات القلب فالضغط يهبط الى 80 ملم .زئبق ويطلق عليه الضغط الانبساطي(والشائع تسميته الضغط الواطي) ، لذا فيعد الضغط والذي يعادل 120/80 ملم .زئبق ضغطاً مثالياً، حيث يعيش الإنسان يومياً معه بوضع مريح جداً.

الوضع الطبيعي هذا يتعرض الى حالات مَرَضية ،ومنها الارتفاع والذي يعاني منه حوالي 20% من السكان، علماً أن الرجال يصابون به أكثر من النساء ،ولكن تزداد نسبة إصابة النساء بعد انقطاع الدورة الشهرية بسبب التغيرات الهورمونية التي تحصل في جسم المرأة.

أنواع أرتفاع ضغط الدم  

أولاً ـ ارتفاع ضغط الدم الاولي وهو الأكثر شيوعاً حيث يشكل نسبة 95% من حالات ارتفاع ضغط الدم وأسبابه (الوراثة ،السمنة ،الإفراط بتناول الملح، التدخين، الإفراط في تناول الكحول والتوتر النفسي المستمر).

ثانياً ـ ارتفاع ضغط الدم الثانوي وأسبابه(مشاكل الكليتين،عيوب خلقية في القلب، تضيق الشريان الأبهر ،تغيرات هورمونية، كالمشاكل التي تحصل في الغدة النخامية أو الدرقية أو في الغدة الكظرية ـ فوق الكلية ـ، وكذلك في غدة البنكرياس والإصابة بالسكري).

التشخيص

يتم اكتشاف إصابة الشخص بالمرض ، بالصدفة ومن خلال المراجعات الروتينية الى الطبيب ،حيث أن الغالب في هذا المرض أنه لا يعطي أعراضاً، وفكرة أن أرتفاع ضغط الدم يسبب صداعاً فهي فكرة خاطئة وليست علمية، علماً أن البدناء أو الذين يعاني أهلهم من ارتفاع ضغط الدم ،أو من يفرط باستخدام ملح الطعام وكذلك المدخن ومتناولي الكحول، عليهم مراجعة الطبيب بشكل دوري.

* ملاحظة/

1.  العمر يلعب دوراً في تقريب التشخيص ،فالمريض الذي يتجاوز عمره 40سنة يختلف عن شاب صغير ،كون العامل الوراثي يلعب دوراً في الإصابة بالمرض.

2.  احد أهم مخاطر ارتفاع الضغط دون أن يعطي إنذار مسبق هو حصول السكتة الدماغية أو أحتشاء(موت) العضلة القلبية ،لذا أطلق العلماء على أرتفاع الضغط بـ (القاتل الصامت) ،كونه لا يعطي أعراضاً أو علامات، بمعنى أن الشخص يكون مصاباً به دون أن يعلم.

3.    في بعض الحالات ،يحصل رعاف ، ناتج عن انفجار وعاء دموي صغير جداً في الغشاء المخاطي للأنف.

والطريقة العلمية الصحيحة في تشخيص الإصابة تكون كالأتي:ـ

1.    قياس الضغط في حالة الاسترخاء وبعدة أوضاع (وضع الجلوس والأستلقاء والوقوف).

2.    يقاس الضغط عدة مرات وفي أيام مختلفة وعلى الأقل لمدة أسبوع.

3.  الأطباء يعتمدون على أجهزة قياس الضغط الزئبقية لأنها أكثر دقة ، فالأجهزة الالكترونية تتأر بعوامل عدة ،ومع ذلك فالالكترونية تعطي قراءات تقريبية.

4.    أجراء الفحوصات المختبرية اللازمة.

5.    وبعد أن يتأكد الطبيب من إصابة مريضه بارتفاع ضغط الدم ، فيجب تقديم الإرشادات الطبية له.

6.  وصف العلاج، ويكون بناءً على سبب أرتفاع ضغط الدم الذي سيتم أكتشافه من خلال الفحص والتحاليل، علماً أن هناك عشرة تصانيف من أدوية معالجة ارتفاع ضغط الدم ، وكل منها تعمل بآلية محددة ، منها المدررة(والمدررة يجب أن تؤخذ بحذر كونها تقلل نسبة البوتاسيوم في الدم ، وكذلك يجب أن تؤخذ بحذر شديد لدى الرجال الذين يعانون من تضخم البروستات) ،ومنها التي تعمل مركزياً (على الدماغ) ،منها تعمل على الأوعية الدموية المحيطية ،ومنها تعمل على المستقبلات في أنسجة القلب.

ولا بأس أن نعرف أن استقرار الضغط باستخدام هذه العلاجات يحتاج بعض الوقت، وكذلك في بعض الأحيان يحصل عودة الضغط الى مستوياته الطبيعية في حالة معالجة ارتفاع الكوليسترول في الدم.

مضاعفات  أرتفاع ضغط الدم

معظم هذه المضاعفات ممكن تلافيها في حالة الألتزام بالعلاج والارشادات ـ وكذلك فأن أحتمالية حصولها لدى الذين يعانون من مشاكل صحية أخرى ،تكون أكبر.

1.  تضخم القلب وقصور الدورة الدموية الناتجة عن عجز القلب(وعجز الفلب درجات)، وحينها يعاني المريض من الإجهاد والتعب والتعرق ،ضيق النفس ، أزرقاق ،وكذلك تورم القدمين،ويمكن تشبيه التضخم الذي يحصل في القلب كما تتضخم عضلات الذراعين للذين يمارسون رياضة رفع الأثقال،وبالمقابل فأن كمية الدم الواردة لعضلات القلب عن طريق الشرايين التاجية تكون أقل منها في الحالات غير المَرَضية،وكنتيجة لذلك فأن كمية الأوكسجين الواصلة الى القلب تكون أقل.

2.  الأورام الدموية، ضعف جدار الشريان نتيجة الضغط يؤدي الى حصول أنتفاخات فيه ،هذا الانتفاخ يمتلء دماً ونطلق عليه الورم الدموي ،وهي حالة خطرة جداً ربما ينفجر في أية لحظة، هذا الورم الدموي ممكن أن يصيب الشرايين الكبيرة كالأبهر والصغيرة في العين.

3.  العجز الكلوي، يعاني المريض من ارتفاع  اليوريا وحامض اليوريك ومادة سامة أخرى يطلق عليها (الكرياتينين)، وأيضاً سبب ذلك قلة ورود الدم الى الكلية مما يحفز أنسجتها على إفراز هورمون (الرنين) والذي يحدث تفاعلات بايوكيمياوية تزيد من تصلب الشرايين مرة أخرى.

4.    نزف في شبكية العين وتأثر العصب البصري.

5.  تصلب الشرايين، جراء تأثرها من الضغط المستمر على جدرانها، مسبباً وبمرور الوقت تشققات مجهرية في بطانة نلك الشرايين ،مما يزيد فرص ترسب الدهون فيها، وهذا يعد عاملاً أضافياً في قلة ورود الدم للقلب والدماغ.

6.  السكتة الدماغية ،تحصل أما جراء تصلب الشرايين وقلة ورود الدم الى الدماغ أو أنقطاعه ،أو  أنها تحصل جراء انفجار وعاء دموي وهو ما يعرف بنزيف المخ، وفي كلتا الحالتين يظهر التأثير في الجزء الذي يكون مسؤولاً عنه المخ من أجزاء الجسم، في حالات معروفة تم تسجيلها حصول أنكماش في نسيج المخ بسبب تأثر الأوعية الدموية التي تنقل الدم أليه.

إرشادات مهمة

1.  تقليل ملح الطعام في الأكل والتعود على الأكل قليل الملح ، خصوصاً وأن العلماء يؤكدون أن ما يحتاجه الإنسان من كمية ملح الطعام تعادل ملعقة شاي يومياً.

2.  تخفيض الوزن بأتباع حمية غذائية معتدلة ، صحية ،تعتمد على التوعية والكمية وفق مفهوم السعرات الحرارية الذي أشرنا أليه في موضوع سابق.

3.    مزاولة الرياضة وبمختلف صورها،علماً أن أبسطها هو المشي.

4.    الإقلاع عن التدخين فوراً،وتحديد كمية الكحول ،رغم أن تركه هو الافضل.

5.    حبوب أو أبر منع الحمل ترفع الضغط، لذا يتوجب البحث وسائل أخرى في منع الحمل.

6.    بعض العلاجات ترفع الضغط منها الفولتارين والكوتيزون وجميع مشتقاته.

7.    البعض يعجبه تناول ماء(عرق السوس) وهذا المستحضر يرفع الضغط.

8.    استخدام مزيلات الاحتقان الانفي أيضاً ترفع الضغط.

9.    وهناك نظرية حديثة تقول أن السكريات تسهم بارتفاع ضغط الدم.

10.                  الكثير من حالات ارتفاع الضغط نحتاج الى أكثر من دواء في علاجه.

11.        من خلال الحالات التي مرت في حياتنا العملية وجدنا العديد من المصابين، أما يستخدمون علاجات ارتفاع الضغط بشكل عشوائي دون استشارة طبيب ،أو أنهم يأخذون العلاج (حسب الحاجة) وهذا لا يمكن ولا يجوز ،لأن وكما ذكرنا فأن الضغط لا يعطي أعراض أو علامات.

12.                  لا ننصح بالقراءة اليومية للضغط ، لما في ذلك مردود نفسي على المصاب.

13.                  ينصح علماء التغذية بتناول الثوم والموز والكاكاو.

14.        في حالة مراجعة أي طبيب أو طبيب أسنان أو صيدلية ، فمن الضروري أبلاغهم بأصابتك بأرتفاع ضغط الدم وتتناول العلاج الفلاني.

15.        بعض الاشخاص أعتادوا على تناول عصائر حامضة في حالة أرتفاع الضغط ، ومن الناحية العلمية، ليست هناك علاقة للحامض بالموضوع ، فهو مجرد للطعم فقط.

ضوابط أحتساب ضغط الدم

أولاً ـ الطبيعي 115/75 ـ 120/80

ثانياً ـ مستوى ما قبل أرتفاع الضغط 125/85 ـ 139/89

ثالثاً ـ المرحلة الاولى من الارتفاع 140/ 90 ـ 159/ 99

رابعاً ـ المرحلة الثانية من الارتفاع 160/ 100 أو أكثر

خامساً ـ الحالة الاكثر شيوعاً وخصوصاً لدى الأشخاص الذين أعمارهم تتجاوز الخمسين عاماً فنجد الضغط الانبساطي طبيعي ، بينما الضغط الانقباضي مرتفع.

 

 

 

 

 

 

free web counter